الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله : اليوم نعيش الذكريات فهل يا ترى يعود ما مضى :
فائدة افتتاحية :البارحة اكتمل القمر بدراً ونسأل الله تعالى أن نرى ربنا كما رأينا البدر البارحة من غير أن ( نُضَامَ ) في رؤيته في جنات الفردوس الأعلى ، وسمي القمر بدرا لاكتماله ، فالعرب مثلا تسمي الكيس ذا الألف دينار ( بَدْرَة ) لأنهم يعتبرون ” الألف ” رقم كامل لذلك كانوا يقولون لما نعرفه اليوم بالمليون : ( ألف ألف ) . وفي الزيادة إفادة : الدينار من الذهب ، والدرهم من الفضة .
وحديثنا اليوم من بوح الذكريات : حمل إلىّ البريد السعودي في الشهر الفائت ( محرم عام 1439 ) العدد ( الثالث من المجلد السادس والستين مايو / يونيو 2017 ) – ( وليتهم وضعوا التأريخ الهجري ويتبعه الميلادي ) – من مجلة ” القافلة ” و تصدر عن شركة ” أرامكو ” وهي مجلة ثقافية متنوعة تصدر كل شهرين وتوزع للمشتركين ” مجاناً ” ، فكم أتمنى أن الجميع يشترك فيها عن طريق موقعهم على الشبكة العنكبوتية لفوائد ولعل منها : فائدتها العلمية القيمة في طرح مواضيعها – ولا يعني بالضرورة اتفاقي مع كل ما يطرح فيها- ، وثانيا : تفعيل صناديق البريد المعطلة في البريد السعودي حيث الاشتراك السنوي في الصندوق ب ( 100 ) ريال ، يمكن تجديدها إلكترونيا، – وأظن أن الصندوق إلزامي لمن لديه عمل تجاري بل حتى ( خدمة واصل ) ،” والتي يشتكي من أعرف ممن ألزم بالاشتراك فيها في أول أمرها أنها لا تصل ولا أدري أبقي الحال كما هو م تغيير ” ( فلعل هذه التسمية من باب الفأل واعتبار ما سيكون ) ، وثالثا : الحصول على متعة تلقي ” بريد ورقي ” فهي متعة قد نسيناها لطول العهد بها ، فلعلي لا أذكر آخر مرة تلقيت فيها رسالة إلا بقايا في زوايا الذكريات ، حيث كانت أول المراسلات في البريد حين كنت طالبا في المرحلة الثانوية وكانت تتم بيني وبين الصديق (أبي إبراهيم عبدالله بن إبراهيم النفيسة ) “قاطن رياض الخبراء ” من بلاد القصيم ، حيث يدرس في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية في حدود عام ( 1411 هـ ) ، وكانت ترد الرسائل على بريد المدرسة ( ثانوية الخبراء ) ، -ويسلمونا إياها مشكورين – ، ويتولى تسليمها الأخ ( وابن الخال ) كاتب المدرسة ” عبدالله بن محمد النفيسة أبو باسل عليه رحمات الله ” نزيل البدائع .
وأما في الجامعة فكنت أتلقى باستمرار وبانتظام ( مجلة أو مطوية ( المنهل الرقراق ) وهي مطوية تصدرها حلقة جامع العجلان بالخبراء حينما كان يدرّس فيها الشيخ : سليمان بن عبدالله الطاسان ، وكان الذي يهتم بالإرسال ، الأخ أبو تميم عبدالله بن عبدالعزيز العقلاء .
وربما تبادلنا الرسائل الورقية بيننا ، ونتسلمها باليد من بعضنا ، -ولم يكن هذا بالأمر المستنكر- فقد كنت أتلقى من بعض إخوتي في الله رسائل فيها مواعظ وبيان لبعض الملاحظات التي يرونها ، وقد كنت أرسل مثلها .
أما “الرسائل الورقية وقصاصاتها” : فهي أكثر من أن تحصر من الزملاء في السكن ( سكن جامعة الإمام بالرياض ) ( وأحتفظ بكم صالح منها ) فمن جاء ولم يجدني ، يضع ملحوظة في قصاصة ورقية : ( حضرت ولم أجدكم أخوك فلان … ) وربما أرفقها بحاجته إن كان ثمة حاجة غير السلام ، كطلب مذكرة ، أو السؤال عن مادة ما … أو إخبارٍ بورود اتصال هاتفي تلقوه عنك …
ولم انتقلت ” للخبر ” حجزت صندوقا في بريدها معية الأخ : ” عبدالله بن شايع اللاحم ” ،من أهل الشماسية أصلا و ساكن بريدة حالياً ، فكنت أتلقى من ” غير اشتراك ” إنما عينات عشوائية لغرض الدعاية والحث على الاشتراك ولفترات محدودة بعض الأوراق مثل ( مجلة أو جريدة ( النقاد ) -إن لم تخني الذاكرة – تصدر من لبنان ، ويتعرضون فيها لما يتطرق إليه في الصحف والمجلات العربية خصوصا الخليج ومصر والشام – خلال شهر ( ولم أشترك معهم ) ولا أدري ما السبب ؟!! ، وكانت مفيدة ومثمرة ، وفيها رصد جيد.
ثم انتقلت من الخبر للخبراء في بلاد القصيم في نجد ، فحجزت عندهم صندوقا ( ما يزال قائما ) ولكنه صار لتلقي رسائل ( المصارف ) فقط !!! ( وقد انقطعت الآن لصالح الرسائل الإلكترونية ) ، ويندر أن أتلقى غيرها – غير اشتراك مجلة القافلة والتي تصل على الأقل كل شهرين إن لم تزد – ، حتى إشعار تجديد الصندوق السنوي في البريد نفسه صرت أتلقاه برسالة نصية !!!
ثم جاء نظام أن يكون الصندوق ( عائلي باشتراك سنوي قدره 300 ريال لعشرة أشخاص ) أو شخصي ب ( 100 ) ريال ، فأخذت العائلي لي ولمن حولي ، وأظن أني جددته سنتين أو ثلاث ثم عادت قيمة الاشتراك ل( 100 ) ريال ؟! .
مجلة القافلة هي الوحيدة التي تصل إلى الآن في البريد ومنها العدد المذكور ، وحمل هذا العدد ( 3 مجلد 66 – لعام 2017 ) عددا من المواضيع الجميلة مثل : نقاش مفتوح حول ما يسمى ب ( ستاند أب كوميدي ) هذا الفن الجديد وأحواله في المملكة ) و قول في قول : لماذا نشتري الكتب ؟ لمحمد النبهان ، و منتج ” الغزّال ” أو ( سبينر ) بالإنجليزية ، الذي لا تكاد تخلو منه يد طفل ، والنافذة ( نافذة البناء ) وأهميتها والجديد فيها ، والمترجم الناطق ومشاكله ، بالإضافة لبعض الأبحاث العلمية ، ومن أجمل ما قرأت عن مستقبل الكتابة باليد و فيه تطرقت المجلة للقاء أجرته الصحافية اللبنانية ” جمانة حداد” ونشرته في كتابها “صحبة لصوص النار ” مع الفيلسوف الروائي الإيطالي ” أمبيرتو إيكو ” سألته عن تهديد الكتب الإلكترونية للكتب الورقية وعن الآفاق الجديدة للنصوص الرقمية بدل الطباعة على الورق ؟ وكان ملخص جوابه –وأعجبني- : لا ، الكتب لن تختفي ” …، وعلى أكثر تقدير ستسير الكتابة والطباعة جنباً إلى جنب بالتوازي …
وفي العدد لقاء مع الخطاط ( اليمني الأصل التركي بالتجنس زكي بن علي بن حسن الهاشمي ) .
وخلاصة المقال سؤال : هل يحفل صندوق بريدي :
(المملكة العربية السعودية – القصيم – الخبراء – ص – ب ( 197 ) ، الرمز البريدي ( 51981 ) برسائل بخط اليد من قراء هذا المقال تحوي فوائد من عقول نيرة ، ننتظر … وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل …
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد