الجمعة الثالثة والعشرين / التاسع من جمادي الاول لعام 1437هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الخامسة والسبعين بعد المائة (175) في تعداد الجمع ، و الثالثة والعشرين ( 23) في عام ( 1437هـ ) وتوافق (1437 / جمادى الآخرة /9 ) بحسب التقويم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

زرت مع العائلة في أسبوع الإجازة مركز ( سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية (سايتك ))  هو أحد مشاريع مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله –  الخيرية ولقد جاءت فكرة إنشاء المركز عام( 2000م ) حيث أمر الأمير سلطان بن عبد العزيز (رحمه الله) بإنشاء مركز علمي على غرار أحدث المراكز العلمية في العالم ليخدم فئة الطلبة والباحثين في مجالات العلوم والتقنية وجميع فئات المشجتمع. 

ويحوي المركز على قبة عرض فلكية سينمائية لعرض الأفلام العلمية ( والمشكلة في أفلامهم المقاطع الموسيقية  ، وصور ببعض النساء  ) وسبق أن تقدمت باقتراح قبل سنوات لإدارة المركز  – ولا أدري أوصل أم لا –  بوضع أفلام خالية من التأثيرات الموسيقية ، حتى يمكن الاستفادة من الأفلام بلا حرج  ، ويمكن الدخول لقاعة القبة الفلكية بلا تحفظ . والله الهادي والميسر .

ثم هناك قاعات ( علمية ) سبع ،  تصلح للناشئة  كقاعة جسم الإنسان وعالم البحار (وحوضه المائي  الجميل  ) وقاعة الكواكب  والظواهر الطبيعية ،  بعرض ( ميكانيكي ) جميل ، ويمكن للطفل أن يجرب بنفسه ، وقد كتب تعريف أمام كل مجسم ، حتى ذكروا فيه دور الوالدين ، فأحسن الله لمن أسس هذا المركز  ، وهذا رابط صفحة المركز في الشبكة العالمية بمعلومات كاملة  

اضغط هنا

ومما وجدته في هذه الزيارة ( قاعة الفن الإسلامي ) ، وكانت مخصصة للحرمين الشريفين ، فوجدنا عرضا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف  وعرضا مصورا لتوسعات الحرم المكي ، ومما وجدناه ، ( تطريز قطعة من كسوة الكعبة المشرفة في هذا العام ( 1437 هـ ) ، بل وأهدونا كتابين  أحدهما يحكي تاريخ  مصنع الكسوة ، والآخر عن  معرض عمارة الحرمين الشريفين   ، وهاكم نبذة سريعة عنهما أما ( معرض عمارة الحرمين الشريفين   ) فيقع في حي ( أم الجود ) غربي مكة زادها الله شرفا  ، وذكر الدكتور : ( محمد الناصر الخزيم )  ، نائب الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين أنه حتى ( 30 – 8 – 1436 ) زار المعرض ( أكثر من ( 3656914 ) زائرا  ( ثلاثة ملايين وستمائة وستة وخمسون ألفا وتسعمائة وأربعة عشر زائرا ). فإن زرت مكة فلا تترك زيارة هذا المعرض وإليك الرابط التالي لبوابة الحرمين فستجد فيه عن هذا المعرض ومعلومات أخرى    

اضغط هنا

أما  كسوة الكعبة ( فقد أخذنا كتابا هدية منهم يحكي عن الكسوة بالتفصيل ) وإليكم مقتطفات :  فقد كانت الكسوة  تأتي من مصر عبر قرون إلا فترات قصيرة نسبيا حتى توقفت نهائيا عام ( 1381 هـ ) ، وأصبحت تصنع في الداخل ( في مكة )  ، والاهتمام بالكسوة بدأ قبل ذلك التاريخ وبالذات بعد حادثة المحمل الشهيرة عام ( 1344 هـ ) حيث امتنعت الحكومة المصرية في العام التالي ( 1345 هـ )  عن إرسال الكسوة مع عموم العوائد من أوقاف أهل الخير ، ولم تشعر الحكومة السعودية بذلك إلا في غرة ذي الحجة من السنة المذكورة  ، فأمر الملك عبدالعزيز – رحمه الله – بعمل كسوة للكعبة بغاية السرعة فعملت من ( الجوخ الأسود مبطنة بالقلع القوي )  (قال أبو حكيم : والقلع هو القطن )  ، وبحمد الله كسيت الكعبة كعادتها( في ذلك الزمن ) في يوم النحر بهذه الكسوة ، وفي مستهل رجب من عام ( 1346 هـ ) أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بإنشاء دار خاصة بالكسوة  وأنشئت هذه الدار بمحلة( أجياد)  أمام وزارة المالية العمومية بمكة المكرمة  ،وتم توفير متطلباتها من الأنوال اليدوية  ( الخاصة بالنسيج  ) من الهند في أول رجب عام ( 1346 هـ ) وعددها (12  نولا )  ، وعمل فيها ( 60 شخصا ، أربعون معلما والبقية مساعدون ) وأنجزوا أول كسوة في ذي القعدة من عام ( 1346 هـ ) ، وكانت الكسوة على غرار  الكسوة المصرية من حسن التطريز ، يزينها الحرير الأسود الذي نقشت عليه ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) على شكل  رقم ( 8 ) وفي أسفل التجويف ( يا الله ) وفي الضلع الأيمن من أعلى الرقم ( 8 ) ( جل جلاله ) ، وكذا في أعل الضلع الأيسر ( جل جلاله )  ، وتغير (فقط)  ما كتب على الحزام من الجهة الشمالية ( جهة حجر إسماعيل – قال أبو حكيم  :هكذا في الكتاب ولعل اسم الحطيم أصح   ) ، فكانت فيه هذه العبارة :  ( هذه الكسوة صنعت في مكة المباركة المعظمة بأمر خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ملك  المملكة العربية السعودية ) ، وأما ( البرقع ) ستارة باب الكعبة ( حيث ستّر الباب أول مرة عام ( 810 هـ ) ، فعلى غرار الكسوة المصرية غير المستطيلات الأربع التي تتوسط البرقع ، و يكتب بها عبارة الإهداء المصرية فقد استبدلت بقوله تعالى : ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا  وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) الإسراء 81- 82 .  ثم أضيف في ذيل البرقع دائرتان صغيرتان مكتوب في داخلهما عبارة ( صنع بمكة المكرمة سنة ) ،  وهذه أول كسوة صنعت في مكة ، واستمرت الدار في صناعة الكسوة حتى عام ( 1358 هـ ) ، ثم أغلقت الدار وعادت مصر بعد الاتفاق مع الحكومة السعودية  إلى فتح أبواب صناعة الكسوة في القاهرة سنة ( 1358 هـ ) وأخذت ترسل الكسوة إلى مكة سنويا حتى عام ( 1381 هـ ) ، ولاختلاف التوجهات السياسية بين الحكومتين توقف إرسال الكسوة في التاريخ المذكور وعادت السعودية وفتحت  مبنى تابع لوزارة المالية بحي ( جرول )  يقع أمام وزارة الحج والأوقاف سابقا ، والذي أسندت إليه إدارة المصنع  وقد ظل هذه المصنع يصنع الكسوة الشريفة حتى عام ( 1397 هـ ) حيث نقل العمل في الكسوة إلى المصنع  الجديد في ( أم الجود ) حيث افتتح الأمير (فواز بن عبدالعزيز) المصنع نيابة  عن (فهد بن عبدالعزيز) ولي العهد آنذاك رحم الله الجميع ،   ومن عام ( 1414 هـ )  تم إسناد  الإشراف على المصنع إلى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي .

معلومات عامة  : ( الحرير المستخدم في كسوة الكعبة يستورد خاما من إيطاليا  ، وفي المصنع ينزع عنه الصمغ الطبيعي المسمى ( السرسين )  ثم يصبغ باللونين الأسود لكسوة الكعبة الخارجية وتغير في كل عام في يوم عرفة  ، والأخضر لداخل الكعبة وللحجرة النبوية ولا يغير إلا بأمر ملكي وقد تأخذ وقتا طويلا  قد يصل إلى عشرين أو ثلاثين سنة .  وتبلغ عدد  طاقات الكسوة ( 47 ) طاقة ( بعرض 98 سم x     14 م ) لكل طاقة ،  ( قال أبو حكيم والأربعة عشر مترا هو ارتفاع الكعبة )  ، وتستهلك الكسوة حوالي ( 670 ) كيلو جرام من الحرير الخام الذي تم صباغته داخل المصنع باللون الأسود  ويبلغ سمك القماش ( 1.37 ملم ) ويبطن من الداخل بقماش من القطن الأبيض المتين ، أما حزام الكسوة  فمن الحرير الطبيعي الأسود السادة وحروفه مغطاة بأسلاك الفضة والذهب ويتكون من ( 16 ) قطعة من كل جهة من جهات الكعبة الأربع ،  أربع قطع لكل جهة موصولة ببعضها حيث يبلغ طول محيط الكعبة ( 47 ) مترا تقريبا وعرضه أي الحزام ( 95 سم ) ويثبت الحزام على ارتفاع ( 9 ) أمتار من الأرض ومكتوب على الحزام آيات بخط الثلث المركب الجميل ومطرزة حروفها بأسلاك الفضة  المطلية بالذهب  ( وكانت من الفضة ليعطيها الليونة المناسبة للتطريز )- كما أفادنا الناسج في مركز الأمير سلطان بالخبر- ، وقد كتب هذه الآيات الشيخ ( عبدالرحيم أمين بخاري ( يرحمه الله ) ( ووجدنا اسمه  على قطعة الكسوة في مركز الأمير بالخبر ( عبدالرحيم مكي ) وهو أقدم عامل اشترك في صنع كسوة الكعبة منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه .

ومن أراد تفاصيل الكسوة فعليه  بالكتاب التعريفي أو بزيارة موقع  بوابة الحرمين ويتجول في أقسامه فسيجد خيرا كثيرا

     والله  أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد  

اترك تعليقاً