من مختارات أبي حكيم في الجمعة: الخامسة والخمسين بعد الثلاثمائة ( 355 ) في تعداد الجمع وهي الأخيرة من المختارات ، والحادية والخمسين ( 51 ) والأخيرة في عام 1440هـ وتوافق ( 29 / 12 / 1440 هـ ) بحسب التقويم والرؤية .
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الأخيرة … حيث تم بها الرقم ” سبعة ” ، وقد قالت العرب : ترقب زوالا إذا قيل تم … فالحمد الله على تمام سبع سنوات وصحبة لم تنخرم في كل جمعة إلا واحدة ( تأخرت للأحد ) لظرف … وأرجو أن يكن سنوات سبع سمان زرعنا فيها دأبا وبارك الله لنا في ثمرها ، وعند هذه سأتوقف عن كتابة المختارات في يوم الجمعة ، ولعل الله ييسر بابا آخر …
وقبل الختام ، لماذا الرقم ” سبعة ” ؟.
كنت أرادت الوقوف عند رقم ” ستة ” في العام الماضي ، ثم بدا لي أن أتم الرقم ” سبعة ” ، لأنه يعتبر في لغة العرب رقم تمام … كمثل الألف فهم يقفون عنده ، فهو تمام الأرقام ، ( فليس عندهم مليون بل ألف ألف ) وسموا صرة المال التي فيها ( 1000 ) من الدراهم أو الدنانير ( بَدْرَة ) لكمال الرقم ، تشبيها لها بالقمر إذا اكتمل ، فيقولون ( البدر ) لاكتماله واستدارته ، وموضوعنا هو كمال الرقم في ( سبعة ) …

الدكتور فهدبن عبدالرحمن بن سليمان الرومي في كتابه ” دراسات في علوم القرآن الكريم ” في ص( 377 ) لما سرد الأقوال في معنى حديث السبعة الأحرف التي نزل بها القرآن * ، قال : ولعلنا ما دامت الأقوال متداخلة – نقسم أصحابها إلى أربع طوائف … القول الثاني من الطائفة الأولى : : ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد ، وإنما هو رمز إلى ما ألفته العرب من معنى الكمال في هذا العدد ، وهو إشارة إلى كمال القرآن في لغته وبيانه ومعانيه وإعجازه .ا.هـ .
وقال السيوطي في ” الإتقان في علوم القرآن ” المجلد الأول ( ص 100 ) طبعة دار الكتب العلمية : المسألة الثالثة في الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن … القول الثاني : أنه ليس مراد بالسبعة حقيقة العدد ، بل المراد التسهيل والتيسير والسعة ، ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد ، كما يطلق السبعون في العشرات والسبعمائة في المئين ، ولا يراد العدد المعين . ا.هـ .
قال ابن القيم – رحمه الله – في ” زاد المعاد “، عند الحديث على التصبح بسبع تمرات : … فلا ريب أن لهذا العدد خاصية ليست لغيره ، والسبعة جمعت معاني العدد كله وخواصه … ) ا.هـ .
ابن عماد الأقفهي ( ت 867 هـ ) ، له كتاب مطبوع بعنوان ( الإرشاد إلى ما وقع في الفقه وغيره من الأعداد ، أو : الذريعة إلى معرفة الأعداد الواردة في الشريعة )” مجلدان ” ، ومن بين أرقامه السبعة وما فيه فصلان : في الأعداد المطلقة ، فيه ثلاثون مسألة في الرقم سبعة ، أما الفصل الثاني ففي أبواب الفقه ، و فيه ثلاثة عشر بابا من أبواب الفقه جاء فيها الرقم ” سبعة ” ، وهو جامع ( بلا تمحيص ) .
قال في ص ( 107 ) والحكمة في السبعة دون غيرها من الأعداد أن العرب تستعمل السبعة للتكثير ، يقولون : سبع الله لك الأجر ، قال تعالى : ( كمثل حبة أنبتت سبع سنابل …) البقرة ، … ولأن العقد عندهم سبعة كما هو اليوم عندنا عشرة وذلك أنهم يقولون : واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة ، فإذا عدوا الثمانية أتوا بالواو فقالوا : وثمانية لأن السبعة تمام العقد .. . ا.هـ
ابن منظور في ” لسان العرب ” في مادة ( سبع ) قال : … وقد تكرر ذكر السبعة والسبع والسبعين والسبعمائة في القرآن والحديث ، والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير … وسبَّع الله لك رزقك سبعة أولاد ، وهو على الدعاء ، وسبّع الله لك أي ضعف لك ما صنعت سبعة أضعاف ، ومنه قول الأعرابي لرجل أعطاه درهما : سبّع الله لك الأجر ، أراد التضعيف … والعرب تضع التسبيع موضع

نسأل الله لنا ولكم التوفيق ..