الجمعة الحادي والخمسين والاخيرة لهذا العام / السابع والعشرين من ذي الحجة لعام 1439هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الرابعة بعد الثلاثمائة ( 304) في تعداد الجمع ، و الحادية والخمسين (51) في عام ( 1439هـ ) وتوافق ( 27/ 12 / 1439 هـ ) بحسب الرؤية .

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

اليوم بين يدي كتاب الأستاذ : إبراهيم بن عبدالله المديهش  ( منهج الدميري في كتابه حياة الحيوان )*  ، وقدم له د. عبدالله بن ناصر الشقاري . أستاذ السنة وعلومها في جامعة الإمام محمد بن سعود.

والكتاب في الأصل تمهيد مختصر لرسالة علمية لنيل درجة الماجستير  بعنوان ( الأحاديث المرفوعة والموقوفة في كتاب حياة الحيوان الكبرى للدَّمِيري ، من بداية حرف التاء ، إلى نهاية حرف الجيم – تخريجا ودراسة –  ) .

ومما أعجبني في الكتاب أن أفرد في فهرسه للفوائد التي ذكرها في ثنايا كتابه  ، و كنتُ قبلُ قد وجدت الدكتور” محمود بن محمد الطَّنَاحي – عليه رحمة الله تعالى – ”  وكنت قد كتبت عنه قبل شهر ونصف في المختارة ( 298 ) ” ،  في تعليقه على كتاب ( أعمار الأعيان ، لابن الجوزي )  قال في هامش فهرس الفوائد من التعليقات ” ص 170 ” ( أعني الطَّناحي ) : قلَّ أن تجد منا من يقرأ كتابا كاملا ،

فيه من أوله إلى آخره ، متأملاً ما في متنه وما في حواشيه  ، وقد قلت مرة – أمالي ابن الشجري  3 / 614  : – إنه يقع لي ولغيري من المحققين كثير من الفوائد ننثرها في التعليقات نثرا ، على امتداد الكتاب ، وهذه الفوائد قد تخطئها العين فلا تقف عندها ، أو قد تمر عليها

مرا فإذا أردنا أن نسلكها في الفهارس العامة المألوفة ، لا تجد لها موضعا أو مناسبة تنتظمها ، فكان من الخير – إن شاء الله – أن تفرد هذه الفوائد في بابة واحدة ، تقييدا لها وتنبيها عليها )   .

وعودا على بدء فالأستاذ المديهش قد ملأ كتابه من نقولات الفوائد النيرة وأعاد كل قول إلى أهله – فأحسن الله إليه – ومن فوائده التي ذكرها قوله عن الطنطاوي – رحمه الله – في ص 14  : قال الشيخ على الطنطاوي رحمه الله عن الكتاب ( حياة الحيوان ) وقد قرأه في أول شبابه وهذا القول في ذكرياته  ( 7 / 349 ) ** : (وهو كتاب عجيب، فيه فقه، بل إنه يعد أقرب مرجع في معرفة ما يؤكل وما لا يؤكل من الحيوان، وكتاب لغة، فهو يضبط الأسماء، وكتاب أدب، فهو يسرد الأخبار، وكتاب طبيعة، فهو يشير إلى بعض خصائص الحيوانات، وكتاب تاريخ، فهو يلخص فيه مراحل طويلة من تاريخنا، وهو على ذلك كله مملوء بالخرافات والأوهام والأباطيل، وما يدخل العقل وما لا يدخله وما يفسده ويعطله ، ثم لما كبرت قرأت كتاب ” الحيوان للجاحظ ” ، فوجدت فيه تلك الألوان كلها، ولكن الذي فيه أعلى وأغلى، وحسبك أنه من تصنيف الجاحظ ) .

ثم قال المؤلف في الهامش  : وقول الشيخ الطنطاوي رحمه الله  ” فوجدت فيه تلك الألوان كلها ” فيه نظر ، ولعل الشيخ لكثرة اطلاعه وقراءته ، ظن أن الكتابين اشتركا في تضمنهما الفقهيات ، والأمور الشرعية الأخرى بدرجة متقاربة ، والأمر خلاف ذلك ، خاصة وأن قراءته لكتاب الدميري كان في أوائل عمره  ، بخلاف كتاب الجاحظ – كما في النص أعلاه –  وسيأتي ذكر الفرق بين الكتابين في ( ص ) – ” رقم لم يكتب ” – ***

قال أبو حكيم :  وبعد هذه الفائدة هاك فائدة نفيسة اشدد عليها وعض عليها حيث قال :

” وللأمانةِ وَشُكْرِ العلم : ليس لي علم بهذا النص عن الطنطاوي ، حتى أرشدني إليه الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن محمد السدحان – جزاه الله خيرا – .

فائدة : أسند القاضي ” عياض ” في ” الإلماع ” ص ( 229 )  إلى أبي عبيد ( ت 224 ) قولَه :  ” من شكر العلم أن تستفيد الشيء فإذا ذكر قلت خفي علي كذا وكذا ، ولم يكن لي به علم ، حتى أفادني فيه فلان كذا وكذا . فهذا شكر العلم ) .

نقله السيوطي في المزهر ( 2 / 273 ) ثم قال : ( قلت : ولهذا لا تراني أذكر في شيء من تصانيفي حرفا إلا معزوا إلى قائله من العلماء ، مبينا كتابه الذي ذكر فيه ) .

قال أبو حكيم : وإني لأرجو أن أتبع أثرهم باركهم الله وغفر لي ولهم …

*”منهج الدميري في كتابه حياة الحيوان” ، إبراهيم بن عبدالله المديهش  ، وحقوق الطبع للمؤلف ، الطبعة الأولى  1435 ، يقع الكتاب في ( 240 صفحة ).

** في خزانتي الطبعة الأولى لدار المنارة للنشر  ( 1409 ) في ص ( 326 ) .

*** هو في ص ( 205 وما بعدها) .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

اترك تعليقاً