من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين والحادية والخمسين ( 251 ) في تعداد الجمع ، والثامنة والأربعين ( 48) في عام ( 1438هـ ) وتوافق ( 10 / 12 / 1438 هـ ) بحسب التقويم .
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
كل عام وأنتم بخير وأعاد الله علينا الأعياد بالسرور والفرح وبالجديد المفيد حتى لو قال ( إمبراطور الشعراء كما يقول القرني ) أبو الطيب:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ …. بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ …. فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
فأنتم عيد جديد في كل عام والحمد الله ، ولا أخلى الله منكم الديار وجعل الجمع على التقى والافتخار بصالح الأعمال .
بما أننا في عيد فلعله يكون الحديث عما يجعلُ السن يفتر عن ابتسامة رشيقة تزيد سرور العيد سرورا – وبكم السرور –
أيها الأكارم أهل الأدب يضعون في كتبهم فصولاً تكون فيه الحكاية المستملحة والنكتة الطريفة فأنتخب لكم اليوم بعضها وأرجو من الله أن تقع منكم بمكان :
في كتاب ( عيون الأخبار للدينوري ) فصل كتاب الطبائع والأخلاق المذمومة : ومما جاء فيه في ص 46 في الجزء الثاني :
ﻣﺮ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﻪ ﻋﺼﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻓﻴﻬﺎ ﺯﺑﻴﻼﻥ ﻗﺪ ﻛﺎﺩا ﻳﺤﻄﻤﺎﻧﻪ، ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﺮ ﻭﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﺗﺮاﺏ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻫﺬا؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﺪﻟﺖ اﻟﺒﺮ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺮاﺏ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻣﺎﻟﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻓﺄﺧﺬ ﺭﺟﻞ ﺯﺑﻴﻞ اﻟﺘﺮاﺏ ﻓﻘﻠﺒﻪ ﻭﺟﻌﻞ اﻟﺒﺮ ﻧﺼﻔﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺰﺑﻴﻠﻴﻦ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: اﺣﻤﻞ اﻵﻥ؛ ﻓﺤﻤﻠﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺧﻔﻴﻔﺎ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻋﻘﻠﻚ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ! .
ﺣﻔﺮ ﺃﻋﺮاﺑﻲ ﻟﻘﻮﻡ ﻗﺒﺮا ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺑﺪﺭﻫﻤﻴﻦ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻋﻄﻮﻩ اﻟﺪﺭﻫﻤﻴﻦ ﻗﺎﻝ: ﺑﺄﺑﻲ ﺩﻋﻮﻫﻤﺎ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻟﻲ ﺛﻤﻦ ﺛﻮﺏ.
ﻗﺎلت ﺃﻡ ﻏﺰﻭاﻥ اﻟﺮﻗﺎﺷﻲ ﻻﺑﻨﻬﺎ- ﻭﺭﺃﺗﻪ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺤﻒ-: ﻳﺎ ﻏﺰﻭاﻥ ﺃﻣﺎ ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﻴﺮا ﻟﻨﺎ ﺿﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ؟ ﻓﻤﺎ ﻛَﻬَﺮَﻫﺎ- زجرها – ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃُﻣَّﻪْ، ﺃﺟﺪ ﻭاﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﻭﻋﺪا ﺣﺴﻨﺎ ﻭﻭﻋﻴﺪا ﺷﺪﻳﺪا.
قال ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺘﻴﻖ ﻟﺮﺟﻞ: ﻣﺎ اﺳﻤﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻭﺛﺎﺏ؛ ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ اﺳﻢ ﻛﻠﺒﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻤﺮﻭ : ﻭاﺧِﻼَﻓَﺎﻩ ! .
قال أبو حكيم : نعوذ بالله من الجهل – الذي هو ضد العلم – وهو أيضا العمل بالمعصية جهلا بقدر الله تعالى وقوته وسطوته فاللهم رحمتك : ﻭالدينوري : ﻗﺎﻝ ﺃﺭﺩﺷﻴﺮ: ﺑﺤﺴﺒﻜﻢ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺐ اﻟﺠﻬﻞ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻨﺘﻔﻲ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﻐﻀﺐ ﺇﺫا ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﻻ ﻳﻐﺮﻧﻚ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻫﻞ ﻗﺮاﺑﺔ ﻭﻻ ﺃﺧﻮﺓ ﻭﻻ ﺇﻟﻒ ﻓﺈﻥ ﺃﺣﻖ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﺤﺮﻳﻖ اﻟﻨﺎﺭ ﺃﻗﺮﺑﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ: ﻓﻼﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺪاﻭﻱ ﻋﻘﻠﻪ ﺃﺣﻮﺝ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺪاﻭﻱ ﺑﺪﻧﻪ.
ﻗﻴﻞ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺤﻜﻤﺎء: ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ اﻷﺩﺏ ﺷﺮا ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫا ﻛﺜﺮ اﻷﺩﺏ ﻭﻧﻘﺺ اﻟﻌﻘﻞ.
وفي البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي : قال الماهاني : مررت بمنجم قد صلب ! فقلت له : هل رأيت هذا في نجمك وحكمك ؟ قال : قد كنت رأيت لنفسي رفعة ، ولكن لم أعلم أنها على خشبة !! .
قال محمد بن سلام: غَرِضَ أعرابي من امرأته- ومعنى غَرِضَ ضَجِرَ – فقال: من البحر الطويل
رزقت عجوزاً قد مضى من شبابها …. زمان فما فيها لذي اللبس ملبسُ
ترى نفسها زيناً وليست بزينةٍ …. إذا رَدَّ فيها طَرْفَهُ المتأنسُ
لها ركبتا عنز وساقا نعامة …. وكاهل حِرباء بدا يتشمسُ
وعين كعين الضب في صُمِّ تلعة …. ووجه لها مثل الصِّلاية أملسُ