السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قيل :   ومن حوى التاريخ في صدره    ….   أضاف أعمارا إلى عمره

لاحظوا بارككم الله التواريخ  وما يحصل اليوم : ولا تنس ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ، ( د. موفق بني المرجة ) دكتور سوري الجنسية ، له كتاب بعنوان ( صحوة الرجل المريض أو السلطان عبدالحميد الثاني والخلافة الإسلامية ) طبع طبعته  الأولى ( 1404هـ)  والثامنة  التي في خزانتي ( 1417 هـ في ( 502 ) خمسمئة وصفحتين ، بالإضافة إلى الملحقات ،   تقدم بهذا البحث لجامعة ( عين شمس )  في مصر المحروسة  -كفاها الله وبلاد المسلمين شر كل كائد – في عام ( 1977 ) لنيل درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية ،  وأشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور ( علي بن حسني الخربوطلي ) أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس – وبالمناسبة لهذا الدكتور أعني ( الخربوطلي ) كتاب جميل وهو موجود على الشبكة اسمه ( الإسلام وأهل الذمة ) ويزعم أنه أو كتاب جامع لهذه المسائل  ، ومما جاء في آواخر الكتاب عن ( نابليون ) – وأذكرها لتصحيح معلومة مغلوطة   في أذهان كثير منا عن اليهود وفلسطين وبريطانيا  ، فنابليون  من أوائل من نادى باليهود في العالم ليوافوه  في مصر  للعودة إلى ( وأرشاليم )  عاصمتهم الأبدية عما زعموا – خاب وخسر هو وإياهم –  وذلك في لعبة سياسية وتبادل مصالح  ، ولكنه أضطر أن يفك الحصار عن ( عكا ) قبل أن يصل نداؤه لليهود في العالم  .(  فالبريطانيون ليسوا أول من ربط بين فلسطين واليهود   بوعد بلفور المشؤوم  نعم هم أول من اتخذ الخطوات العملية  لوضع اليهود في فلسطين ولكن ليس الترتيب والتخطيط ، فقد كانا قبل الوعد بمدة طويلة  فبين المؤتمر الأول في بال بسويسرا (1897 ) وإعلان قيام دولة اليهود (1948) خمسين عاما   .

البحث قيم جدا وأمضى ( الدكتور موفق) ( خمس سنوات ) في جمعه ، وصحح معلومات كثيرة مغلوطة عن السلطان ( عبدالحميد الثاني )  وتكلم عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،  والشخصيات الإسلامية وغيرها  التي لها أثر في خلافة عبدالحميد وقبله وبعده وأحوال العالم العربي  وما صاحبه من قيام الدويلات العربية .

ومن طريف ما قرأت في هذا الكتاب وكان تخطيطا يرسم ونراه الآن واقعا ملموسا  : في الفصل الثاني ( إثارة قضايا الأقليات وإشعال الفتن بين أهل الذمة والسنة )

وأنقل هذا الكلام ليس تشاؤما ، إنما  التنبيه لكيد عدونا ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه  :  قال المؤلف في (ص  182 ) في الهامش  : يكشف السفير الفرنسي السابق في لبنان( قال أبو حكيم : تم إعلان دولة لبنان الكبرى عام 1920 م وكانت قبل إقليما من أقاليم سوريا )  ( السيد بول مارك هنري ) ،  في كتابه ( بساتنة الجحيم ) الصادر عن منشورات أوربان بباريس ( 1984 م) حول خفايا الأزمة اللبنانية  التي عايشها وخبرها عن كثب …  خطة هنري كسنجر (قال أبو حكيم  وزير خارجية الرئيس الأمريكي فورد  في السبعينات   وهو يهودي من أصول ألمانية  ومهندس معاهدة كامب ديفيد)  لحل أزمة الشرق الأوسط فيؤكد أنها تعتمد  على إعادة رسم الحدود وإقامة عدة دويلات مستقلة ذات طابع إثني ( قال أبو حكيم  مجموعة من الناس تشترك في طابع معين من عادات أوتقاليد أو لغة أو دين ) – طائفي  – أقلوي ؟؟ ( ولا أعرف معناها )، على حدود إسرائيل ، ويرتاح لهذا الحل كثير من القادة الصهاينة … وبموجبه يفترض بالفلسطينيين  أن يستقروا نهائيا في لبنان الجنوبي – تحت الرقابة الإسرائيلية من جهة والرقابة اللبنانية من جهة أخرى محصورين بين إسرائيل ولبنان صغير بسيطرة مارونية متحالف مع دولة درزية صغيرة   ، أما الحكم العلوي في  سوريا وشمال لبنان فستكون له دولته المستقلة في إطار فيدرالية  هي سوريا بحدودها التاريخية وأما الجولان فسيكون ثمن الصفقة ) وفي هامش ص ( 183 ) ( … الصحفي بريطاني ديفيد هرست في كتابه ( البندقية وغصن الزيتون ) ونشرته جريد الأنباء الكويتية مسلسلا عام ( 1984 م ) ومما جاء فيه  تقريره مختصرا ( من شهر مارس عام ( 1984 م) بدأ تنفيذ المخطط الصهيوني الاستعماري القديم الهادف إلى تحويل سوريا والعراق ولبنان إلى دويلات طائفية وعرقية …. تحويل لبنان وتجزئته إلى خمس مناطق ذات حكومات محلية هو السابقة النموذجية لكافة العالم العربي … في سوريا دويلة علوية ، ودويلة سنية في حلب  ، وبينهما دويلة أخرى معادية للدويلة الشمالية … الدروز يجب أن ينشئوا لهم دولة في حوران وشمالي الأردن  … العراق تقوم فيه ثلاث دول أو أكثر حول المدن الرئيسة الكبرى   ( البصرة ، وبغداد ، والموصل )   وبحيث تنقسم وتنفصل المناطق الشيعية في الجنوب  عن المناطق السنية في الشمال ، ومعظم سكانها من الأكراد السنيين  – ثم إن شبه الجزيرة العربية مرشح طبيعي للتجزئة !! ) ( قال أبو حكيم : خيب الله مسعاكم والله حفظ  أرض دينه ومهبط وحيه )

وبعد ففي الكتاب كثير من المعلومات جمعها الباحث وفيها بيان عن عمل دؤوب و جهد موصول للصد عن سبيل الله ، وإن كانت المواجهات الفكرية في وقتنا الحالي  أخذت حيزها بشكل أكبر  …  و التصدي لمثل هذه الأعمال يكون أولا بالعلم الشرعي الواقي من الفتن والذي يجعل الإنسان على بصيرة من أمره وينطبق عليه قول الله تعالى في سورة النساء :   (وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا ٨٣   ) ثم معرفة الله في الرخاء ليعرفنا في الشدة ،  وأبشروا ببشارة الله لنا إن حفظنا ديننا وتمسكنا به ففي الأنفال   (إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيۡهِمۡ حَسۡرَةٗ ثُمَّ يُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحۡشَرُونَ ٣٦ لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجۡعَلَ ٱلۡخَبِيثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضٖ فَيَرۡكُمَهُۥ جَمِيعٗا فَيَجۡعَلَهُۥ فِي جَهَنَّمَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٣٧ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ وَإِن يَعُودُواْ فَقَدۡ مَضَتۡ سُنَّتُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٣٨ وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ٣٩ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَىٰكُمۡۚ نِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ ٤٠    ) حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل كيد

 والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .