الجمعة الثالثة والثلاثين / الثامنة عشرة من شعبان لعام 1439هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين والسادسة و الثمانين ( 286) في تعداد الجمع ، والثالثة والثلاثين ( 33) في عام ( 1439هـ ) وتوافق ( 18/ 8 / 1439 هـ ) بحسب التقويم .

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله   : طبقات النسابين ( 1) :

قال الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد ( ت  1428 هـ) – رحمه الله – :  أبو الجهم عامر : وقيل عبيد بن حذيفة بن غانم بن عامر القرشي العدوي مات سنة ( 70 هـ ) في آخر خلافة معاوية رضي الله عنه ؟!!!

(قال أبو حكيم :  هكذا رقمها الشيخ – غفر الله له –  في كتابه، ( فلعلها سبق قلمٍ ) فمعاوية رضي الله عنه توفي سنة ( ستين في رجب منها ) ، وفي سنة سبعين كانت الخلافة بين عبدالملك بن مروان وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين ) .

قال الشيخ بكر : كان من المعمرين ممن بنى البيت في الجاهلية ، ثم بنى فيه مع ابن الزبير ، وبين العمارتين أزيد من ثمانين سنة .

وكان علامة بالنسب ، قال الزبير بن بكار : كان من مشيخة قريش ، وهو أحد الأربعة الذين كانت قريش تأخذ عنهم  النسب .

(قال أبو حكيم : بنى عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما  الكعبة لما استقر له الأمر بعد موت يزيد –رحمه الله –  سنة أربع وستين للهجرة ) .

قال أبو حكيم : ومن خبر أبي الجهم رضي الله عنه في سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله : أَبُو جَهْمٍ بنِ حُذَيْفَةَ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ
المَذْكُوْرُ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (اذْهَبُوا بِهَذِهِ الخَمِيْصَةِ، وَائْتُوْنِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ).
قِيْلَ: اسْمُهُ عُبَيْدٌ، وَهُوَ مِنْ مُسْلمَةِ الفَتْحِ.
وَكَانَ مِمَّنْ بَنَى البَيْتَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ عُمِّرَ، حَتَّى بَنَى فِيْهِ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ العِمَارَتَيْنِ أَزْيَدُ مِنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةٍ.
وَكَانَ عَلاَّمَةً بِالنَّسَبِ، أُحْضِرَ يَوْمَ الحَكَمَيْنِ، وَبَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّةً مُصَدِّقاً، وَلاَ رِوَايَةَ لَهُ.
وَكَانَ قَوِيَّ النَّفْسِ، سُرَّ بِمُصَابِ عُمَرَ، لِكَوْنِهِ أَخَافَهُ، وَكَفَّ مِنْ بَسْطِ لِسَانِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ إِذْ خَطَبَهَا: (أَمَّا أَبُو جَهْمٍ، فَإِنَّهُ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوْكٌ).
وَلَمَّا وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، أَقْعَدَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيْرِ، وَوَصَلَهُ بِمائَةِ أَلْفٍ، فَاسْتَقَلَّهَا.(السير طبعة دار الفكر الأولى . المجلد الرابع ص 160 )

وفي أُسْدِ الغابةِ في معرفة الصحابة لابن الأثير الجزري  : أبو جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي ابن كعب القرشي العدوي ،  قيل :  اسمه عامر ،  وقيل  : عبيد بن حذيفة  ، وأمه يسيرة بنت عبد الله بن أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رِزَاح بن عدي بن كعب .

 أسلم عام الفتح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان معظما في قريش مقدما فيهم ، وكان فيه وفي بنيه شدة وَعَرَامة .

 قال الزبير : كان أبو جهم بن حذيفة من مشيخة قريش ، عالما بالنسب ، وكان من المعمرين من قريش شهد بنيان الكعبة مرتين مرة في الجاهلية حين بنتها قريش ومرة حين بناها ابن الزبير   – رضي الله عنه –  ، وقيل توفي أيام معاوية ، ( قال أبو حكيم :  كما أسلفنا ، لا يستقيم هذا فمعاوية رضي الله عنه مات سنة ستين وبنى ابن الزبير رضي الله عنه  الكعبة سنة أربع وستين ) ،  وهو أحد الذين دفنوا عثمان رضي الله عنه وهم : حكيم بن حزام ، وجبير بن مطعم ، ونيَار بن مُكرَم ،  وأبو جهم بن حذيفة .

وهذا أبو جهم هو الذي كان أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة لها علم ( قال أبو حكيم : ثوب أحمر وأسود له أعلام )  فشغلته في الصلاة .

أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بسنده … عن عروة عن عائشة رضي الله عنهم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (  انطلقوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة وأتوني بالأنبجانية فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي ) .

 وقد اختلفوا في هذه الخميصة فمنهم من قال :  إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أتى بخميصتين سوداوين فلبس إحداهما وبعث بالأخرى إلى أبي جهم  ، فلما ألهته في الصلاة بعثها إلى أبي جهم ،  وطلب التي كانت عند أبي جهم بعد أن لبسها لبسات ،  روى ذلك سعيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد بن زيد بن الخطاب عن أبيه عن جده .

وقال مالك ما أخبرنا به أبو الحرم مكي بن ربان بإسناده عن يحيى بن يحيى عن مالك عن علقمة بن أبي علقمة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها قالت :  أهدى أبو جهم بن حذيفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة شامية لها علم فشهد فيها الصلاة فلما انصرف ، قال :  ردي هذه الخميصة إلى أبي جهم ).أسد الغابة المجلد السادس ص 56 الطبعة الثالثة  دار الكتب العلمية .

(1 ) طبقات النسابين تأليف الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد عليه رحمات الله تعالى طبعة مؤسسة الرسالة  الطبعة الثانية للكتاب والأولى لمؤسسة الرسالة سنة ( 1418 هـ يقع الكتاب في (514 صفحة ) واهتم بطبقات النسابين ومن كتب في النسب ، وجعله في خمس عشرة طبقة حتى عصرنا الحاضر فالطبقة الخامسة عشرة من سنة  ( 1401  حتى   1406 هـ ) .

مع العلم أنه جعل الصحابة طبقة أولى والتابعين طبقة أولى .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

اترك تعليقاً