من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثانية عشرة بعد المائة (112) في تعداد الجمع ، والجمعة العاشرة ( 10 ) من عام 1436 هـ
وتوافق ( 11 / 3 / 1436 هـ ) بحسب التقويم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
منذ الليلة أنعم الله علي وتفضل بمنه وجوده بقراءة رسالة شيخنا ( الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد ) – أفسح الله له في قبره – ( تغريب الألقاب العلمية ) من دار الراية في الرياض الطبعة الأولى ( 1403 ) ، والثانية ( 1409 هـ )
فجزاه الله عنا خيرا ، نظير ما قدم لنا من بحوث عز نظيرها وقل شبيهها ، جودة وإتقانا وجمعا وإحصاء ،وشيخنا من قبيلة بني زيد . القبيلة القضاعية المشهورة في وسط نجد ، وهو من مدينة شقراء ، ثم الدوادمي حيث ولد فيها في أول شهر ذي الحجة عام ( 1364 هـ ) ، درس في الكتاب حتى السنة الثانية الابتدائي ، ثم انتقل إلى الرياض عام ( 1375 هـ ) , وفيه واصل دراسته الابتدائية , ثم المعهد العلمي , ثم كلية الشريعة, حتى تخرج عام ( 87 هـ/ 88 هـ ) من كلية الشريعة بالرياض منتسبا, وكان ترتيبه الأول. وفي عام ( 1384 هـ ) انتقل إلى المدينة المنورة فعمل أمينا للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية. درس على كبار مشايخ بلدنا ( كالشيخ صالح بن مطلق والشيخ ابن باز والشيخ الشنقيطي والشيخ سليمان بن عبدالرحمن بن حمدان بالمدينة رحمهم الله تعالى ) وبعد كلية الشريعة عين قاضيا في المدينة النبوية لمدة ( ثنتي عشرة سنة ) من عام ( 1388 حتى 1400 هـ ) ، و خلالها كان إماما وخطيبا في المسجد النبوي لخمس سنوات ، حتى بداية عام ( 1396 هـ ) ، ومدرسا بالمسجد النبوي لعشر سنوات تقريبا ، و من عام ( 1400 هـ ) صار وكيلا عاما لوزارة للعدل ، وفي عام ( 1405هـ ) صدر أمر ملكي كريم بتعيينه ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي, المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي, واختير رئيسا للمجمع، وفي عام( 1406هـ ) عين عضوا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي, وكانت له في أثناء ذلك مشاركة في عدد من اللجان والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها, ودرس في المعهد العالي للقضاء, وفي الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض. وفي عام( 1412 هـ) صدر أمر ملكي بتعيينه على المرتبة الممتازة وعضوا في هيئة كبار العلماء ، مر معنا الشيخ في مختارة سابقة تحت عنوان ( لا جديد في أحكام الصلاة ) ومن أسماء كتبه المطبوعة والتي جاوزت الستين ، في فنون شتى يظهر لك منها مدى عميق بحره في العلم ، ومدى ما وهبه الله من فضله في القدرة على تحرير المسائل والقدرة على جمع متفرقها في جزء يسير ، يبلغ قدر ما يسمى اليوم بالرسالة ، ولعلك لو اطلعت على بعض ما أورده من أسماء لكتبه تبين لك ما أرمي إليه ،له كتاب ( فقه النوازل ) في ثلاث مجلدات ، وذكر فيه ( 15 ) مسألة معاصرة مثل : (أجهزة الإنعاش وعلامة الوفاة ، خطاب الضمان البنكي ، الحساب الفلكي ، البوصلة … وغيرها ) اهتم الشيخ كثيرا بكتب الشيخ ابن القيم ومن ذلك كتابه (التقريب لعلوم ابن القيم ، و ابن القيم: حياته, آثاره, موارده ) ، ومن رسائله الرائعة ( تصنيف الناس بين الظن واليقين ، وأدب الهاتف ، الفرق بين حد الثوب والأزرة ، ورسالة عن بطاقة التخفيض ، وأخرى عن البطاقات المصرفية ، وله رسالة رائقة ماتعة في بابها وهي ( تغريب الألفاظ العلمية ) وكتاب ( الرقابة على التراث )، وله كتاب قيم جدا ونافع في بابه ( حلية طالب العلم ) شرحه شيخنا الشيخ ابن عثيمين – وهو مطبوع – هطلت عليهما سحائب الرحمة والغفران ، وله كتاب في ( تسمية المولود ) ومجلد ( معجم المناهي اللفظية ) ، وله رسالة في ( مرويات دعاء ختم القرآن ) ، وله كتاب لطيف بعنوان (العزاب من العلماء وغيرهم ) وكتب الشيخ ولله الحمد متوافرة ، وفيها من العلم ما يجعل المرء حريصا على اقتناء كل كتبه ، فله نفس في التأليف ونفائس نقب عنها وجلاها ، قل أن تجد مثله في جودة علمه ونسبة العلم إلى أهله .
ومنه استقيت المعلومات الواردة أعلاه وبعض الإضافات مني بفضل الله ، فشكر الله لهم .
توفي شيخنا – رحمه الله تعالى رحمة واسعة – في يوم الثلاثاء ( 28 من محرم سنة 1429هـ ) اللهم اجزه عنا خير الجزاء وانفعنا بعلمه يا كريم ، قارب عمره ( 64 سنة ) .
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .