الجمعة الثانية / الثالث عشرة من محرم لعام 1438هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة المئتين وخمس (205) في تعداد الجمع ، والثانية في عام ( 1438 ) وتوافق ( 13 / 1 / 1438 هـ ) بحسب التقويم و الرؤية .

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

سبحان الله المعطي !  فهذا ( تقي الدين أحمد بن تيمية الحراني )   ( شيخ الإسلام ) المتوفى في عام ( 728 هـ )  مسجونا في قلعة دمشق – ردَّ الله أمنها وإيمانها وكفاها شر كيد الكائدين –، وقد أعطاه الله من العلم ما تحار به العقول ، ومن أراد التوسع في سيرته العطرة  فعليه بكتاب ( الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية ( 661 –  728 هـ )  خلال سبعة قرون  ، وقد جمعه ووضع فهارسه محمد عزيز شمس و علي بن محمد العمران  ، وقدم له العلامة الشيخ ( بكر بن عبدالله أبو زيد – رحمه الله –  )  وطبعته دار عالم الفوائد في مجلد واحد ب 700 صفحة بفهارسه  ) .

( فتاوى ابن تيمية ) كما تقول العرب ( أشهر من نار على علم ) – والعلم هنا الجبل –  ومن منا لم يسمع منها شيئا ؟ ، فلا تكاد تجد  درسا أو خطبة في أمر من أمور الشريعة أو النفس البشرية إلا ويُستشهد بكلام لابن تيمية  ، لما حباه الله ووهبه من العلم ، وما جعله له من القبول والتأثير ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء  – فرحمه الله تعالى – .

أول ما ظهرت الفتاوى عام ( 1326 هـ  ) على يد  الشيخ ( فرج الله الكردي الأزهري )  بمصر في ست مجلدات  ، ثم ظهرت مجموعة أخرى باسم ( الفتاوى المصرية ) ، وزامن ذلك وتلاه ظهور أعمال متفرقة له ، حتى جاء فضيلة الشيخ ( محمد رشاد سالم )  فشرع في القيام على مشروع لإخراج رسائل (ابن تيمية كاملة )  ، وفي عمله في الجزء الأول من كتاب ( منهاج السنة ) ، علم أن حكومة ( المملكة العربية السعودية ) قد  جندت الإمكانات لإخراج مجموع رسائل الإمام بناء على رغبة ( الملك سعود – رحمه الله  –  ) وذلك بتكليف الشيخ ( عبدالرحمن بن القاسم وولده  محمد )  ، فتريث الشيخ ( محمد رشاد سالم ) فلعل في عملهما ما يغني  ، فعمل الشيخ وابنه وأخرجوا  ما أسموه ( مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ) في ( 35 ) مجلدا  ، وهو وإن لم يشمل كل رسائل ابن تيمية إلا أنه عملٌ وجمعٌ  غير مسبوق .

 ثم قام ( عامر الجزار وأنور الباز ) في محاولة إخراج كامل تراث ابن تيمية تلبية لرغبة الناشر مكتبة العبيكان  ، فحاولا إحصاء جميع مخطوطات ابن تيمية فوجدوا المطبوع وغيره في ( اثنين وخمسين موضعا ) داخل مصر وخارجها  وبلغت المخطوطات ( 314  مخطوطا )  ، في دمشق المكتبة الظاهرية ( 123 مخطوطا )   ، وفي تركيا المكتبة السليمانية (67 مخطوطا ) ، وفي برلين مكتب الدولة ( 58 مخطوطا ) ، وفي مصر دار الكتب المصرية ( 43 مخطوطا ) ، وفي إيرلندا مكتبة تشستربتي   ( 35 مخطوطا) ، وفي الرياض مكتبة الملك سعود ( 33  مخطوطا ) ، وهي ليست كل تراث الإمام ، فقد يظهر مع الأيام  تراث له  ، والجامعان غفر الله لهما لم يخرجا كل التراث إنما بدأ بالفتاوى وطبع الكتاب ووضع أرقام على جنباته لتبين موضع المعلومة من طبعة الشيخ ابن قاسم كما سيتبين  في النص الذي سأنقله عنه رحمه الله – طبعة العبيكان الأولى في عام ( 1419 )  في ( 20 مجلدا  والفهرسين الأخيرين فهارس عامة ) 

وهذا النص الذي يتكلم عن بعض أمراض القلوب ،  مأخوذ ( بتصرف بحذف بعض فقراته  ) ومن أراده كاملا فهو  من المجلد الخامس ( المنطق وعلم السلوك ) من ص ( 246 ) وما بعدها في طبعة العبيكان ، أو أرقام الصفحات والمجلدات من طبعة ابن قاسم مبينة في أثناء المقال .

( فَصْلٌ : فَالْبُخْلُ وَالْحَسَدُ مَرَضٌ يُوجِبُ بُغْضَ النَّفْسِ لِمَا يَنْفَعُهَا ، بَلْ وَحُبَّهَا لِمَا يَضُرُّهَا ، وَلِهَذَا يَقْرِنُ الْحَسَدَ بِالْحِقْدِ وَالْغَضَبِ ، وَأَمَّا مَرَضُ الشَّهْوَةِ وَالْعِشْقِ فَهُوَ حُبّ النَّفْسِ لِمَا يَضُرُّهَا ، وَقَدْ يَقْتَرِنُ بِهِ بُغْضُهَا لِمَا يَنْفَعُهَا، وَ( الْعِشْقُ ) مَرَضٌ نَفْسَانِيٌّ وَإِذَا قَوِيَ أَثَّرَ فِي الْبَدَنِ فَصَارَ مَرَضًا فِي الْجِسْمِ إمَّا مِنْ أَمْرَاضِ  الدِّمَاغِ كالماليخوليا ( قال أبو حكيم : جنون ومزاج سوداوي  وخوف من غير مخيف وكآبة وخلط في الحديث … ); وَلِهَذَا قِيلَ فِيهِ هُوَ مَرَضٌ ( 10 / 130  ) (قال أبو حكيم :  معنى هذا الرقم في المجلد العاشر ص 130 من طبعة ابن قاسم ) وهكذا في بقية الأرقام )  وَسْوَاسِيٌّ شَبِيهٌ بالماليخوليا  وَإِمَّا مِنْ أَمْرَاضِ الْبَدَنِ كَالضَّعْفِ وَالنُّحُولِ وَنَحْوِ ذَلِكَ .

وَالْمَقْصُودُ هُنَا ” مَرَضُ الْقَلْبِ ” ، فَإِنَّهُ أَصْلُ مَحَبَّةِ النَّفْسِ لِمَا يَضُرُّهَا كَالْمَرِيضِ الْبَدَنِ الَّذِي يَشْتَهِي مَا يَضُرُّهُ . وَإِذَا لَمْ يُطْعَمْ ذَلِكَ تَأَلَّمَ ، وَإِنْ أُطْعِمَ ذَلِكَ قَوِيَ بِهِ الْمَرَضُ وَزَادَ .

كَذَلِكَ الْعَاشِقُ يَضُرُّهُ اتِّصَالُهُ بِالْمَعْشُوقِ مُشَاهَدَةً وَمُلَامَسَةً وَسَمَاعًا، بَلْ وَيَضُرُّهُ التَّفَكُّرُ فِيهِ وَالتَّخَيُّلُ لَهُ وَهُوَ يَشْتَهِي ذَلِكَ ، فَإِنْ مُنِعَ مِنْ مُشْتَهَاهُ تَأَلَّمَ وَتَعَذَّبَ وَإِنْ أُعْطِيَ مُشْتَهَاهُ قَوِيَ مَرَضُهُ وَكَانَ سَبَبًا لِزِيَادَةِ الْأَلَمِ …

وَالنَّاسُ فِي الْعِشْقِ عَلَى قَوْلَيْنِ : قِيلَ إنَّهُ مِنْ بَابِ الْإِرَادَاتِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ . ( 10 / 131 )  وَقِيلَ : مِنْ بَابِ التَّصَوُّرَاتِ وَأَنَّهُ فَسَادٌ فِي التَّخْيِيلِ حَيْثُ يَتَصَوَّرُ الْمَعْشُوقُ عَلَى مَا هُوَ بِهِ  ، قَالَ هَؤُلَاءِ : وَلِهَذَا لَا يُوصَفُ اللَّهُ بِالْعِشْقِ وَلَا أَنَّهُ يَعْشَقُ ; لِأَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ وَلَا يُحْمَدُ مَنْ يَتَخَيَّلُ فِيهِ خَيَالًا فَاسِدًا … وَالْجُمْهُورُ لَا يُطْلِقُونَ هَذَا اللَّفْظَ فِي حَقِّ اللَّهِ ; لِأَنَّ الْعِشْقَ هُوَ الْمَحَبَّةُ الْمُفْرِطَةُ الزَّائِدَةُ عَلَى الْحَدِّ الَّذِي يَنْبَغِي وَاَللَّهُ تَعَالَى مَحَبَّتُهُ لَا نِهَايَةَ لَهَا فَلَيْسَتْ تَنْتَهِي إلَى حَدٍّ لَا تَنْبَغِي مُجَاوَزَتُهُ .

قَالَ هَؤُلَاءِ : وَالْعِشْقُ مَذْمُومٌ مُطْلَقًا لَا يُمْدَحُ لَا فِي مَحَبَّةِ الْخَالِقِ ، وَلَا الْمَخْلُوقِ ،  لِأَنَّهُ الْمَحَبَّةُ الْمُفْرِطَةُ الزَّائِدَةُ عَلَى الْحَدِّ الْمَحْمُودِ ، وَأَيْضًا فَإِنَّ لَفْظَ ” الْعِشْقِ ” إنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْعُرْفِ فِي مَحَبَّةِ الْإِنْسَانِ لِامْرَأَةٍ أَوْ صَبِيٍّ  ، لَا يُسْتَعْمَلُ فِي مَحَبَّةٍ كَمَحَبَّةِ الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَطَنِ وَالْجَاهِ ، وَمَحَبَّةِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، وَهُوَ مَقْرُونٌ كَثِيرًا بِالْفِعْلِ الْمُحَرَّمِ : إمَّا بِمَحَبَّةِ امْرَأَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ أَوْ صَبِيٍّ يَقْتَرِنُ بِهِ النَّظَرُ الْمُحَرَّمُ وَاللَّمْسُ الْمُحَرَّمُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ الْأَفْعَالِ الْمُحَرَّمَةِ .

وَأَمَّا مَحَبَّةُ الرَّجُلِ لِامْرَأَتِهِ أَوْ سُرِّيَّتِهِ مَحَبَّةً  تُخْرِجُهُ عَنْ الْعَدْلِ بِحَيْثُ يَفْعَلُ لِأَجْلِهَا مَا لَا يَحِلُّ ( 10 / 132 )  وَيَتْرُكُ مَا يَجِبُ كَمَا هُوَ الْوَاقِعُ كَثِيرًا حَتَّى يَظْلِمَ ابْنَهُ مِنْ امْرَأَتِهِ الْعَتِيقَةِ ( قال أبو حكيم : القديمة )  ; لِمَحَبَّتِهِ الْجَدِيدَةِ وَحَتَّى يَفْعَلَ مِنْ مَطَالِبِهَا الْمَذْمُومَةِ مَا يَضُرُّهُ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ ، مِثْلَ أَنْ يَخُصَّهَا بِمِيرَاثِ لَا تَسْتَحِقُّهُ ، أَوْ يُعْطِيَ أَهْلَهَا مِنْ الْوِلَايَةِ وَالْمَالِ مَا يَتَعَدَّى بِهِ حُدُودَ اللَّهِ ، أَوْ يُسْرِفَ فِي الْإِنْفَاقِ عَلَيْهَا ، أَوْ يُمَلِّكَهَا مِنْ أُمُورٍ مُحَرَّمَةٍ تَضُرُّهُ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَهَذَا فِي عِشْقِ مَنْ يُبَاحُ لَهُ وَطْؤُهَا . فَكَيْفَ عِشْقُ الْأَجْنَبِيَّةِ وَالذُّكْرَانِ مِنْ الْعَالَمِينَ ؟ فَفِيهِ مِنْ الْفَسَادِ مَا لَا يُحْصِيهِ إلَّا رَبُّ الْعِبَادِ وَهُوَ مِنْ الْأَمْرَاضِ الَّتِي تُفْسِدُ دِينَ صَاحِبِهَا وَعِرْضَهُ ثُمَّ قَدْ تُفْسِدُ عَقْلَهُ ثُمَّ جِسْمَهُ . قَالَ تَعَالَى : ( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ) . الأحزاب 32 .

وَمَنْ فِي قَلْبِهِ مَرَضُ الشَّهْوَةِ وَإِرَادَةُ الصُّورَةِ ، مَتَى خَضَعَ الْمَطْلُوبُ طَمِعَ الْمَرِيضُ وَالطَّمَعُ الَّذِي يُقَوِّي الْإِرَادَةَ وَالطَّلَبَ ، وَيُقَوِّي الْمَرَضَ بِذَلِكَ ، بِخِلَافِ مَا إذَا كَانَ آيِسًا مِنْ الْمَطْلُوبِ فَإِنَّ الْيَأْسَ يُزِيلُ الطَّمَعَ فَتَضْعُفُ الْإِرَادَةُ فَيَضْعُفُ الْحُبُّ ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ لَا يُرِيدُ أَنْ يَطْلُبَ مَا هُوَ آيِسٌ مِنْهُ فَلَا يَكُونُ مَعَ الْإِرَادَةِ عَمَلٌ أَصْلًا ، بَلْ يَكُونُ حَدِيثُ نَفْسٍ إلَّا أَنْ يَقْتَرِنَ بِذَلِكَ كَلَامٌ أَوْ نَظَرٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ فَيَأْثَمُ بِذَلِكَ . [ ص: 133 ] فَأَمَّا إذَا اُبْتُلِيَ بِالْعِشْقِ وَعَفَّ وَصَبَرَ فَإِنَّهُ يُثَابُ عَلَى تَقْوَاهُ اللَّهَ وَقَدْ رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ: (  أَنَّ مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ وَكَتَمَ وَصَبَرَ ثُمَّ مَاتَ كَانَ شَهِيدًا( وَهُوَ مَعْرُوفٌ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَ الْقَتَّاتِ  َعنْ مُجَاهِدٍ    عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا وَفِيهِ نَظَرٌ وَلَا يُحْتَجُّ بِهَذَا . لَكِنْ مِنْ الْمَعْلُومِ بِأَدِلَّةِ الشَّرْعِ أَنَّهُ إذَا عَفَّ عَنْ الْمُحَرَّمَاتِ نَظَرًا وَقَوْلًا وَعَمَلًا ، وَكَتَمَ ذَلِكَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ حَتَّى لَا يَكُونَ فِي ذَلِكَ كَلَامٌ مُحَرَّمٌ إمَّا شَكْوَى إلَى الْمَخْلُوقِ وَإِمَّا إظْهَارُ فَاحِشَةٍ وَإِمَّا نَوْعُ طَلَبٍ لِلْمَعْشُوقِ وَصَبْرٍ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَعَنْ مَعْصِيَتِهِ وَعَلَى مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ أَلَمِ الْعِشْقِ كَمَا يَصْبِرُ الْمُصَابُ عَنْ أَلَمِ الْمُصِيبَةِ ; فَإِنَّ هَذَا يَكُونُ مِمَّنْ اتَّقَى اللَّهَ وَصَبَرَ  (  إنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف 90 ) …

 فَالنَّفْسُ إذَا أَحَبَّتْ شَيْئًا سَعَتْ فِي حُصُولِهِ بِمَا يُمْكِنُ ، حَتَّى تَسْعَى فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ تَكُونُ كُلُّهَا مَقَامَاتٍ لِتِلْكَ الْغَايَةِ ،  فَمَنْ أَحَبَّ مَحَبَّةً مَذْمُومَةً أَوْ أَبْغَضَ بُغْضًا مَذْمُومًا وَفَعَلَ ذَلِكَ كَانَ آثِمًا ، مِثْلَ أَنْ يُبْغِضَ شَخْصًا لِحَسَدِهِ لَهُ فَيُؤْذِي مَنْ لَهُ بِهِ تَعَلُّقٌ  ، إمَّا بِمَنْعِ حُقُوقِهِمْ ; أَوْ بِعُدْوَانِ عَلَيْهِمْ .

أَوْ لِمَحَبَّةِ لَهُ)   10 / 134 )  لِهَوَاهُ مَعَهُ فَيَفْعَلُ لِأَجْلِهِ مَا هُوَ مُحَرَّمٌ ، أَوْ مَا هُوَ مَأْمُورٌ بِهِ لِلَّهِ فَيَفْعَلُهُ لِأَجْلِ هَوَاهُ لَا لِلَّهِ ، وَهَذِهِ أَمْرَاضٌ كَثِيرَةٌ فِي النُّفُوسِ وَالْإِنْسَانُ قَدْ يُبْغِضُ شَيْئًا فَيُبْغِضُ لِأَجْلِهِ أُمُورًا كَثِيرَةً بِمُجَرَّدِ الْوَهْمِ وَالْخَيَالِ .

وَكَذَلِكَ يُحِبُّ شَيْئًا فَيُحِبُّ لِأَجْلِهِ أُمُورًا كَثِيرَةً ; لِأَجْلِ الْوَهْمِ وَالْخَيَالِ كَمَا قَالَ شَاعِرُهُمْ :

أُحِبُّ لِحُبِّهَا السُّودَانَ حَتَّى       أُحِبُّ لِحُبِّهَا سُودَ الْكِلَابِ

فَقَدْ أَحَبَّ سَوْدَاءَ ; فَأَحَبَّ جِنْسَ السَّوَادِ حَتَّى فِي الْكِلَابِ وَهَذَا كُلُّهُ مَرَضٌ فِي الْقَلْبِ فِي تَصَوُّرِهِ وَإِرَادَتِهِ . فَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُعَافِيَ قُلُوبَنَا مِنْ كُلِّ دَاءٍ ; وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ مُنْكَرَاتِ الْأَخْلَاقِ وَالْأَهْوَاءِ وَالْأَدْوَاءِ… .   

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

اترك تعليقاً