الجمعة الأربعين / التاسع من شوال 1434هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة رقم أربعين ( 40 ) وتوافق التاسع من شهر شوال عام 1434 هـ ( 9 / 10 / 1434 هـ )

حديث أم زرع : حديث طويل فيه ألفاظ عربية غريبة ومعاني لطيفة يبين علاقة الرجل بزوجته وكيف تنظر المرأة لزوجها وفيه عظيم خلق النبي صلى الله عليه وسلم وجلوسه مع أهله وسماعه لهم .

هذا الحديث : رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب النكاح، (باب السمر مع الأهل)،

ورواه الإمام مسلم في كتاب الفضائل من صحيحه،

وكذلك رواه الإمام النسائي في كتاب عشرة النساء،  

واللفظ من صحيح مسلم » كتاب فضائل الصحابة » باب ذكر حديث أم زرع :

حدثنا علي بن حجر السعدي وأحمد بن جناب كلاهما عن عيسى واللفظ لابن حجر حدثنا عيسى بن يونس حدثنا هشام بن عروة عن أخيه عبد الله بن عروة عن عروة رضي الله عنه  عن عائشة رضي الله عنها  أنها قالت :

جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا

قالت الأولى : زوجي لحم جمل غث على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل .

قالت الثانية : زوجي لا أبث خبره إني أخاف أن لا أذره إن أذكره أذكر عجره وبجره .

 قالت الثالثة : زوجي العشنق إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق .

قالت الرابعة : زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة .

قالت الخامسة : زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد .

قالت السادسة : زوجي إن أكل لف وإن شرب اشتف وإن اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث .

قالت السابعة : زوجي غياياء أو عياياء طباقاء كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلا لك .

قالت الثامنة : زوجي الريح ريح زرنب والمس مس أرنب .

قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من النادي.

قالت العاشرة : زوجي مالك وما مالك مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .

قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع فما أبو زرع أناس من حلي أذني وملأ من شحم عضدي وبجحني فبجحت إلي نفسي وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق فعنده أقول فلا أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح.

أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها رداح وبيتها فساح .

ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع مضجعه كمسل شطبة ويشبعه ذراع الجفرة .

بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها .

جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع لا تبث حديثنا تبثيثا ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ولا تملأ بيتنا تعشيشا .

قالت : خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا وأخذ خطيا وأراح علي نعما ثريا وأعطاني من كل رائحة زوجا قال كلي أم زرع وميري أهلك فلو جمعت كل شيء أعطاني ما بلغ أصغر آنية أبي زرع .

قالت عائشة قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت لك كأبي زرع لأم زرع . ا . هـ

 وحدثنيه الحسن بن علي الحلواني حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا سعيد بن سلمة عن هشام بن عروة بهذا الإسناد غير أنه قال عياياء طباقاء ولم يشك وقال قليلات المسارح وقال وصفر ردائها وخير نسائها وعقر جارتها وقال ولا تنقث ميرتنا تنقيثا وقال وأعطاني من كل ذابحة زوجا .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( كنت لك كأبي زرع لأم زرع )

( حديث مرفوع) : الدارقطني في ثاني الأفراد من حديث الهيثم بن عدي الطائي عن هشام بن عروة عن أخيه يحيى بن عروة عن أبيه عروة عن عائشة ، فذكر حديث أم زرع بطوله ، وجعله مرفوعا ، ولفظه : لأم زرع في الألفة والوفاء لا في الفرقة والجلاء ، وأشار إلى تفرد الهيثم عن هشام بهذا السند ، ورواه الطبراني في الكبير من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عنها بلفظ : ( إلا أن أبا زرع طلق وأنا لا أطلق ) ، وكذا هو عند الزبير بن بكار من وجه آخر عن عائشة ولفظه : ( إلا أنه طلقها وإني لا أطلقك ) ، وبمجموعها يقوى ، قال شيخنا : وكأنه صلى اللَّه عليه وسلم قال ذلك تطييبا لها وطمأنينة لقلبها ودفعا لإيهام عموم التشبيه بجملة أحوال أم زرع إذ لم يكن فيها ما يذمه النساء سوى ذلك ، وكذا أجابت هي عن ذلك بما هو جواب مثلها في فضلها وعلمها حيث قالت كما في رواية أخرى : ( بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع ) هذه المعلومة مستقاة من موقع إسلام ويب .

قال أبو حكيم أحكم الله أمره : وهذا رابط لشرح الحديث في محاضرة للشيخ أبي إسحاق الحويني

للدخول اضغط هنـا

وللشيخ عائض القرني شريط في شرح هذا الحديث .

وللإمام أبي بكر بن العربي الأندلسي كتاب مطبوع في شرح هذا الحديث اسمه ( بغية الرائد لما في حديث أم زرع من الفوائد ) .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

ملحق وللفائدة : كتاب  بعنوان :  التعريف بما أفرد من الأحاديث بالتصنيف   المجموعة الأولى  1 – 175  يوسف بن محمد بن إبراهيم العتيق  طبعته الأولى ( 1418 ) ، دار الصميعي بالرياض .

اترك تعليقاً