من مختارات أبي حكيم في الجمعة السادسة بعد الثلاثمائة ( 306) في تعداد الجمع ، و الثانية (2) في عام ( 1440هـ ) وتوافق ( 11 / 1 / 1440 هـ ) بحسب الرؤية والتقويم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
عمر رضي الله عنه أشهر من نار على علم في البخاريِ ومسلمٍ عن أبي هريرةَ وعائشةَ رضي الله عنهما واللفظُ حديثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : ” قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ ” مُحَدَّثُونَ : في مسلم: مُلْهَمُونَ ، وقال سفيان بن عيينة : مُفَهَّمُونَ .
وهذا قدر شعرة من خباره وإلا فقد سودت صفحات وحُبِّرت أوراق وفنيت إدوات وبريت أقلام في سيرته العطرة رضي الله عنه ومن منا لم يحفظ ولو شيئا يسيرا من قول حافظ :
حسب القوافي و حسبي حين ألقيها **** أني إلى ساحة الفاروق أهديها
لاهمَّ هب لي بيانا أستعين به **** على قضاء حقوق نام قاضـيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمُرْ سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيف الحال واهيها
إسلامُ عمرَ رضيَ الله عنه, كان عزَّاً للمسلمين, ونصراً للمؤمنين, حتى جهروا بالإسلامِ, وصلُّوا عند الكعبةِ , وقرؤوا القرآن. وكانَ رضيَ الله عنه يمرُّ على مجالسِ المشركينَ يُعلنُ فيهم إسلامَهُ, ويُجادِلَهم, حتى إذا اغتاظوا منه قاموا إليه يضربونَهُ ويضربَهُم. فكان هذا حالُهُ حتى أذنَ اللهُ بالهجرةِ . فلما كانَ يومُ هجرتِهِ, تواعدَ هو وعياشُ بنُ أبي ربيعةَ المخزومي وهشامُ بنُ العاصِ بنِ وائلٍ موضعاً يصبحونَ عندَه
فهي أولا : لابد أن تكون ذات اقتصاديات ضعيفة حتى يمكن النفاذ إليها ، ثم هي مصدر للإمداد بالمواد الأولية ، وساحة للعب
، ثم يهاجرونَ إلى المدينةِ المنوّرةِ ، إلا أن هشامَ بنَ العاصِ حَبَسَهُ أهلُه حينَ علموا بعزمِهِ مغادرةَ مكةَ فهاجرَ عمرُ وعياشُ رضي الله عنهما وحدَهُما ، وأما الخبرُ المشهورُ في قصةِ هجرتِه بسند عن علي رضي الله عنه قال :ما علمتُ أن أحدا من المهاجرين هاجرَ إلا مختفيا ، إلا عمرَ بنَ الخطابِ فإنه لما همَّ بالهجرةِ تقلدَ سيفَهُ ، وتنكبُ قوسَهُ ، وانتضى في يدِه أسهما (أي: أخرجَها) ، واختصرَ عَنَزَته ( عصا شبه العُكازة)
ومضى قِبَل الكعبةِ ، والملأُ من قريشٍ بفنائِها ، فطافَ بالبيتِ سبعا متمكنا ، ثم أتى المقام فصلى ، متمكنا ثم وقفَ على الحِلَقِ واحدةً واحدةً ، فقالَ لهم : ” شاهتْ الوجوُه لا يُرْغِمُ اللهُ إلا هذه المعاطسَ ، من أراد أن تثكُلَهُ أُمَّهُ أو يُوَتِمَ ولدَهُ أو يُرَمِّل زوجَه فليلقني وراء هذا الوادي ” . فهو ضعيفُ الإسنادِ لا يصحُ ، فلما كانَ في المدينةِ لازمَ رسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حتى شَهِدَ مَعَهُ المشاهِدَ كلَّها, فكانَ مُستشارَ رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووزيرَهُ. فلما تُوفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لازمَ أبا بكرٍ, فكان رأسَ أهلِ المشورةِ عندَه, ووزيرَهُ المقدَّمَ, حتى تُوفي أبو بكرٍ رضي الله عنه, وقد عَهِدَ بالخلافةِ لعمرَ , فلم يختلفْ في ولايتِهِ اثنان
, فكانت إمْرَتُهُ إجماعاً, وفتحاً لا سابقَ له. ومن عزِ الإسلامِ في وقتِهِ أن أهْلَكَ اللهُ تعالى في زمنِهِ كسرى وقيصرَ, حتى فُرِّقت كنوزُهُما على المسلمين, وفُتحت الأمصارُ, وبُنيت المدنُ, وكُتبت الدواوينُ, وتوسَّعت أرزاقُ الناسِ , وانتشرتِ الرَّعِيَّةُ, وامتدَّتِ البلادُ.
فهي أولا : لابد أن تكون ذات اقتصاديات ضعيفة حتى يمكن النفاذ إليها ، ثم هي مصدر للإمداد بالمواد الأولية ، وساحة للعب
