الجمعة الثامنة عشر / الثامن من جمادي اول لعام 1436هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة العشرين بعد المائة (120) في تعداد الجمع ، والجمعة الثامنة عشرة ( 18 ) من عام 1436 هـ وتوافق ( 8 / 5 / 1436 هـ ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أيها السادة هذا ( الدكتور : الشفيع الماحي أحمد ) ، (من كلية التربية قسم الثقافة الإسلامية في جامعة الملك سعود في الرياض ) ، أخرج لنا كتابا طبعته دار (ابن حزم ) رأيت منه طبعتان الأولى والثانية عام ( 1422 ) ولا أدري أهناك زيادة طبعات منه أم لا . هذا الكتاب موسوم ب ( يأجوج ومأجوج فتنة الماضي والحاضر والمستقبل ) ذكر فيه ( يأجوج ومأجوج – وهم من نسل يافث بن نوح عليه الصلاة والسلام -كما يذكر المؤرخون – واختار نوح لابنه ولذريته الشمال الشرقي من الأرض لسكنهم معروفة اليوم بمنغوليا وهي مقسمة اليوم بين الصين – منغوليا الداخلية –وبين   وروسيا  ، كما أن لهم جزء يسيرا يعيشون فيه على طريقة أسلافهم في الترحال في جو متباين بين أشد الحرارة وأشد البرودة )  وذُكر في الكتاب خروجهم  على المعمور من الأرض  سبع  خروجات  هي كالتالي :

( الخروج الأول ) : على أباطرة الصين جيرانهم الجنوبيين ، وقد وردت إشارات لهذا الخروج في سجلات أباطرة الصين  وبينت أنه جاء على دفعتين قبل ميلاد المسيح من ( 1206 – 1115 ق . م ) .

( الخروج الثاني) : بين عامي ( 1500 – 1000 ق . م ) .

( الخروج الثالث ) : إلى الغرب من منغوليا – المناطق السهلية جنوب روسيا وحول بحر قزوين والبحر الأسود – ثم انحدروا جنوبا واصطدموا  بالآشوريين -ملوك العراق وأصحاب أول شرائع مدونة معروفة في الحكم (شريعة حمورابي) – ، وعرفوا باسم ( سكيثيون ) كما عند المؤرخين الإغريق ولعله نسبة إلى أكبر قبائلهم وصاحبة الفضل في جمعهم .

( الخروج الرابع) : المذكور في سورة الكهف ونص على اسم يأجوج ومأجوج في قصة بناء السد من ذي القرنيين لحجز فسادهم عن الناس .

( الخروج الخامس ) :  هجوم القبائل المغولية الجنوبية   على بلاد الصين في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد وعرفهم الصينيون باسم ( هسيونغ نو ) وعلى ضوء غارتهم هذه تم اتخاذ قرار بإنشاء سور وبوابات   كان نواة لفكرة سور الصين العظيم والذي تعاقب على إنشائه أسر صينية أشهرها أسرة ( شين ) ، وحصل في بنائه من الفظائع ما استحق معه أن يسمى هذا السور أضخم مقبرة في الكرة الأرضية .

(الخروج السادس ) :من قبل القبائل المغولية الشمالية المعزولة التي لا يُعرف عنها شيئا ( عرفهم المؤرخون الرومان باسم ( الهون ) )، وعرفوا أول مرة لما ساحوا غربا بجموع رجاهم ونسائهم وقطعانهم  حتى حوض نهر الفولجا واصطدموا بقبائل (ألاني ) وهي قبائل رعوية شمال البحر الأسود ما بين نهر الفولجا والدون ، وهذه القبائل  اختلطت بالدم الروماني مما حسن كثيرا في ملامحهم واشتهارهم بالبشرة البيضاء خلاف المغول اللذين يميلون للون النحاسي  ، هب (ألاني) للذود عن بلادهم فحصدهم الهون ،  واتجهوا بعدها لدولة القوط  وهي قسمان بينهما نهر ( دنيستر ) شرقيه فيما يعرف اليوم ب( أوكرانيا ) ولكل منهما خصائصه حتى عرف الشرقيون  ب ( أوسترو قوط ) اللامعين أو الساطعين  ، والقوط الغربيون  بما سمى اليوم ب( رومانيا )  وعرف أهلها ب( فيزيقوط ) العقلاء أو الراشدون ، وكانوا تحت قيادة واحدة ( شرقية ) مع حرية إدارية للغربيين ، وهم أهل فروسية وشجاعة ، ولما دخل عليهم الهون بلادهم  توحدوا تحت قيادة الملك ( هرمانريك ) ولكن مشاكل داخلية من عدم الطاعة من أتباعهم ومشكلة خاصة تمثلت في خيانة زوجته له فقطعها إربا فانتقم لها إخوتها فطعنوه طعنات ، أقعدته ولم تود بحياته ومنعته من اتخاذ إجراء سريع لصد المغول ( الهون ) فخاض مجلسه العسكري معركة مع الهون  فهزموا وتفرقوا بعد أحداث جسام وعبر بقية القوط الغربية والشرقية نهر الدانوب بالاتفاق مع ملك الرومان ( فالينز ) على أن يكونوا في خدمته فنزلوا في ما يسمى اليوم ب( بلعاريا ) وحصل بينهم وبين الرومان مشادات حتى قامت معركة ( أدريانويل ) بينهم وساعد الهون القوط ضد الرومان وقتل الملك الروماني ( فالينز ) فيها ، وكان للهون تأثير على خارطة أوربا لأكثر من خمسين عاما ، وخرج قسم منهم جنوبا مع الساحل بين بحر قزوين وجبال القوقاز وهاجموا إيران وأقاليم دجلة والفرات  حتى وصلوا إلى حدود أنطاكية ، تولى بعد في أوربا ملك منهم اسمه ( أتيلا ) فصار أقوى ملوك أوربا على الإطلاق  بل وقف على حدود روما ولكن صرفه الله عن اقتحام المدينة بوعود وإغراءات من رسل ملك روما له ، كما دخل بلاد الغال ( فرنسا ) وفعل بها الأفاعيل .

(الخروج السابع) من قلب منغوليا باسم المغول أو التتار  ( تحت قيادة( تيموجين ) جنكيز خان – الذي وحد شتاتهم ) متجهين جنوبا إلى الصين الشمالية ( بكين الحالية )  ، على أن تستمر حملتهم إلى جنوب شرق أسيا واليابان ، ولكن لم يتجاوزوا الصين رغم محولتهم دخول الجزر اليابانية عن طريق السفن ، ولكن تصدهم رياح عاتية بقدر الله  ،

وفرق من هذا الخروج  هي  التي دمرت  العالم الإسلامي بقيادة (هولاكو)  في أحداث  يطول شرحها وختم بتدمير بغداد ، وإن كان من حسناتهم تدمير حصون الحشاشين الإسماعلية القرامطة أصحاب منهج الاغتيال ومن أشهر  وأمنع حصونهم (حصن العقاب أو ألموت ) ( يوجد روايات باسم هذا الحصن وسيده شيخ الجبل ) .

وهذه الفرقة تولى قيادتها ( كيتبوقا ) بعد أن عاد هولاكو لمقرهم بعد وفاة زعيمهم ( جنكيز ) فهزموا عند قرية  عين جالوت  بين بيسان ونايلس في فلسطين من المماليلك ملوك مصر بقيادة (المظفر قطز والظاهر بيبرس ) في ( 15 / 9 / 658 هـ ) ورفض هذا القائد المغولي الاستسلام رغم فناء  جنده وأشار عليه قواده بالهرب  فرفض الهزيمة مع الخزي والعار وفضل الموت بشرف  فقاوم أعدادا من المسلمين حتى وقع به فرسه ووقع السيف من يده ومع ذلك رفض الاستسلام أو الخنوع حتى أخذ أسير للمظفر فقتله ، وكان يقول هذا القائد لن نعدم أحد من الجيش يوصل خبري للقائد هولاكو في مشهد ينبيك عن مدى الطاعة الكاملة لرؤوسائهم وهذا مما اتفق عليه المؤرخون في حسن تنظيمهم القتالي وحسن تدبيرهم في قيادة الجيوش الجرارة ، والطاعة المطلقة لقوادهم في حال خروجهم على الناس .

 ، ومن هذا الخروج فرقة أخرى سارت مع وسط روسيا حتى وصلت للمجر ، وذكر المؤرخون أن صيادي بحر الشمال ( شمال بريطانيا ) لم يكونوا يخرجون للصيد خوفا من المغول .

فهل سيكون لهم خروج ثامن وتاسع أم هل سيكون خروجهم في آخر الزمان هو خروجهم الثامن و الآخير ؟؟؟

من أراد التوسع في وصفهم  الخلقي القبيح فعليه بالكتاب ، كما أن خروجهم السابع خرج في رواية ضخمة  سلسلة رباعية  من أحد الإنجليز (كون ايغلدن ) ومترجمة للعربية  (ذئب السهول ،  سادة البراري ، عظام على الهضاب، امبراطورية الفضة)

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً