الجمعة السابعة / الرابعة عشر من صفر لعام 1439هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين والستين ( 260 ) في تعداد الجمع ، والسابعة ( 7 ) في عام ( 1439هـ ) وتوافق ( 14 / 2 / 1439 هـ ) بحسب التقويم .

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله :  اليوم نعيش الذكريات  فهل يا ترى يعود ما مضى :

فائدة افتتاحية  :البارحة اكتمل القمر بدراً  ونسأل الله تعالى أن نرى ربنا كما رأينا البدر البارحة  من غير أن ( نُضَامَ ) في رؤيته في جنات الفردوس الأعلى  ، وسمي القمر  بدرا لاكتماله ، فالعرب مثلا تسمي الكيس ذا الألف دينار ( بَدْرَة ) لأنهم يعتبرون ” الألف ” رقم كامل لذلك كانوا يقولون لما نعرفه اليوم بالمليون : ( ألف ألف ) . وفي الزيادة إفادة : الدينار من الذهب ،  والدرهم من الفضة .

وحديثنا اليوم من بوح الذكريات   : حمل إلىّ البريد السعودي في الشهر الفائت ( محرم عام 1439 ) العدد ( الثالث من المجلد السادس والستين  مايو / يونيو 2017 ) – ( وليتهم وضعوا التأريخ الهجري ويتبعه الميلادي ) – من مجلة ” القافلة ” و تصدر عن شركة ” أرامكو ”   وهي مجلة ثقافية متنوعة تصدر كل شهرين وتوزع للمشتركين ”  مجاناً  ”  ، فكم أتمنى أن الجميع يشترك  فيها عن طريق موقعهم على الشبكة العنكبوتية  لفوائد ولعل  منها : فائدتها العلمية القيمة في طرح مواضيعها – ولا يعني بالضرورة اتفاقي مع كل ما يطرح فيها- ، وثانيا : تفعيل صناديق البريد المعطلة في البريد السعودي حيث الاشتراك السنوي في الصندوق ب ( 100 ) ريال ، يمكن تجديدها إلكترونيا، – وأظن أن الصندوق إلزامي لمن لديه عمل تجاري بل حتى ( خدمة واصل ) ،” والتي يشتكي من أعرف ممن ألزم بالاشتراك فيها في أول أمرها  أنها لا تصل ولا أدري أبقي الحال كما هو م تغيير ” ( فلعل هذه التسمية من باب الفأل واعتبار ما سيكون )  ،  وثالثا : الحصول على متعة تلقي ” بريد ورقي ” فهي متعة قد نسيناها لطول العهد بها ،   فلعلي لا أذكر آخر مرة تلقيت فيها رسالة  إلا بقايا في زوايا الذكريات ، حيث كانت أول المراسلات في البريد حين كنت طالبا في المرحلة الثانوية وكانت تتم بيني وبين الصديق (أبي إبراهيم  عبدالله بن إبراهيم النفيسة ) “قاطن  رياض الخبراء ” من بلاد القصيم ، حيث يدرس في الجامعة الإسلامية في  المدينة النبوية في حدود عام ( 1411 هـ )   ، وكانت ترد الرسائل على بريد المدرسة ( ثانوية الخبراء )  ، -ويسلمونا إياها مشكورين – ،  ويتولى تسليمها الأخ ( وابن الخال ) كاتب المدرسة  ” عبدالله بن محمد النفيسة أبو باسل عليه رحمات الله ”  نزيل البدائع  .

وأما في الجامعة فكنت أتلقى باستمرار وبانتظام ( مجلة أو مطوية ( المنهل الرقراق ) وهي مطوية تصدرها حلقة جامع العجلان بالخبراء حينما كان يدرّس فيها الشيخ : سليمان بن عبدالله الطاسان  ، وكان الذي يهتم بالإرسال ، الأخ أبو تميم عبدالله بن عبدالعزيز العقلاء .

وربما تبادلنا الرسائل الورقية بيننا  ، ونتسلمها باليد من بعضنا  ، -ولم يكن هذا بالأمر المستنكر- فقد كنت أتلقى من بعض إخوتي في الله  رسائل فيها مواعظ وبيان لبعض الملاحظات التي يرونها ، وقد كنت أرسل مثلها  .

  أما  “الرسائل الورقية وقصاصاتها” :  فهي أكثر من أن تحصر من الزملاء في السكن ( سكن جامعة الإمام بالرياض )  ( وأحتفظ بكم صالح منها ) فمن جاء ولم يجدني ، يضع ملحوظة في قصاصة ورقية : ( حضرت ولم أجدكم أخوك فلان … ) وربما أرفقها بحاجته إن كان ثمة حاجة غير السلام ،  كطلب مذكرة ، أو السؤال عن مادة ما … أو إخبارٍ بورود اتصال هاتفي تلقوه عنك …  

ولم انتقلت ” للخبر ” حجزت صندوقا في بريدها معية الأخ : ” عبدالله بن شايع اللاحم ”  ،من أهل الشماسية أصلا و ساكن بريدة حالياً ،   فكنت أتلقى من ” غير اشتراك ” إنما عينات عشوائية لغرض الدعاية والحث على الاشتراك  ولفترات محدودة بعض الأوراق مثل ( مجلة أو جريدة ( النقاد ) -إن لم تخني الذاكرة – تصدر من لبنان ، ويتعرضون فيها لما يتطرق إليه في الصحف والمجلات العربية  خصوصا الخليج ومصر والشام  – خلال شهر ( ولم أشترك معهم ) ولا أدري ما السبب ؟!!   ، وكانت مفيدة ومثمرة ، وفيها رصد جيد.

ثم انتقلت من الخبر للخبراء في بلاد القصيم في نجد ، فحجزت عندهم صندوقا ( ما يزال قائما ) ولكنه صار لتلقي رسائل ( المصارف ) فقط !!! ( وقد انقطعت الآن لصالح الرسائل الإلكترونية )  ، ويندر أن أتلقى غيرها – غير اشتراك  مجلة القافلة والتي تصل على الأقل كل شهرين إن لم تزد – ، حتى إشعار تجديد الصندوق السنوي في البريد نفسه  صرت أتلقاه برسالة نصية !!!

ثم جاء نظام أن يكون الصندوق ( عائلي باشتراك سنوي قدره 300 ريال  لعشرة أشخاص ) أو شخصي ب ( 100 ) ريال  ، فأخذت العائلي  لي ولمن حولي ، وأظن أني جددته سنتين أو ثلاث ثم عادت قيمة الاشتراك ل( 100 ) ريال ؟! .

مجلة القافلة  هي الوحيدة التي تصل إلى الآن في البريد ومنها العدد المذكور  ، وحمل هذا العدد ( 3 مجلد 66 – لعام 2017 )  عددا من المواضيع الجميلة مثل : نقاش مفتوح حول ما يسمى ب ( ستاند أب كوميدي ) هذا الفن الجديد وأحواله في المملكة ) و قول في قول : لماذا نشتري الكتب ؟ لمحمد النبهان ، و منتج ” الغزّال ” أو  ( سبينر ) بالإنجليزية ، الذي لا تكاد تخلو منه يد طفل  ، والنافذة ( نافذة البناء ) وأهميتها والجديد فيها  ، والمترجم الناطق ومشاكله ، بالإضافة لبعض الأبحاث العلمية  ، ومن أجمل ما قرأت عن مستقبل الكتابة باليد و فيه تطرقت المجلة للقاء أجرته الصحافية اللبنانية ” جمانة حداد”  ونشرته في كتابها “صحبة لصوص النار ”  مع الفيلسوف الروائي الإيطالي ” أمبيرتو إيكو ” سألته عن تهديد الكتب الإلكترونية للكتب الورقية وعن الآفاق الجديدة للنصوص الرقمية بدل الطباعة على الورق ؟  وكان ملخص جوابه –وأعجبني- :  لا ، الكتب لن تختفي ” …، وعلى أكثر تقدير ستسير الكتابة والطباعة جنباً إلى جنب بالتوازي  …

وفي العدد  لقاء مع الخطاط ( اليمني الأصل التركي بالتجنس  زكي بن علي بن حسن الهاشمي ) .

وخلاصة المقال سؤال  : هل يحفل صندوق بريدي :

(المملكة العربية السعودية – القصيم – الخبراء – ص – ب  ( 197 ) ، الرمز البريدي ( 51981 )  برسائل بخط اليد من قراء هذا المقال تحوي فوائد من عقول نيرة  ، ننتظر … وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل  …

  والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

اترك تعليقاً