الجمعة التاسعة / الرابع من ربيع الأول لعام 1436هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الحادية عشرة بعد المائة (111) في تعداد الجمع ، والجمعة التاسعة ( 9 ) من عام 1436 هـ وتوافق ( 4 / 3 / 1436 هـ ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أيها الأفاضل اليوم نسير في جزء من طريق المهندس سليمان أبو الخير ( أردني ) وطريقه هو 🙁 الطريق إلى تدمر – كهف في الصحراء – الداخل مفقود والخارج مولود  1981 / 1986 م )  ، قال في غلاف كتابه : رواية واقعية .. تروي شهادة المؤلف على الإجرام العنصري في سجن تدمر ) . قال أبو حكيم : يقصد النظام العنصري السوري أيام حافظ الأسد ، و سلوا أهل سوريا عن سجن تدمر وما أدراكم ما سجن تدمر – كفانا الله وإياكم شره – ، وهذه الحكاية ليست بغريبة فقد توافقت مشاهد أحداثها المأساوية مع (رواية القوقعة) ، وهي وللعجب لمسيحي أُدخل سجون النظام السوري بعد وصوله من فرنسا دارسا للإخراج السينمائي أو التلفزيوني ، وتهمته : ( الانتماء للإخوان المسلمين ؟؟!!!) .  ( متوافرة على الشبكة لمن أراد الاطلاع عليها ) . وسبب دخول ( أبو الخير )  لسوريا توصيل سيارة من ألمانيا لتباع في سوريا فمكث في السجن خمس سنين .

ومما أعجبني في كلام ( أبو الخير ) نفسَه الإسلامي واتكاله على الله في أحلك الظروف  ، ومن لطيف كتابته أن قال : ( وأنا موغل في تدوين هذه الحكاية بكل جوانبها الاجتماعية والإنسانية ، وقبل أن أتجاوزها إلى ما بعدها ، تلمست قلب أبي – رحمه الله – هائما فيما بعد ، قد قطعوا عنه كل الأخبار ، لا أنا مع الأموات فيناله أجر العزاء فيّ ، ولا مع الأحياء فيكون له الاستعانة بالله والصبر الجميل ، وأقف لأوازن بين أبي الذي لم يسعفه القدر في أخذ قسط من العلم وملكة الكتابة  والشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله تعالى –

فأثبت للشيخ حديثا ، لعله يكون لسان حال كل الآباء والأمهات ، في حديث يذكر فيه ابنته المغدورة ، بعد أربع سنوات على رحيلها  يقول :    ( إن كل أب يحب أولاده ، لكن ما رأيت ، لا والله ما رأيت من يحب بناته مثل حبي بناتي  ، ما صدقت إلى الآن وقد مر على استشهادها أربع سنوات ، وأنا لا أصدق بعقلي الباطن أنها ماتت ، إنني أغفل أحيانا فأظن إن رن جرس الهاتف   أنها ستعلمني على عادتها بأنها بخير لأطمئن عليها، تكلمني مستعجلة، ترصّف ألفاظها رصفاً، مستعجلة دائما كأنها تحس أن الردى لن يبطئ عنها، وأن هذا المجرم، هذا النذل …. هذا …….يا أسفي.

فاللغة العربية على سعتها تضيق باللفظ الذي يطلق على مثله، ولكن هذه كلها لا تصل في الهبوط إلى حيث نزل هذا الذي هدّد الجارة (الألمانيّة( بالمسدس حتى طرقت عليها الباب لتطمئن فتفتح لها، ثم اقتحم عليها، على امرأة وحيدة في دارها فضربها ضرب الجبان والجبان إذا ضرب أوجع، أطلق عليها خمس رصاصات تلقتها في صدرها وفي وجهها، ما هربت حتى تقع في ظهرها كأن فيها بقية من أعراق أجدادها.

ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا   …   ولكن على أقدامنا تقطر الدما

ثمّ داس ال.. لا أدري والله بم أصفه ، إن قلت المجرم فمن المجرمين من فيه بقية من  مروءة تمنعه من أن يدوس بقدميه  النجستين عليها ليتوثّق من موتها كما أوصاه من بعث به لاغتيالها، دعس عليها برجليه ليتأكد من نجاح مهمته، قطع الله يديه ورجليه، لا بل ادعه وأدع من بعث به لله، لعذابه، لانتقامه، ولعذاب الآخرة اشدّ من كل عذاب يخطر على قلوب البشر .

قال أبو حكيم : هذه الحادثة أقصد قتل ( بنان ابنة الشيخ الطنطاوي رحمهما الله تعالى  )  كانت في ( 11 جمادى الأولى 1401 هـ  ) الموافق يوم الخميس ( 17/3/ 1981 م  ) . في مدينة ( آخن ) الألمانية وكان المقصود بالقتل زوجها عصام العطار فلما لم يجدوه قتلوا زوجته ،وذكرت الصحف الألمانية أن الجاني قبض عليه واعترف فورا بجريمته وبمن أرسله   .

رواية : ( الطريق إلى تدمر – كهف في الصحراء – الداخل مفقود والخارج مولود  1981 / 1986 م )  تقع في ( 381 ) صفحة ، طبعتها دار الأعلام  في الأردن  الطبعة الأولى عام ( 1432 هـ ) وكتبت الدار منوهة : الآراء الواردة في الكتاب لا تعبر عن رأي دار الأعلام ، ويتحمل المؤلف مسؤولية كافة المعلومات  الواردة في الكتاب . واشتريت نسختي من الدار الناشرة  في معرضهم في معرض الرياض الدولي للكتاب عام ( 1434 هـ ) .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً