الجمعة العشرين / العشرون من جمادي اول 1435هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الحادية السبعين ( 71 ) في تعداد الجمع ، والجمعة العشرين ( 20 ) من عام 1435 هـ وتوافق (1435 / 5 / 20 ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  :

الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أعطاه الله تعالى من فضله ( إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر ) فكان صلى الله عليه وسلم عبدا شكورا .

أيها المحترمون اليوم أقف معكم بين يدي كتاب ( الإيمان بما بعد الموت مسائل ودلائل ) لأحمد بن محمد بن صادق النجار في طبعته الأولى من دار النصيحة بالمدينة عام ( 1434 هـ ) أورد فيه مسائل منها ( معنى اليوم الآخر ، ومنزلته ، وكيفيته ، والحياة البرزخية ، وفتنة القبر ومن يستثنى منها وفيها عدة مطالب مهمة  ،ونعيم القبر وعذابه  ، والنفخ في الصور ، والبعث ، والحشر ،والحساب ، ووزن الأعمال ، والحوض ، والصراط ، والجنة والنار ) ( وكل ذلك مدعما بالأدلة وأقوال السلف ) . يقع الكتاب في ( 303 ) صفحات .

وفي رأيي كتاب جم النفع عظيم الفائدة منتظم بالدليل وأقوال السلف الصالح على منهج أهل السنة والجماعة .

ومما جاء فيه في ص(214 )المطلب السابع : الحوض

والحوض في اللغة مجمع الماء  ، وفي الشرع : مجمع الماء الذي نصبه الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم في عرصات القيامة .

وفي ص ( 223 وأخريات ) : ( قد جاءت السنة النبوية الصحيحة بوصف حوض النبي صلى الله عليه وسلم بصفات متعددة ، وهو من الغيب الذي لا مجال لمعرفته إلا عن طريق الوحي ، ومن النصوص على ذلك : ( عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منه فلا يظمأ أبدا ” أخرجه البخاري . وفي صحيح مسلم  : ” حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء ” ،وفي مسلم أيضا عن ثوبان رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن شراب الحوض ، فقال : ” أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، يَغُتُ فيه ميزابان يمدانه من الجنة ، أحدهما من ذهب ، والآخر من ورِق ” . قال أبو حكيم : والورِق هو الفضة . فهذه ( تسع )  صفات في الحوض .

نسأل الله أن نرد حوض نبيه صلى الله عليه وسلم ووالدينا والمسلمين ونشرب منه فلا نظمأ أبدا.

قال المؤلف : ( مختصرا وبإضافات (بين قوسين ) ) من يذاد عن الحوض :

1 . المرتد : عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيُجلون عن الحوض ، فأقول : يا رب أصحابي ، فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى  ” أخرجه البخاري .      

قال أبو العباس القرطبي : ” فالذي صار إليه الباجي وغيره ، وهو الأشبه بمساق الحديث : أن هؤلاء الذين يقال لهم هذا القول ناس نافقوا وارتدوا من الصحابة وغيرهم فيحشرون في أمة النبي صلى الله عليه وسلم ” ( المفهم ) . ( قال  أبو حكيم :  هو كتاب (المفهم لما أشكل من كتاب تلخيص مسلم )  لأبي العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي رحمه الله و هذا رابط الكتاب في الوقفية 

  اضغط هنا

ثانيا : المبتدع  : وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم ، مثل : الخوارج على اختلاف فرقها ، والروافض على تباين ضلالها ، ، والمعتزلة على أصناف أهوائها . فهؤلاء كلهم يُبَدِّلون ، وكذلك الظلمة المسرفون في الظلم والجور ، وتطميس الحق ، وقتل أهلهم وإذلالهم ، والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي ، وجميع أهل الزيغ والأهواء والبدع ، كل هؤلاء يخاف عليهم أن يكونوا عنوا بهذا الخبر ” ( التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد  المؤلف: يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الأندلسي أبو عمر)

مسألتان لطيفتان  : 1 .  هل الحوض والكوثر شيء واحد أو هما مختلفان ؟

الحوض غير الكوثر ، فالكوثر نهر في الجنة ، وأما الحوض فهو في موقف القيامة  ، و الكوثر نهر يسيل في الحوض ويمده فهو أصل الحوض  ، والكوثر جاء ذكره في القرآن والحوض في السنة ، وقد يطلق على الحوض الكوثر ، لكونه يُمَدُّ منه  . ( والله أعلم )

2 . هل الحوض موجود الآن ؟

نعم هو موجود الآن لحديث أخرجه البخاري في صحيحه ونصه : عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال  : ” صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين  ، كالمودع للأحياء والأموات ، ثم طلع المنبر فقال : إني بين أيديكم فرط ، وأنا عليكم شهيد ، وإن موعدكم الحوض ، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا  ، وإني لا أخشى عليكم أن تشركوا ، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها ) . 

وفي الكتاب مسائل أخر حري بالمسلم الاطلاع عليها ومعرفتها ليقوي بها إيمانه فالعلم بالشيء خير من الجهل به كيف لا وهذا هو مآلنا ومصيرنا الحتمي ، وكل سيرده نسأل الله لنا ولوالدينا والمسلمين الأمن من تلك الأهوال .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

اترك تعليقاً