الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله :
فقد كان شهر ذي الحجة تسعة وعشرون يوما وبدأ العام الجديد بالجمعة وقبل كتابة هذه المختارة إليكم هذه الفائدة من كلام الشيخ عبدالعزيز الطريفي في تغريدة له قال فيها : لكل إنسان ” عام ” خاص به يبدأ من ولادته وهو عمره الحقيقي ، وأما العام الذي يبتدئ بمحرم فهو لضبط منظومة التاريخ ، وسيسأل عن عامه لا عام الزمن .
وبمناسبة بداية عام الزمن أكتب اليوم عن كتابين ظريفين معرفا بهما أما الأول فهو : أخبار الخليج العربي التاريخية في مجلتي ” لغة العرب ” و ” العرب الهندية ” جمعها الأستاذ الدكتور طارق نافع الحمداني وطبعته دار الوراق في بغداد الطبعة الأولى عام ( 2010 ) ويقع في ( 192 ) من القطع المتوسط وقد قال المؤلف :
في دراستنا هذه ، تابعنا كل الأخبار والموضوعات التي تناولتها مجلة ( لغة العرب ) ، وتم تصنيفها حسب الإمارات العربية الواقعة على الساحل الغربي للخلج العربي ( البحرين ، قطر ، إمارات الساحل العربي ، دبي ، الشارقة ، رأس الخيمة ، الكويت ) وأفرد قسم خاص لمسقط وعمان ، لكثرة الأخبار التي وردت عنهما في هذه المجلة ، فضلا عن تكريس فصل خاص لأخبار الغوص في الخليج العربي ومواسمه .
ونحن نتحدث عن مجلة ” لغة العرب ” لا بد من الإشارة إلى تاريخ صدورها وإغلاقها ، وإلى أهدافها ومكانتها التاريخية وهذه المجلة كغيرها من المجلات والصحف العراقية الأخرى أسست بعد إعلان الدستور العثماني عام ( 1908 ) إلا أن محاولة الاتحاديين اتباع سياسة التتريك وسياستهم بفرض اللغة التركية على الولايات العربية دفعت الأب ( أنستاس ماري الكرملي ) لكي يصدر مجلة لغة العرب لتسهم مع الصحف والمجلات التي صدرت آنذاك في الحفاظ على اللغة العربية .
ومن المجلات الشهرية التي كانت تصدر في بومباي باللغة العربية ( مجلة العرب ) وكان صاحبها ورئيس تحريها الأستاذ ( عبدالمنعم العدوي ) ومما يذكر أن العرب قد صدرت في أعدادها الأولى باسم ( جريدة العرب ) ومن ثم أصبحت تصدر باسم ( مجلة العرب ) .
وبينما كانت الصفحة الأ,لى من المجلة تحمل شعار ” تهتم بشؤون العرب والمسلمين وتنشر أهم أخبار العالم الإسلامي ” كانت الصفحة الأخيرة منها – الغلاف الخارجي – تضم الأهداف التي من أجلها صدرت المجلة وجاء فيها :
” من أوسع المجلات العربية الإسلامية انتشارا في الشرق . ولم يسبق في تاريخ الهند أن تأسست فيها مجلة عربية لقيت ما لقيته هذه المجلة من الازدهار وسعة الانتشار والتغلغل في كل ناحية من نواحي الشرق . ا. هـ .
أما الكتاب الآخر فهو ( تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره في مجلة لغة العرب البغدادية يوليو 1911 ، أكتوبر 1931 ) تحقيق إبراهيم حامد الخالدي وقد طبع طبعة الأول عام ( 2014 ) من جداول للنشر في لبنان ويقع في ( 690 ) صفحة ، جاء في غلاف الكتاب الخارجي :
في تموز يوليو ( 1911 ) صدرت في بغداد مجلة متميزة قام بإصدارها راهب عراقي كان يعد وقتها عالما بارزا من علماء اللغة العربية وقد حرص ذلك الراهب الأب ( أنستاس ماري الكرملي ) على أن تشمل مجلته المسماة ( لغة العرب ) على موضوعات متنوعة ….
وهذه الكتاب تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره كانت المجلة ترصد فيه آخر أخبار الحوادث التي كانت تجري في العراق وما حوله من خلال صفحات قليلة كانت توضع في آخر كل عدد ، ففي تلك الأخبار وردت الكثير من وقائع البادية سكتت عنها مراجع التاريخ وعكست أخبار أخرى الجهود المبذولة لتحديث المجتمع ، والنظرة المندهشة من دخول المخترعات الحديثة والتنظيمات الجديدة ، كما أن القارئ يتابع شهريا التطورات السياسية التي كان يشهدها العراق وما حوله من الدول والإمارات ، ولا تخلو الأخبار من ظرف وسخرية تميز بها صاحب ” لغة العرب ” ومحرريه .
وقد طرأ للمؤلف فكرة جمع صفحات ” الوقائع الشهرية ” مرتبة مع تحقيقها وفهرستها للاستفادة منها في بحوثه ، فنتج لديه كتاب ممتع متنوع في التاريخ والجغرافيا مع فوائ متنوعة في الأنساب واللغة والحياة اليومية للمجتمعات … )
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد