الجمعة الاولى / الرابع من محرم لعام 1440هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الخامسة بعد الثلاثمائة ( 305) في تعداد الجمع ، و الأولى (1) في عام ( 1440هـ ) وتوافق ( 4 / 1 / 1440 هـ ) بحسب الرؤية أول جمعة في العام نسأل الله العون على التمام .

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

قال الذهبي في تاريخه ( تاريخ الإسلام * )،وهو صنو كتاب ( سير أعلام النبلاء ** الشهير ، – وكل يعرفه –  ، وله بالمناسبة كتاب آخر بعنوان ( العبر في خبر من غبر***) :

فيمن مات سنة ثلاث عشرة :  أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،  اسمه عبد الله ، ويقال : عتيق بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي رضي الله عنه. روى عنه خلق من الصحابة وقدماء التابعين. من آخرهم أنس بن مالك، وطارق بن شهاب، وقيس بن أبي حازم، ومرة الطيب. قال ابن أبي مليكة وغيره: إنما كان عتيق لقباً له. وعن عائشة قالت: اسمه الذي سماه أهله به : عبد الله ولكن غلب عليه ” عتيق ” . وقال ابن معين: لقبه ” عتيق ” لأن وجهه كان جميلاً، وكذا قال الليث بن سعد. وقال غيره: كان أعلم قريش بأنسابها.

وقيل: كان أبيض نحيفاً خفيف العارضين، معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة، يخضب شيبه بالحناء والكتم. وكان أول من آمن من الرجال. وقال ابن الأعرابي: العرب تقول للشيء قد بلغ النهاية في الجودة: عتيق.

وعن عائشة قالت: ما أسلم أبو أحد من المهاجرين إلا أبو بكر. وعن الزهري قال: كان أبو بكر أبيض أصفر لطيفاً جعداً مسترق الوركين، لا يثبت إزاره على وركيه. وجاء أنه اتجر إلى بصرى غير مرة، وأنه أنفق أمواله على النبي صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر.

وقال عروة بن الزبير: أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف دينار. وقال عمرو بن العاص: يا رسول الله أي الرجال أحب إليك قال : أبو بكر. وقال أبو سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق” . وقال الشعبي، عن الحارث، عن علي: إن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي بكر وعمر فقال: هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي.

وروي نحوه من وجوه مقاربة عن زر ابن حبيش، وعن عاصم بن ضمرة، وهرم، عن علي ****….. وقال ابن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ” . روى مثله ابن عباس فزاد: ” ولكن أخي وصاحبي في الله، سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر ” ( قال أبو حكيم والخوخة : الباب الصغير ) .

هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن عمر أنه قال: ( أبو بكر سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم). صححه الترمذي. وصح من حديث الجريري، عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: أبو بكر، قلت: ثم من قال: عمر، قلت: ثم من قالت: أبو عبيدة، قلت: ثم من فسكتت.

مالك في الموطأ عن أبي النصر، عن عبيد بن حنين، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال : ( إن عبداً خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده، فقال أبو بكر: فديناك يا رسول الله بآبائنا وأمهاتنا، قال: فعجبنا، فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا ) ، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا به.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (  إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام، لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر. متفق على صحته.

 وقال أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي المعلى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه، والأول أصح. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ماخلا أبا بكر، فإن له عندنا يداً يكافئه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً إلا وإن صاحبكم خليل الله. قال الترمذي: حديث حسن غريب. وكذا قال في حديث كثير النواء، عن جميع بن عمير، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار.

قال محمد بن جبير بن مطعم: أخبرني أبي أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء، فأمرها بأمر، فقالت: أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك قال: إن لم تجديني فأتي أبا بكر. متفق على صحته…

قال أبو حكيم : وفضائله أكثر من أن تحصى وأجل من أن تستقصى قال البخاري في صحيحه:  فضل المهاجرين ومنهم أبو بكر وباب فضل أبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم” ثم ذكر الأحاديث الصحيحة الواردة في فضله ، وشرحها ابن حجر رحمه الله في أربعين صفحة من أوائل الجزء السابع ” طبعة دار السلام ” وكذا مسلم في صحيحه “باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه” وذكر الأحاديث الواردة في ذلك ، وشرحها الإمام النووي في سبع صفحات في كتابه طبعة دار الخير في المجلد الخامس الجزء ( 13 -14 -15 ) .

 

ومن فضل الله عليه أن أسلم علي يديه ستة من العشرة المبشرين بالجنة وهم : عثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص في أول أيام إسلامه ، ثم أسلم بعد أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم وأرضاهم .
# موسى بن راشد العازمي له كتاب مختصر ( سيرة العتيق أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، دراسة محققة )  طبعته دار الصميعي  الطبعة الأولى عام 1436 ، ويقع الكتاب في ( 291 ) صفحة

*طبعة ار الكتب العلمية في خمسة عشر مجلدا ، والنقل من المجلد الثاني ص 41 .

**سير أعلام النبلاء طبعة دار الفكر في تسعة عشر مجلدا بالفهارس.

***العبر في خبر من غبر في أربعة مجلدات طبعة دار الكتب العلمية

**** قال أبو حكيم قاتل الله جهل الرافضة فهذا هو “علي ” راوي حديث فضلهما فكيف يبغضونهما ، ولكنه الضلال ومن يهن الله فما له من مكرم .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

اترك تعليقاً