يقول أبو حكيم : حجة قابلة للنقاش ، ولا عذر للمؤلف فيها فالحرام حرام ، ولكن لعله أراد من ابنه الاختيار وذكر له تجربته الشخصية ، وإلا ما وجه من هو بمنزلة الملوك وجليس الملوك يقول هذا القول ويوجه هذا التوجيه …
ومما جاء فيه من معلومة تستحق التأمل ، قوله في باب معرفة حق الوالدين :
ويقال أنهم سألوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن حق الوالدين ؟ فقال : إنه هذا الأدب الذي جعله الله تعالى في موت أبوي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : وما هو ؟ فقال : إنهما لو أدركا زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، لكان لزاما عليه أن يقدمهما على نفسه ، وأن يتواضع لهما ويراعي أدب البنوة ، ومن ثم يأت هذا الكلام ضعيفا حيث قال : أنا سيد ولد آدم ولا فخر . *
فإذا لم تنظر إلى الأبوين من وجهة الدين فانظر إليهما من وجهة إنسانيتك إذ الوالدين سبب خيرك وأصل تربيتك ، وعندما تقصّر في حقهما فإنه يتضح كذلك أنك لست أهلا لأي خير …
*قال أبو حكيم قال الشيخ المنجد في موقعه الإسلام سؤال وجواب في السؤال رقم (10669) في بيان حول هذا الحديث : (قَالَ الْعُلَمَاء : وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم ) لَمْ يَقُلْهُ فَخْرًا , بَلْ صَرَّحَ بِنَفْيِ الْفَخْر فِي غَيْر مُسْلِم فِي الْحَدِيث الْمَشْهُور : ( أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم وَلا فَخْرَ ) وَإِنَّمَا قَالَهُ لِوَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا اِمْتِثَال قَوْله تَعَالَى : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّك فَحَدِّثْ ) وَالثَّانِي أَنَّهُ مِنْ الْبَيَان الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ تَبْلِيغه إِلَى أُمَّته لِيَعْرِفُوهُ , وَ يَعْتَقِدُوهُ , وَيَعْمَلُوا بِمُقْتَضَاهُ , وَيُوَقِّرُوهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا تَقْتَضِي مَرْتَبَتُهُ كَمَا أَمَرَهُمْ اللَّه تَعَالَى . وَهَذَا الْحَدِيث دَلِيل لِتَفْضِيلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخَلْقِ كُلِّهِمْ ; لأَنَّ مَذْهَب أَهْل السُّنَّة أَنَّ الآدَمِيِّينَ أي أهل الطاعة والتقى أفضل مِنْ الْمَلائِكَة , وَهُوَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَل الآدَمِيِّينَ وَغَيْرهمْ… )
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد