الجمعة الاربعين / الثامن من شوال لعام 1439هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين والثالثة والتسعين ( 293 ) في تعداد الجمع ، والأربعين ( 40) في عام ( 1439هـ ) وتوافق ( 8/ 10 / 1439 هـ ) بحسب الرؤية .

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

كتاب : (  معجم المناهي اللفظية )  للشيخ العلامة الفهامة البحاثة عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية – المحفوظة بحفظ الله  – ( الشيخ : بكر بن عبدالله أبو زيد –  رحمه الله –  ) جمع فيه مؤلفه عددا من الألفاظ نافت على ( 1500 ) لفظ في طبعته الثالثة عام ( 1417 )، وكانت طبعته الأولى فيها حوالي ( 800 ) لفظ .

 أما كتاب : ( المستدرك على معجم المناهي اللفظية )*  للشيخ : (  سليمان بن صالح الخراشي )  فقد جعله المؤلف استدراكا لبعض ما فات على الشيخ أبي زيد من ألفاظ في معجمه ، مما طالعه الشيخ الخراشي في أثناء قراءته  ، وكان عمل الخراشي في مستدركه كما قال في مقدمته  : ليس لي من عمل في معظمه سوى نقل تلك المناهي والتعليق عليها من بطون الكتب …  كما أنني أذكر أحيانا بعض

المنهيات التي سبق للشيخ  أن أوردها في معجمه ( مختصرة ) إذا عثرت على من أسهب عنها وأتى بفوائد لم تأت عند الشيخ .  كما رتب الفهرس ترتيبا ( ألفبائيا ) ، أما داخل الكتاب فتركت كما جمعت وعلل المؤلف بقوله : لتسهل الزيادة عليها في الطبعات القادمة ….

وما جاء من فوائده قوله في ص ( 201 ) : كريم [ التسمية به ] ،  قال أبو حكيم : ومثله  حكيم .

  ( قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – : التسمي بأسماء الله – عز وجل-  يكون على وجهين :

 الوجه الأول و هو على قسمين :

 القسم الأول : أن يحلى ب ” ال ”  ففي هذه الحال لا يسمى به غير الله –  عز وجل – كما لو سميت أحدا بالعزيز، و السيد ، و الحكيم ، و ما أشبه ذلك ،  فإن هذا لا يسمى به غير الله . لأن ( ال ) هذه تدل على لمح الأصل ، و هو المعنى الذي تضمنه بهذا الاسم.

 القسم الثاني :  إذا قصد بالاسم معنى الصفة و ليس محلى ب( ال)  فإنه لا يسمى به ، و لهذا غير النبي صلى الله عليه و سلم كنية (أبي الحكم ) التي تكنى بها ، لأن الصحابة – رضي الله عنهم – يتحاكمون إليه ،  فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ” إن الله هو الحكم وإليه الحكم ”  ثم كناه بأكبر أولاده ”  شريح ” ** .  فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من أسماء الله ملاحظا بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يمنع ،  لأن هذه التسمية تكون مطابقة تماما لأسماء الله – سبحانه و تعالى –  فإن أسماء الله – تعالى – أعلام وأوصاف لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم .

 الوجه الثاني : أن يتسمى الاسم غير محلى ب ( ال )  و ليس المقصود به معنى الصفة ،  فهذا لا باس به ،  مثل : ” حكيم ”   ، و من أسماء بعض الصحابة  ”  حكيم بن حزام – رضي الله عنه – ”  الذي قال له النبي صلى الله عليه و سلم : ”  لا تبع ما ليس عندك ” *** ، وهذا دليل على أنه إذا لم يقصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا بأس به .

 لكن في مثل ” جبار ” لا ينبغي أن يتسمى به ، وإن كان لم يلاحظ الصفة ،  وذلك لأنه قد يؤثر في نفس المسمى  فيكون معه جبروت و علو استكبار على الخلق ، فمثل هذه الأشياء التي قد تؤثر على صاحبها ينبغي للإنسان أن يتجنبها . و الله اعلم ، المناهي اللفظية (121 / 124 )

* الطبعة الثانية ( 1428 ) . طبعة دار طيبة للنشر والتوزيع الرياض .

**إسناده حسن خرجه أبوداود والنسائي والبخاري في الأدب المفرد .

*** إسناده جيد أخرجه الأربعة .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

اترك تعليقاً