من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثالثة والخمسين ( 53 ) في تعداد الجمع والجمعة الثانية ( 2 ) من عام 1435 هـ
وتوافق ( 1435 – 1 – 11 ) بحسب الرؤية
صفي الرحمن المبارك فوري ( رحمه الله ت – 1427 هـ ) من علماء الهند في الحديث وسبق أن عمل في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية عشر سنوات من عام ( 1988 م ) و سبق أن مر معنا في شهر رمضان لما تكلمنا عن أجزاء القرآن ولعلي أذكركم بكتابه القيم ( المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير ) وقد لخصت معظم العناوين الرئيسة في الكتاب بحمد الله ومنه وكرمه ونشرتها على حلقات ثلاثين ( 30 ) في شهر رمضان المبارك من عام ( 1434 ) في برنامج الواتس أب – في مجموعة أنشأتها لهذا الغرض في رمضان – فلك ربي أزجي جميل الشكر والعرفان وجعله الله علما نافعا حجة لنا .
و لعله من نافلة القول أن يكون لديكم الخبر اليقين بكتابه الرائع الرائق ( الرحيق المختوم ) وهو بحث في السيرة النبوية
ضمن مسابقات رابطة العالم الإسلامي في عام ( 1396 هـ ) وفاز فيها بكتابه هذا بالمركز ( الأول ) وذُكر أن الكتاب ترجم إلى ( 15 ) خمسة عشر لغة ( وله كتب أخرى في السيرة ) . والعجب أنه ألفه في مدة ( 3 ) أشهر فقط رحمك الله رحمة واسعة
طبع الكتاب طبعات عدة صغيرة وكبيرة .وطبع بزيادات وتعديلات في مثل : (الرحيق المختوم (مع بعض التعديلات والزيادات من د علاء الدين زعتري وغسان محمد رشيد الحموي ) وهو موجود في المكتبة الشاملة على هذا الرابط :
وإن كنت حاولت تحميل هذه النسخة فوجدت فيها مشكلة فلعلكم لا تجدون . ويمكن تصفحها مباشرة باستخدام المتصفح ( فيرفوكس )
في أول الكتاب بحث جميل عن الأنساب ( أنساب العرب وقبائلهم القديمة وأصولهم ) سأجعله إن شاء الله محور هذه الجمعة والتي بعدها أو أكثر على ما يقتضيه الحال ، لأن بعض الإخوة قد فترت همته أن يفرغ من وقته دقائق ليطالع مقالا من صفحة أو اثنتين فسنحاول الاختصار قد المستطاع .
ونبدأ اليوم بإذن الله بالحلقة الأولى /
أقوام العرب
وأما أقوام العرب فقد قسمها المؤرخون إلى ثلاثة أقسام؛ بحسب السلالات التي ينحدرون منها:
1 ـ العرب البائدة: وهم العرب القدامى الذين انقرضوا تمامًا ولم يمكن الحصول على تفاصيل كافية عن تاريخهم، مثل: عاد، وثمود، وطَسْم، وجَدِيس، وعِمْلاق، وأُمَيْم، وجُرْهُم، وحَضُور، ووَبـَـار، وعَبِيل، وجاسم، وحَضْرَمَوت، وغيرها.
2 ـ العرب العاربة: وهم العرب المنحدرة من صلب يَشْجُب بن يَعْرُب بن قَحْطان، وتسمى بالعرب القحطانية.
3 ـ العرب المستعربة: وهي العرب المنحدرة من صلب إسماعيل عليه السلام، وتسمى بالعرب العدنانية.
أما العرب العاربة ـ وهي شعب قحطان ـ فمَهْدُها بلاد اليمن، وقد تشعبت قبائلها وبطونها من ولد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. فاشتهرت منها قبيلتان: حِمْيَر بن سبأ، وكَهْلان بن سبأ، وأما بقية بنى سبأ ـ وهـم أحـد عشـر أو أربعة عشـر بطنًا ـ فيقال لهم: السبئيون، وليست لهم قبائل دون سبأ.
أ ـ فأما حمير فأشهر بطونها:
1 ـ قُضَاعة: ومنها بَهْراء وَبِلىٌّ والقَيْن وكَلْب وعُذْرَة ووَبَرَة.
2 ـ السَّكاسِك: وهـم بنو زيـد بـن وائلة بن حمير، ولقب زيد: السكاسك، وهي غير سكاسك كِنْدة الآتية في بنى كَهْلان.
3 ـ زيــد الجمهــور: ومنها حمير الأصغر، وسبأ الأصغر، وحضور، وذو أصبح.
ب ـ وأما كَهْلان فأشهر بطونها:
هَمْدان، وألْهَان، والأشْعَر، وطيئ، ومَذْحِج [ومن مذحج: عَنْس والنَّخْع]، ولَخْم [ومن لخم: كندة، ومن كندة: بنو معاوية والسَّكُون والسكاسك]، وجُذَام، وعاملة، وخَوْلان، ومَعَافِر، وأنمار [ومن أنمار: خَثْعَم وبَجِيلَةَ، ومن بجيلة: أحْمَس] والأزْد، [ومن الأزد: الأوس، والخزرج، وخُزَاعة، وأولاد جَفْنَة ملوك الشام المعروفون بآل غسان].
وهاجرت بنو كهلان عن اليمن، وانتشرت في أنحاء الجزيرة، يقال: كانت هجرة معظمهم قبيل سَيْل العَرِم حين فشلت تجارتهم لضغط الرومان وسيطرتهم على طريق التجارة البحرية، وإفسادهم طريق البر بعد احتلالهم بلاد مصر والشام.
ويقال: بل إنهم هاجروا بعد السيل حين هلك الحرث والنسل بعد أن كانت التجارة قد فشلت، وكانوا قد فقدوا كل وسائل العيش، ويؤيده سياق القرآن {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [سورة سبأ:15: 19]
ولا غرو إن كانت هناك ـ عدا ما تقدم ـ منافسة بين بطون كهلان وبطون حمير أدت إلى جلاء كهلان، فقد يشير إلى هذا بقاء حمير مع جلاء كهلان.
ويمكن تقسيم المهاجرين من بطون كهلان إلى أربعة أقسام:
وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى …
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .