الجمعة العاشرة / السادس من ربيع اول لعام 1439هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين والثالثة والستين ( 263 ) في تعداد الجمع ، والعاشرة ( 10 ) في عام ( 1439هـ ) وتوافق ( 6 / 3 / 1439 هـ ) بحسب التقويم .

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله  :

 يوم الأربعاء الموافق الرابع من شهر ربيع الأول من هذا العام الجاري ( 1439 هـ ) أقامت جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالخبراء – القصيم – حفلها لتخريج الدفعة ” الرابعة عشرة”  من حفظة كتاب الله تعالى (وعددهم أحد عشر حافظا وخمس حافظات ) ومن المجازين في القراءات المختلفة من مركز الإقراء بالجمعية وعددهم  (أربعة عشر مجازا ) ، وقد كان حفلا مميزا على بساطته.

استضافه “جامع الريان ” الجديد في الخبراء ولـمَّا يفتتح بعد افتتاحا رسميا  ، ولعل من يُمنه -وبيوت الله كلها يمن وبركة- ، أن يكون أول مناشطه ” حفل لجمعية تحفيظ ” ،وقد نقلته عدة قنوات فضائية ، ومما يشار إليه ، أن قرأ في هذا الحفل طلاب خريجون من حفظهم ، وقرأ طلاب مركز القراءات فقرأ الأخ :  (مالك بن عبدالعزيز بن عبدالله العزاز ) برواية ” السوسي ” فقرأ مثلا من سورة ” مريم ” : (فَنَادَاهَا مَنْ تَحْتَهَا ) بفتح الميم من ” مِن ” والتاء الثانية من  “تحتها” ،  ونحن نقرؤها برواية حفص : (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا) بكسر الميم من ” من ”  ، وقرأ (منصور بن عبدالعزيز الوهيبي ) برواية ” شعبة ” من  سورة ” الكهف ” وقرأ مثلا : (فِي عَيْنٍ حَامِيَةٍ ) ونحن نقرؤها ( فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) ، وقرأ “عبدالله بن عبدالعزيز العزاز ” براوية “حفص”  ، ومن هنا أحببت أن أشارك في بيان علم القراءات و  القراء الأربعة عشر  فعلم القراءات هو : علم يعرف به كيفية أداء كلمات القرآن ، وطريق أدائها اتفاقا واختلافا مع عزو كل وجه لناقله .

أما موضوعه : فكلمات القرآن العزيز من حيث أحوال النطق بها وكيفية أدائها .

وأما ثمرته وفائدته : صيانته عن التحريف والتغيير ، مع ما فيه من فوائد كثيرة ، عليه الأحكام تبنى ، ولم تزل العلماء تستنبط من كل حرف يقرأ به قارئ معنى لا يوجد في قراءة الآخر ذلك المعنى  ، فالقراءات حجة الفقهاء في الاستنباط ، ومحجتهم في الاهتداء إلى سواء الصراط ، مع ما في ذلك من التسهيل على الأمة ، وإظهار شرفها وعظيم أجرها ، من حيث أن يفرغون جهدهم في تحقيق ذلك وضبطه  ،حتى مقادير المدَّات .

كما أن علم القراءات مرتبط بعلم الحديث والمصطلح لمعرفة أحكام السند ، وصحة الرواية المتواترة ، والآحاد ، وغير ذلك .

ومن هنا تحدث علماء القراءات عن أهم ركن من أركان القراءة الصحيحة المقبولة ، وهو التواتر أو صحة السند ، على اختلاف العلماء في هذه المسألة .

ولعلم القراءات ارتباط وثيق بعلم اللغة وآدابها من حيث أن القرآن الكريم عربي ، ولا بد لقبول القراءة موافقتها لوجه صحيح من أوجه اللغة العربية ، وهو الركن الثاني من أركان القراءة المقبولة .

وكذلك يرتبط علم القراءات بالرسم العثماني ومعرفة القواعد التي بني عليها كتابة المصحف ، بما يوافق دستور سيدنا عثمان رضي الله عنه ، في كتابة المصحف الشريف ، ولذلك يعتبر موافقة أحد المصاحف العثمانية للقراءة الركن الثالث لقبولها .

وأول من دون في علم القراءات ( أبو عبيد القاسم بن سلام ت 224 هـ ) وهو واجب كفائي تعلما وتعليما أما أشهر القراء فهم سبعة ويزيدون ثلاث ليكونوا  عشرة  وجمع القراء أربعة عشر قارئا    وهم

1 . نافع بن عبدالرحمن بن أبي نعيم المدني أصله من أصبهان  ( 70 / 169 هـ ) ، ورواته : ” قالون أبو موسى عيسى بن مينا الزرقي مولى بني زهرة ( 120 / 220 هـ )  قارئ المدينة ونواحيها”  ، و ” ورش عثمان بن  سعيد القبطي المصري ( 110 / 197 هـ ) شيخ القراء المحققين ” ، و ” الأزرق أبو يعقوب  يوسف بن عمرو بن يسار المديني ثم المصري ” ( 0 / 240 هـ ) ،   و ” الأصبهاني أبو بكر محمد بن عبدالرحيم الأسدي الأصبهاني ( 0 / 296 هـ )  ، إماما في رواية ورش ضابطا لها”  . 

2 . ابن كثير المكي عبدالله أبو معبد العطار الداري الفارسي الأصل ( 45 / 120 هـ ) إمام أهل مكة في القراءة  ، وراوياه: ” البزي أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدالله ( 170 / 250 هـ ) مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام ” ، و ” قنبل أبو عمرو محمد بن عبدالرحمن المخزومي بالولاء ( 195 / 291 هـ ) شيخ القراء بالحجاز ” .

 3 .  أبو عمرو بن العلاء البصري : زبان بن العلاء التميمي المازني البصري ( 68 / 154 ) إمام العربية والإقراء ، وراوياه: ” حفص الدوري ابن عمر بن عبدالعزيز أبو عمر الأزدي البغدادي ( . / 246 ) إمام القراء وشيخ الناس في زمانه ”   ، و ” السوسي صالح بن زياد ، أبو شعيب السوسي (0 / 261 هـ )

4 . ابن عامر  الدمشقي الشامي أبو عمران عبدالله اليحصبي (8 / 118 هـ ) إمام أهل الشام بالقراءة    ، وراوياه: هشام بن عمار أبو الوليد السلمي الدمشقي إمام أهل دمشق وخطيبهم ، وابن ذكوان أبو عمرو عبدالله بن أحمد الفهري .

5 . عاصم بن أبي النجود الكوفي أبو بكر مولى بني أسد ( 0 / 127 ) شيخ الإقراء بالكوفة ، وراوياه : شعبة أبو بكر بن عياش الأسدي الكوفي ، وحفص بن سليمان أبو عمر الأسدي الكوفي أعلم أصحاب عاصم بقراءته .

6 . حمزة بن حبيب الزيات  الكوفي أبو عمارة التيمي بالولاء  ( 80 / 156 هـ ) ، وراوياه: خلف بن هشام أبو محمد الأسدي البغدادي ، وخلاد أبو عيسى بن خالد الشيباني  بالولاء الكوفي .

7 . الكسائي أبو الحسن علي بن حمزة الكوفي فارسي الأصل أسدي الولاء ( 119 / 189 هـ )   انتهت إليه رياسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة .   ، وراوياه: أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي  ، وحفص الدوري راوي أبي عمرو المتقدم في رقم ” 3 ” .

8. أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي المدني ( 0 / 130 هـ ) ، وراوياه: عيسى بن وردان أبو الحارث المدني ، وابن جمّاز أبو الربيع سليمان بن سلم بن جماز الزهري بالولاء المدني .

10 . يعقوب الحضرمي ابن اسحاق بن  يزيد أبو محمد ( 117 / 205 هـ ) إمام أهل البصرة  ، وراوياه: رويس أبو عبدالله محمد بن المتوكل البصري ، و رَوح بن عبدالمؤمن أبو الحسن البصري النحوي الهذلي بالولاء .

10 . خلف العاشر بن هشام البزاز ،  خلف بن هشام أبو محمد الأسدي البغدادي ( 150 / 229 هـ )  راوية حمزة المتقدم رقم ” 6 ” ، وراوياه: إسحاق الوراق  أبو يعقوب المروزي ثم البغدادي  ، وإدريس الحداد أبو الحسن عبدالكريم البغدادي .

11 . ابن محيصن  محمد بن عبدالرحمن السهمي بالولاء المكي ( 0 / 123 هـ ) مقرئ أهل مكة مع ابن كثير ، وهو أعلم قراء مكة بالعربية .  وراوياه : البزي راوي ابن كثير المتقدم و ابن شنبوذ محمد بن أحمد بن أيوب أبو الحسن البغدادي شيخ الإقراء في العراق

12 . اليزيدي يحي بن المبارك الإمام أبو محمد العدوي بالولاء البصري ، وراوياه : سليمان أبو أيوب بن الحكم الخياط  البغدادي ، وأحمد بن فرح أبو جعفر الضرير البغدادي .

13 . الحسن البصري أبو سعيد بن يسار ( 21 / 110 هـ ) إمام زمانه علما وعملا أشهر من أن يعرف . وراوياه : شجاع بن أبي نصر البلخي أبو نعيم البغدادي الزاهد   و الدوري أحد راويي أبي عمرو بن العلاء المتقدم .

14 . الأعمش سليمان بن مهران أبو محمد الكوفي مولى بني أسد ( 60 / 148 هـ )  ، وراوياه : الحسن بن سعيد المطوعي أبو العباس البصري  ، و  أبو الفرج الشنبوذي محمد بن أحمد بن إبراهيم  البغدادي .

 

*ماسبق أخذته من كتاب ( الميسر في القراءات الأربع عشرة  وبذيله أصول الميسر في القراءات الأربع عشرة  وتراجم القراء الأربع عشر ) لجامع القراءات العشر محمد فهد خاروف ،  وراجعه شيخ القراء بدمشق  محمد كريّم راجح وطبعته دار ابن كثير  وفي خزانتي الطبعة الثالثة ( 1422 ) وهو عبارة عن صفحة المصحف وبحاشيتها القراءات والقراءات الشاذة  .

وللفائدة أخذتها من حساب ( فيس بوك باسم شيخ القراء محمد كريّم راجح ولا أعرف هل هو له رسميا أو باسمه )  :

 يذكر أنه من كبار قراء بلاد الشام السبعة
الشيخ خليل هبة, توفي 2007م  رحمه الله     ، الشيخ محمد سكر, توفي 2008م  رحمه الله ، الشيخ محي الدين الكردي الشهير بأبي الحسن, توفي عام 2009م  رحمه الله ، وفي عام 2012م توفي اثنين من قراء بلاد الشام الشيخ عبد الرزاق الحلبي الي توفي في 4/2/2012 رحمه الله ،  وفي ظهر يوم 23/2/2012 توفي الشيخ بكري الطرابيشي رحمه الله   ويعدُ رحمه الله أعلى القراء إسناداً في العالم .  ونسأل الله أن يمد لنا بأعمار العلماء الأحياء شيخ القراء محمد كريّم راجح والشيخ شكري اللحفي حفظهما الله تعالى وجميع علماء المسلمين .

قال أبو حكيم :   وللطرابيشي رحمه الله  لقاء مع الدكتور السنيدي في برنامج صفحات من حياتي  وهو على الشبكة العنكبوتية .

 والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

اترك تعليقاً