الجمعة الثانية والاربعين / الخامس والعشرين من شوال لعام 1440هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة السادسة والأربعين بعد الثلاثمائة ( 346 ) في تعداد الجمع ، والثانية والأربعين ( 42 ) في عام ( 1440هـ ) وتوافق ( 25 / 10 / 1440 هـ ) بحسب التقويم والرؤية

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

قبل ” مدة ” من الزمن ،  ولا أقول : ” برهة ” ، لأن البرهة الزمن الطويل  ، ففي الفروق للعسكري البرهة هي : المدة من الدهر ، وفي اللسان : الزمن الطويل من الدهر ، هذا استطراد وليس المقصود وإنما دعا إليه ، ما سأتكلم عنه من هذه الوسائل ( النت وما حوته من تطبيقات …)  ، وما فيها من الاستطراد العظيم ، فتبدأ مُشْرِقا مُشَرِّقا ، وتنتهي من غير أن تعلم في ( لا مكان ولا زمان ، بل وبلا خطام ولا زمام )

فتطوف العالم  وأنت على أريكتك ،  فموضوع  يأخذ بعَجُزِ  آخر ، ومقطع يدل على مثيله ، بل وربما ضده  ، ثم تختلط عليك الأمور فلا تدري من أين بدأت وأي منعطف أخذت …  ولا أي خير جنيت ، أو إثم كسبت !!! …

أقول : قبل مدة أخذت كتاب ( وقفات مع بعض القاصين ) للدكتور محمد بن سعد بن محمد آل حسين – رحمه الله تعالى – ت السبت ( 18 / 6 / 1435 هـ ) . وكان مما قرأت فيه وأعجبني ، الوقوف على فكر بعض الناس وسبقهم الزمن في توقع توجه الأحداث والمخترعات

وآثارها ،  ما جاء في ص ( 35 ) من قصة ( سليمان الحماد ) والتي كتبها ونشرها في عام ( 1399 ) ، وذكرها الدكتور ناقدا لها وبين مآخذه عليها ، وإن كان أثنى على القاص في أول حديثه ولكن الذي يعنيني في مقامي عنوان القصة :  ( الآلة تسرقني ذهني ) ،  وتدور القصة حول ما شاع في حياة الإنسان الحديث من الآلات والأجهزة  ، وتحكي أحداث يوم وليلة لمدير تجاوز إحساسه بالآلة الانتفاع بها إلى ما عطلته من جوانب جيدة في حياة الإنسان ، وإلى ما يهدد حياة الإنسان على يدها …

قال أبو حكيم :  هذه القصة كتبت قبل واحد وأربعين عاما …وبلادنا ربما لم تبدأ بعد بالزحف في عالم الكمبيوتر فضلا عن المشي والسعي فيه  ،  فما نقول الآن ونحن على مشارف نهاية العام الهجري ( 1440 ) ،  وما حصل في السنيات الماضية من انفجار في الآلات وما تقدمه عبر وسائلها وتطبيقاتها  التي من تسارعها نردد – وربما – بلا وعي : تكاثرت الظباء على خراشٍ … 

ومن الطريف المخيف  مما فيها ، معرفة تفاصيل حياتك ، فمثلا وبالمثال يتضح المقال – وكثير منكم يعرف أضعاف ما أعرف ويدرك أشمل مما أدرك   : طلبت في تطبيق ( قوقل إرث ) حساب بعد موقع معين  من مكاني ، فرأيت الصفحة قد خرجت ،وفيها المسافات والطرق الأقرب والأبعد والأسرع و الأبطأ ، وحركة المرور  ،   كما جاء فيها ( وهذا بيت القصيد )  تحديد تاريخ ويوم  آخر زيارة قمت بها للمكان ،  بل والوقت الذي استغرقته فيه من التوقف عنده  ، حتى تحركت خارجا ، وكانت الزيارة قبل عشرة أشهر من تاريخ اليوم … 

وكما كانت هذه الوسيلة ( النت ) ، وما فيها من تطبيقات مثل : (  التويتر ، والفيسبوك  ، وسناب شات ، وأنستقرام  ، وتليقرام  ، والواتس أب ، والماسنجر ، والسكايبي ، وإيمو لاين ، و ناو ، وماينشات ، وتانجو ، واللاين ، وفايبر ، واليوتيوب ، وشاهد ، وغيرها … ) ، هذا نقلته *   ، وأعرف منها وأنكر …  ففيها من الشر المستطير ما يتفق عليه عقلاء العالم  ، إلا أن في هذا الظلام شمعة 

بل شموع وهذا منها ،  بحث نال المرتبة الثانية في جائزة الراجحي لخدمة السنة في دورتها الثالثة عام ( 1438 هـ )  قدمه أبو أسامة محمد بن خلف بن ناجي الدليمي  بعنوان  : ( وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها في خدمة السنة ) ، طبع في مملكة البحرين الطبعة الأولى ( 1440 )   ، وقد تناول في البحث والاستقصاء ثلاثة مواقع هي :  (  موقع الدرر السنية ، و ملتقى أهل الحديث ، وموقع البطاقة

الدعوي ) ، فجمع الإحصاءات من المواقع ذاتها ، مع تعريف شامل للمواقع الثلاثة مع نماذج من أعمالها … كنماذج لغيرها من المواقع المشابهة والمماثلة  .

وممن جمع الفوائد والأضرار بين دفتي كتاب  ( أبو عبدالرحمن عبدالحكيم بن محمد بن حسن الريمي العقِلي ) ، في كتاب وسمه ب ( فوائد ومفاسد الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ) ، طَبَعَتْهُ طَبْعَتَهُ الأولى عام  ( 1440 ) دار كنوز الإسلام في اليمن .  

 

* فوائد ومفاسد الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي   لأبي عبدالرحمن عبدالحكيم بن محمد بن حسن الريمي العقيلي  ،  طبعة ( 1 ) ( 1440 هـ ) .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

اترك تعليقاً