الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
نبدأ بهذه الفائدة لمناسبة الوقت التكبير المطلق في هذه الأيام الفاضلة جاء بثلاث صيغ والأمر بحمد الله واسع الصيغة الأولى تثنية التكبير قبل وبعد لا إله إلا الله ” الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ” ، الثانية تثليث التكبير : ” الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد “، الثالثة تثليث التكبير قبل لا إله إلا الله وثنيته بعدها :”الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد “
وكتاب اليوم : كتاب مترجم بعنوان ( كيف تنفق أقل دون الإحساس بالحرمان ، لريتشارد تمبلر ، وهذا الكتاب من مطبوعات مكتبة جرير وفي خزانتي الطبعة الأولى ( 2010 م ) ، وهو من القطع المتوسط ويقع في مائتين وثلاث صفحات .
الكتاب يقع في ( 100 ) فقرة فكل فقرة تقريب تتكون من صفحتين صفحة عنوان والمقابلة شرح مبسط لها ، مما يشجع على القراءة وتطبيق بعض الأفكار التي فيه ، والتي تسعى إلى تقليل الصرف من الميزانية خصوصا مع الظرف الذي نمر به ونحن مقبلون على سنة جديدة ، فمن الجميل التخطيط لتوفير بعض المال والاستماع بعدم الحرمان ، مع ملاحظة أن بعض الأفكار التي في الكتاب قد لا تنسجم مع ثقافتنا العامة وسير مجتمعنا وقد يصعب تطبيقها بوصف المؤلف ولكن يمكن تحوير بعضها لتلائم وضعك،و هناك أفكار رائعة تستحق التفكير وربما التطبيق الجاد لها ففي الكتاب تقريبا ( 100 فكرة ) ولن تعدم ما يناسبك . عندنا مثل هذه المشكلة التي يتفق الجميع عليها موضوع تقديم الطعام للضيوف والذي يكون بكميات كبيرة جدا جدا ومتنوعه مع يقيننا المطلق بأنه لن يؤكل وسيهدر معظمه ، فيجب أن نراجع بعض الأمور وأن نكون سباقين بالمبادرة .
من أفكار الكتاب ( عليك أن ترغب في فعل ذلك – اعتبر الأمر تحديا – قل لا للاقتراض – اعرف متى تبيع ومتى تشتري – ساند المزارع المحلي ، وجاء فيه اذهب للسوق المحلي قبل إغلاقه بوقت قصير ستجد رفوفا من أنواع الأطعمة تعرض بسعر أقل ويمكنك التفاوض عليها – اشتر طعاما أقل : ويقول: إننا نهدر ربع كمية الطعام الذي نشتريه ، ( وفي بلادنا – حرسها الله – و لا أذيع سرا في أن الإحصائيات تقول : إننا أكبر الدول إهدارا للطعام ، اطبخ لنفسك – ازرع لنفسك – ابق بالمنزل –… وفي الختام لا تستسلم : … واحدة من أكبر التهديدات الخطيرة لتغيير طريقة تفكيرك – سواء كنت تريد أن تنفق أقل ، أو تفقد وزنك أو تقلع عن التدخين ، أو أي شيء آخر ، أنك إن لم تحصل على نتيجة فورا فإنك تتخلى عما كنت تفعله ( قال أبو حكيم : كم واحد تعرفونه بدأ ببرنامج إنقاص الوزن مثلا ولعدة محاولات ولم يكمل … عرفتم السبب الآن أنه يعتقد أنه لا فائدة ولم يحصل على ما يريد مع أن غاية ما في الأمر أنه لم يحاول بالطريقة الكافية ولم يعط لنفسه ما يحتاجه من وقت …) من السهل أن تجد نفسك تفكر قائلا : ” لا أستطيع أن أفعل هذا ” ، أو ” لن أستطيع أبدا أن أقلل مصروفاتي ” أو ” لقد كنت أسير بشكل جيد جدا لكن بعد التسوق الذي قمت به اليوم دمرت كل شيء ” وكل هذه الأفكار من الممكن أن تؤدي إلى ” قد أستسلم ” .
وفي الحقيقة يمكنك – بإذن الله – أن تفوز ، ما دام يمكن للآخرين الفوز ، فيمكنك أنت أيضا أن تفوز ، ليس معنى أن البداية صعبة أن الأمر لن يصبح سهلا ، وليس معنى أنك تنفق اليوم أكثر مما خططت ، أنك ستفعل الشيء ذاته في الغد ، وستنفق أكثر من احتياجاتك … كل مرة تقع فيها تعلم شيئا جديدا ، لذا عندما تقع في غير ما خططت له سل نفسك : ” ماذا تعلمت للمرة القادمة ؟ ” ، ربما يكون ما تعلمته عدم الدخول لمكان معين لأننك لا تمسك نفسك عن شراء ما تحب حتى لو لم تحتاجه ، أو عدم استخدام البطاقة الائتمانية … وهكذا
وقد يقول قائل : ثم ماذا ؟ وما فائدة أن أجمع ؟ النقود وجدت لتصرف !! وهكذا
أقول فكر بكم الفرص التجارية الرائعة التي مرت عليك وبسبب عدم توفر السيولة معك وقفت منها مكتوف الأيدي ، ثم القاعدة الربانية الرائعة في سورة الإسراء (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (29 الإسراء( ، قال الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير :
( فأما الحكمة فإذ بينت أن المحمود في العطاء هو الوسط الواقع بين طرفي الإفراط والتفريط ، وهذه الأوساط هي حدود المحامد بين المذام من كل حقيقة لها طرفان . وقد تقرر في حكمة الأخلاق أن لكل خلق طرفين ووسطاً ، فالطرفان إفراط وتفريط وكلاهما مقر مفاسد للمصدر وللمورد ، وأن الوسط هو العدل ، فالإنفاق والبذل حقيقة أحد طرفيها الشح وهو مفسدة للمحاويج ولصاحب المال إذ يجر إليه كراهية الناس إياه وكراهتيه إياهم . والطرف الآخر التبذير والإسراف ، وفيه مفاسد لذي المال وعشيرته لأنه يصرف ماله عن مستحقه إلى مصارف غير جديرة بالصرف ، والوسط هو وضع المال في مواضعه وهو الحد الذي عبر عنه في الآية بنفي حالين بين ( لا ولا) ) . وفقنا الله تعالى لكل خير
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد