الكتاب : أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة .
المؤلف : نخبة من العلماء .
تقديم : الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية
طباعة : دار الأمة مصر الطبعة الأولى 1432
الفصل الثالث : الإيمان بالرسل صلى الله عليهم وسلم وملخص منه ما يلي :
– الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام من أوجب واجبات هذا الدين
– من ثمرات الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام : العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه و شكر هذه النعمة و محبة الرسل وتوقيرهم .
– تعريف النبي : في اللغة مأخوذ من ( النبأ ) وهو الخبر ذو الفائدة العظيمة وقيل مشتق من ( النباوة ) وهي الشيء المرتفع
– الرسول : مشتق من الإرسال وهو التوجيه ( وإني مرسلة إليهم بهدية )
– قال أبو حكيم : ومما استفدته من درس التوحيد في الكلية مع ( الشيخ بشر بن فهد البشر) – حفظه الله – أن الرسل سموا رسلا لتتابعهم تقول العرب : جاءت العِير رَسَلا ( بفتح الراء والسين ) ، أي : متتابعة
– الفرق بين النبي والرسول : جاء فيه أقوال أرجحها : النبي : هو من أوحى الله إليه بما يفعله ويأمر به المؤمنين .
والرسول : من أوحى الله إليه وأرسله إلى من خالف أمر الله ليبلغ رسالة الله .
* إذا النبي يرسل للمؤمنين فقط أما الرسول فهو للمؤمنين والكفار وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فهذا داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام رسولان وهم متبعان لشريعة موسى ( التوراة ) ويوسف صلى الله عليه وسلم رسول وهو متبع لشريعة إبراهيم صلى الله عليه وسلم .
– قد يطلق على النبي أنه رسول كما قال سبحانه ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) – الحج 52 – فذكر الله هنا أنه يرسل النبي والرسول وبيان ذلك أن النبي إرساله مقيد للمؤمنين أما الإرسال المطلق فهو للرسول
– الإيمان بالرسل صلى الله عليهم وسلم : مجمل ومفصل
– المجمل : التصديق الجازم بأن الله بعث في كل أمة رسولا يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وأنهم جميعا صادقون بارون أمناء أتقياء وأنهم على الحق المبين وأن أصل دعوتهم واحدة وأنهم بلغوا جميع ما أرسلوا به البلاغ المبين ، ويجب الإيمان بهم أنهم بشر مخلوقون وأنهم منصورون مؤيدون .
– المفصل : يكون بالإيمان بمن سمى الله في كتابه وسمى النبي صلى الله عليه وسلم بسنته إيمانا مفصلا على نحو ما جاءت به النصوص .
– الوارد ذكرهم في القرآن ( 25 ) نبيا ( 18 ) في الأنعام من الآية ( 86 – 83 ) والباقون في مواضع أخرى ( هود وثمود وشعيب ) صلى الله عليهم وسلم في الأعراف ( 85 – 73 – 65 ) ، وآدم صلى الله عليه وسلم في آل عمران (33 ) ، وإسماعيل وإدريس وذا الكفل صلى الله عليهم وسلم في الأنبياء ( 85 ) ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الفتح ( 29 )
قال أبو حكيم : وبحسب علمي القاصر ورد اسمان في السنة ( شيث بن آدم ويوشع بن نون فتى موسى ) صلى الله عليهم وسلم .
– الإيمان بهؤلاء الرسل إيمانا مفصلا والإقرار لكل واحد منهم بالنبوة أو الرسالة واعتقاد فضائلهم وخصائصهم والإيمان على وجه التفصيل بأخبارهم الواردة
– ما يجب علينا نحو الرسل صلى الله عليهم وسلم :
* تصديقهم جميعا بما جاءوا به وأنهم مرسلون من عند ربهم .
* مما يجب معرفته أنه بعد بعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم لا يجوز لأحد من الثقلين اتباع رسول غير رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
* موالاتهم جميعا وحبهم والحذر من بغضهم وعداوتهم
* اعتقاد فضلهم على غيرهم من الناس وأنه لن يبلغ أحد من الناس منزلة النبي ففي البخاري ( من قال : أنا خير من يونس بن متى فقد كذب ) وخص بالذكر لما ورد في قصته أنه خرج من قومه مغاضبا ، فقد بين العلماء أن ما حصل ليونس صلى الله عليه وسلم لم يحطه من النبوة مثقال ذرة .
* اعتقاد تفاضلهم فيما بينهم وأنهم ليسوا في درجة واحدة ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) البقرة ( 253 )
* الصلاة عليهم ، فقد أمر الله الناس بذلك وأخبر سبحانه بإبقاء الثناء الحسن على رسله
* نقل النووي : إجماع العلماء على جواز الصلاة على سائر الانبياء واستحبابها وقال : ” اجمعوا على الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك أجمع من يعتد به على جوازها على سائر الأنبياء والملائكة استقلالا أما غير الأنبياء ، فالجمهور على أنه لا يصلى عليهم ابتداء “
– قال أبو حكيم : ويجوز تبعا مثل أن تقول : صلى الله وسلم عليه وعلى أزواجه وأصحابه وأتباعه
* أولوا العزم من الرسل ذوو الحزم والصبر قيل : كل الأنبياء أولوا عزم وصبر وقيل : هم ( 5 ) ، (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله وسلم عليهم أجمعين) ، وقد ذكر هؤلاء الخمسة مجتمعين في موطنين من القرآن في سورة ( الأحزاب 7 – وسورة الشورى 13 ) وهم أفضل الناس وخيارهم .
*** وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لحديث في مسلم ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ··· )
صلوات ربي وسلامه على أنبياء الله جميعا ، والله أعلم وأحكم