الجمعة الخامسة عشر / السابع عشر من ربيع ثاني لعام 1436هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة السابعة عشرة بعد المائة (117) في تعداد الجمع ، والجمعة الخامسة عشرة ( 15 ) من عام 1436 هـ وتوافق ( 17 / 4 / 1436 هـ ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

كتاب  ( أدب الكاتب ) لابن قتيبة  المولود على خلاف في بغداد عام ( 213 هـ  )  ووفاته ، قيل :  قتلا ، وقيل  : أكل هريسة فوجد حرارة فصاح صيحة عظيمة سمعت من بعد ،   ثم أغمي عليه  إلى قريب الظهر ثم اضطرب ساعة ثم هدأ وما زال يتشهد حتى توفي  في وقت السحر -رحمه الله تعالى – في عشر المئتين والسبعين  -على خلاف في تحديد العام- وكتابه هذا   مرآة تعكس شخصيته ، فهو أديب رفيع الذوق ، ذو ثقافة واسعة ، تجد في كتابه الأدب  ،والتاريخ ، والنحو ، والصرف ، واللغة ، ولذا حق لابن خلدون أن يقول في مقدمته :

( وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن ( الأدب ) وأركانه أربعة دواوين : وهي أدب الكاتب لابن قتيبة ، و كتاب الكامل للمبرد ، و كتاب البيان والتبيين للجاحظ ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي ، وما سوى هذه الأربعة فتوابع لها ، وفروع عنها ) .

ابن قتيبة ألف كتابه هذا للوزير العباسي ( أبي الحسن عبيد الله بن يحي بن خاقان  ، وسبب تأليفه له ما قاله في المقدمة : فإني رأيت أكثر أهل زماننا عن سبيل الأدب ناكبين ، ومن اسمه متطيرين ، ولأهله كارهين … )

ومما جاء في هذا الكتاب ما يلي :  مما يطلق من أسماء على مختلف أوقات  الشهر والليل والنهار 

(  سَِرار الشهر ) – بفتح السين وكسرها –  و ( سَرَره ) آخر ليلة منه ، لاستسرار القمر فيه ، وربما استسر ليلة وربما استسر ليلتين .

و ( البَرَاء ) آخر ليلة من الشهر  ،  سميت بذلك لتبرؤ القمر فيها من الشمس .

و ( المَِـُحاق ) -بكسر الميم وفتحها وضمها –  ثلاث ليال من آخر الشهر ، سميت بذلك لإمحاق القمر فيها ، أو الشهر .

و ( النَّحيرة ) آخر يوم من الشهر ، لأنه ينحر  الذي يدخل فيه ، أي  : يصير في نحره .

و ( الهلال ) أول ليلة والثانية والثالثة ، ثم هو ( قمر ) بعد ذلك إلى نهاية الشهر .

و ( ليلة السَّواء )  ليلة ثلاث عشرة  ، ثم ( ليلة البدر ) لأربع عشرة ، وسمي (بدرا) لمبادرته الشمس بالطلوع كأنه يعجلها المغيب  ، ويقال  : سمي ( بدرا ) لتمامه وامتلائه  ، وكل شيء تم فهو بدر  ، ومنه قيل : لعشرة آلاف درهم ” بدرة ” لأنها تمام العد ومنتهاه  ، ومنه قيل : “عين بدرة ” أي : عظيمة .

والعرب تسمي ليالي الشهر كل ثلاث منها باسم ، فتقول  :

( ثلاث غُرَر ) جمع ( غُرة) وغرة كل شيء أوله  ، و( ثلاث نُفَل )  ، و ( ثلاث تُسَع ) لأن آخر يوم منها يوم التاسع   ، و( ثلاث عُشَر ) لأن أول يوم منها يوم العاشر ، و ( ثلاث بِيض) لأنها تبيض بطلوع القمر من أولها إلى آخرها  ،  و ( ثلاث دُرَع ) وكان القياس ( دُرْع ) سميت بذلك لاسوداد أوائلها ، وابيضاض سائرها ، ومنه قيل : ( شاة درعاء ) إذا اسود رأسها وعنقها وبيض سائرها  ، و ( ثلاث ظلُم ) لإظلامها ، و ( ثلاث حنادس ) لسوادها  ، و ( ثلاث دَآدِيُّ ) لأنها بقايا  ، و ( ثلاث محاق ) لانمحاق القمر أو الشهر .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً