الجمعة السادسة عشرة / الحادي والعشرين من ربيع اول لعام 1440هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة العشرين بعد الثلاثمائة ( 320) في تعداد الجمع ، و السادسة عشرة ( 16 ) في عام ( 1440هـ ) وتوافق ( 21 / 4 / 1440 هـ ) بحسب التقويم

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

في يوم الثلاثاء الحادي عشر من ربيع الآخر من هذا العام ( 1440 ) وافق  ( الثامن عشر من ديسمبر – اليوم العالمي للغة العربية  وجاء في الحساب الرسمي لهذا اليوم هذه التغريدة : (اليوم العالمي للغة العربية ‏ @arabic_day ٥ أغسطس .

 مندوبية المملكة العربية السعودية @KSAUNESCO لدى اليونسكو @UNESCOarabic تعلن عن اختيار محور #اليوم_العالمي_للغة_العربية 2018. تحت عنوان: #اللغة_العربية_والشباب   ) .

و بناء عليه أورد هذا الحديث من  صحيح مسلم – رحمه الله – بشرح النووي طبعة دار الخير الخامسة ( 1420 هـ ) في كتاب المساجد ومواضع الصلاة * ( ص 209 ) من المجلد الثاني : ( 560 ) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ ، قَالَ : تَحَدَّثْتُ أَنَا وَالْقَاسِمُ ، عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، حَدِيثًا وَكَانَ الْقَاسِمُ رَجُلًا لَحَّانَةً وَكَانَ لِأُمِّ وَلَدٍ ، فَقَالَتْ

لَهُ عَائِشَةُ : مَا لَكَ لَا تَحَدَّثُ كَمَا يَتَحَدَّثُ ابْنُ أَخِي هَذَا ، أَمَا إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ مِنْ أَيْنَ أُتِيتَ هَذَا أَدَّبَتْهُ أُمُّهُ ، وَأَنْتَ أَدَّبَتْكَ أُمُّكَ ، قَالَ : فَغَضِبَ الْقَاسِمُ وَأَضَبَّ عَلَيْهَا ، فَلَمَّا رَأَى مَائِدَةَ عَائِشَةَ ، قَدْ أُتِيَ بِهَا قَامَ ، قَالَتْ : أَيْنَ ؟ قَالَ : أُصَلِّي ، قَالَتْ : اجْلِسْ ، قَالَ : إِنِّي أُصَلِّي ، قَالَتْ : اجْلِسْ غُدَرُ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَا صَلَاةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ ، وَلَا هُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ ) .

قال النووي :

قَوْلُهُ :  ( وَكَانَ لَحَّانَةً (  هُوَ بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ الْحَاءِ ، أَيْ : كَثِيرَ اللَّحْنِ فِي كَلَامِهِ .
قَالَ الْقَاضِي : وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ ) لُحْنَةً ( بِضَمِّ اللَّامِ وَإِسْكَانِ الْحَاءِ وَهُوَ بِمَعْنَى ) لَحَّانَةٍ ) .


قَوْلُهُ :  ( ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ ) هُوَ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
وَالْقَاسِمُ هُوَ :  الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .

قَوْلُهُ :  ( فَغَضِبَ وَأَضَبَّ) هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ ( قال أبو حكيم : المعجمة أي المنقوطة )  وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ ( قال أبو حكيم: أي نقطة واحدة )  أَيْ :  حَقَدَ 

قَوْلُهَا  : (  اجْلِسْ غُدَرُ) ،  هُوَ بِضَمِّ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الدَّالِ ، أَيْ يَا غَادِرُ .
قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : الْغَدْرُ : تَرْكُ الْوَفَاءِ ، وَيُقَالُ لِمَنْ غَدَرَ : غَادِرٌ ، وَغُدَرٌ .
وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي النِّدَاءِ بِالشَّتْمِ .
وَإِنَّمَا قَالَتْ لَهُ :  ( غُدَرُ ) ، لِأَنَّهُ مَأْمُورٌ بِاحْتِرَامِهَا ؛ لِأَنَّهَا أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَعَمَّتُهُ وَأَكْبَرُ مِنْهُ وَنَاصِحَةٌ لَهُ وَمُؤَدِّبَةٌ ، فَكَانَ حَقُّهُ أَنْ يَحْتَمِلَهَا وَلَا يَغْضَبَ عَلَيْهَا .

قال أبو حكيم : ( و أم ولد )  : أي أن أمه جارية ليست حرة

قال محمد بن القاسم الأنباري  في كتابه الأضداد **  : ( ص 238 ): واللحن حرف من الأضداد ، يقال للخطأ لحن ، وللصواب لحن .

فأما كون  اللحن على معنى الخطأ فلا يحتاج فيه إلى شاهد ، وأما كونه على معنى الصواب فشاهده قوله عز وجل من سورة محمد  : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ … 30 ) معناه في صواب القول وصحته . ..

وأخبرنا أبو العباس ، عن ابن الأعرابي ، قال : يقال : لَحَن الرجل يلحن لحنا ، إذا أخطأ ، ولحن يلحن إذا أصاب …

واللحن أيضا يكون بمعنى اللغة ، وقال شريك عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة في قوله عز وجل  : ( سيل العرم ) في سبأ ، العرم : الـمُسنَّاة بلحن اليمن ، أي بلغتهم .

وأنشدنا أبو العباس وغيره :

وحديثٍ ألذُّهُ هو مما – تشتهيه النفوس يوزن وزنا

منطق صائب وتلحن أحيا – نا وخير الحديث ما كان لحنا

وقال : أراد  ” تلحن ” تصيب وتفطن ، وأراد بقوله  : ” ما كان لحنا ” ما كان صوابا .

وقال ابن قتيبة : اللحن في هذا البيت الخطأ  ، وهذا الشاعر استملح من هذه المرأة ما يقع في كلامها من الخطأ .

قال أبو بكر : وقوله عندنا محال ، لأن العرب لم تزل تستقبح اللحن من النساء كما تستقبحه من الرجال .

ومما جاء فيه : ص (244 – 245) عن عمر بن عبد العزيز أنّه كان يقول:” إنّ الرّجل ليُكلّمني في الحاجة يستوجبها فيلحن فأردّه عنها، وكأنّي أقضم حبّ الرمّان الحامض لبُغضِي استماع اللّحن، ويكلّمني آخر في الحاجة لا يستوجبها فيُعرب، فأجيبه إليها التذاذا لما أسمع من كلامه “.

* عناوين الكتب في صحيح مسلم من وضع الإمام النووي – رحمه الله – .

** كتاب الأضداد لمحمد بن القاسم الأنباري تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم طبعة ( 1407 ) المكتبة العصرية .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

اترك تعليقاً