الجمعة الثانية عشر / الحادي والعشرين من ربيع اول لعام 1437هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الرابعة والستين بعد المائة (164) في تعداد الجمع ، وهي الثانية عشرة ( 12) في عام ( 1437هـ ) وتوافق (1437 / ربيع الأول /21 ) بحسب التقويم .

الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :

أيها السادة المحترمون مما فتح الله عليّ من نعمه – والتي أسأله شكرها  ليعطيني المزيد منها – تصفح بعض الكتب ، ومما قرأته  ( الرابحون لا يغشون أبدا ، قيم الحياة اليومية  التي تعلمناها كأطفال ( والتي قد نكون نسيناها )) وهو كتاب مترجم عن الإنجليزية  من الدار العربية للعلوم  – قسم الترجمة والتعريب  ، مؤلفه رجل الأعمال الأمريكي الناجح في عالمه   : (جون إم هانتسمان ) وهو أحد أقطاب الصناعة الكيميائية حيث صارت شركته مع أخيه ( شركة هانتسمان  ) عام (2000 م) من أكبر الشركات الكيميائية الخاصة بالعالم ، مع إيراد سنوي تجاوز ( 12 مليار دولار ) أنشئت عام ( 1970 م )  وفي أوائل عام ( 2005 م) دخل عالم إدارة الأعمال ، وكان قبل مساعدا خاصا للرئيس نيكسون  وله معه ومع إدارته مواقف ، وأحدها اعتبره أكبر إزعاجا من ( ووتر غيت ) فضيحة التجسس الأشهر في أمريكا ، حيث ذكر( في ص 149 ) أن الرئيس لم يتبرع إلا بمبلغ ( 500 ) دولار مقابل دخل إضافي بلغ ( 400،000 ) دولار  ، وهو أول أمريكي يحصل على حق امتلاك مصلحة خاصة في الاتحاد السوفياتي السابق ،

وغيرها … ومن مشاريعه ( مركز هانتسمان للسرطان  ، قال عنه في صيف (2004 م) : شاهدت انتهاء بناء مؤسسة ومستشفى هانتسمان للسرطان ولقد كلف بناء هذا المرفق الذي يتمتع بمستوى عالمي مقادير طائلة جدا من المال  ) وقدم ما يزيد على ( 50،000،000  دولار ) كمساعدات لأرمينيا لما ضربها الزلزال المدمر عام ( 1988 م ) رغم أن شركته كانت في بداياتها ، وكان دخوله الجامعة بمنحة من أحد الأشخاص ( وذكر الشخص والقصة في ص (152 ) ، فاعترف بهذا الفضل فقدم خلال سنوات  آلاف ملايين الدولارات !!  (هكذا كتب الرقم (لاري كنغ) الإعلامي الشهير في أمريكا في تمهيده للكتاب ، أو أقول : هذا النقل الحرفي للرقم من الترجمة العربية  )  لأولاد موظفيه

ابي حكيم7

والأولاد الآخرين  ، تقول تعاليم العطاء بالنسبة لجون والكلام للاري  : ( إن كل شخص سواء كان مرتاحا ماديا أم لا وبالأخص الأغنياء ، ملزم بإعادة قسم من نعمه )  ، قال أبو حكيم  : (وفي ديننا – بحمد الله – لو التزم  من وجبت عليه الزكاة بإخراج ما عليه ، لم يكن في الأمة فقير ، ولما كان المال كما قال الله تعالى في سورة الحشر (مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ كَيۡ لَا يَكُونَ دُولَةَۢ بَيۡنَ ٱلۡأَغۡنِيَآءِ مِنكُمۡۚ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ٧  ). قال جون في بداية الفصل الأول من كتابه : ( دروس من صندوق الرمل، كل ما نحتاجه لسوق اليوم تعلمناه في صغرنا ، خلال الفترة التي ترعرت فيها فقيرا في ريف أيداهو ، تعلمت أن ألعب بحسب القوانين . فتعلمت أن أكون قاسيا ومنافسا وأن أولي اللعبة كل اهتمامي ، إنما بعدل  ، و في ( ص 80) قال  : ( لقد تم استبدال نظرية  ( كلمة الرجل تكفي ) بنظرية تقول : ( إن كلمة الرجل أصبحت مدعاة للتأويل )  .  الكتاب عبارة عن سيرة شخصية جميلة حشي بالفضائل  والدعوة إليها وبالذات عمل الخير  ، ولو قال قائل : إنه كلام وقد لا يكون واقعا ، فأقول له اقرأ الكتاب وتمثل قول الخليل بن أحمد  ، الشاعر العباسي :

اعمَل بِعِلمي وَإِن قَصَّرتُ في عَمَلي   ….    يَنفَعكَ عِلمي وَلا يَضرُركَ  تَقصيري

وَاُنظَر  لِنَفسِكَ  فيما  أَنتَ   فاعِلُهُ     ….   مِنَ الأُمورِ  وَشَمِّر  فَوقَ  تَشميري

تجد في الكتاب الفصول التالية : ( حول الكتاب  ، مقدمة ، مقدمة تمهيدية ، الفصل الأول : دروس من صندوق الرمل ، الثاني : تحقق  من بوصلتك الأخلاقية ، الثالث : اللعب بحسب القوانين ، الرابع : أن تكون المثل الأعلى ، الخامس : الالتزام بالكلمة ، السادس : اختيار المرشدين بوعي ، السابع : اغضب لكن لا تنتقم ، الثامن : التهذيب قريب من الورع ، التاسع : اسمك موجود على باب المكتب ، العاشر : واجب العطاء في المقابل  ، ثم خلاصة وخاتمة ) .  

 والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

اترك تعليقاً