الجمعة السادسة والاربعين / السادس والعشرين من ذي القعدة لعام 1438هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين وتسع و أربعين ( 249 ) في تعداد الجمع ، والسادسة والأربعين ( 46) في عام ( 1438هـ ) وتوافق ( 26/ 11 / 1438 هـ ) بحسب التقويم .

الحمد الله كنت كتبت عن الصوفية في المختارة ( 171 ) في ( 10 / جمادى الأولى/1437 )   وتعاون النصارى معها على ضوء كتاب (عندما يكون العم سام ناسكا ) دراسة تحليلية نقدية لموقف مراكز البحوث الأمريكية من الصوفية للدكتور ( صالح بن عبدالله بن مسفر الحسّاب الغامدي )   فالرجوع إليه يعطي الإنسان تصورا وأرضية يتكئ عليها لفهم ما بدأ يظهر جلياً في الساحة لعامة الناس ، بعد أن كان للمهتمين والمختصين ، حيث تم هذا الأسبوع في وسائل التواصل تداول مقاطع مصورة متحركة لمجموعة من كلمات الصوفية بالسودان -خصوصا – وذكروا فيها التنسيق مع عباد الصليب في طرح الإسلام المعتدل ” زعموا “!!. عن طريق نشر التصوف ” الإسلام المعتدل ” بزعمهم ،   ومحاربة ” الوهابية ”  التي تمثل في نظرهم الإسلام المتطرف وهذا اللقاء كان في البيت الأبيض وحضره  شخصيات صوفية من مختلف البلدان. – كما ذكر خطيبهم في جم غفير من الناس وأستقبل بدَوِّي عظيم وتصدية حارة من المستمعين ، 

 كما يشاهد جهود بعض المتصوفة أمثال من هو الآن في دولة مجاورة ، ورحلاته لمختلف البلدان في سبيل نشر التصوف ظاهرة غير مستترة ومبثوثة الوقائع للباحث ، ونشر له مقطع في إحدى زياراته للسودان وحديثه الموجه – وأنقله بمعناه –  ( لأخيه – بتعبيره – نائب رئيس السودان ويحذره – إن صحت الأخبار عن العبث بالمناهج الدينية وخصوصا في المرحلة الابتدائية والإعدادية – وإدخال معتقد أهل السنة والجماعة في النبي صلى الله عليه وسلم والأولياء والصالحين بدل الطرق الصوفية بزعمهم في تكريم النبي صلى الله عليه وسلم والأولياء والصالحين وأهل الكرامات ممن هو في قبره   ،  مما يخلق جوا من التردد وميلا نحو التطرف … !!!)

كما لن يُعييك البحث عن مقاطع ممن يفخر بأنه يشرك بالله تعالى بدعائه أهل القبور ، وحكم على نفسه الشرك بذلك – زاعماً- أنه يجاري الخصوم  – ويقصد بهم أهل السنة والجماعة – وإذا أطلق هذا اللفظ  فتتجه الأنظار لهذه البلاد حرسها الله تعالى  وصانها ورعاها بعنايته وأقام بها راية السنة والتوحيد الخالص.

الصوفية ليست هذه أول خصوماتها فلهم تاريخ  ومن التاريخ الحديث في الجزائر مع الفرنسيين فتواهم المشهورة في تحريم قتال الفرنسيين في الجزائر وتولى كبرها الطريقة التيجانية – وكان من كلامهم اعتقاد عقيدة الجبر والاستسلام للواقع الراهن وأن الله يريد هذا فكيف تغير مراد الله !! ومحاولة تمرير الفتوى من علماء الإسلام في الزيتونة والأزهر والحرمين مع ليون روش الفرنسي – ومن أراد كامل الحكاية فهي مذكورة في كتب منها كتاب “أوربيون في الحرمين الشريفين” لعرفه عبده علي “المصري ” في ص 97 وما بعدها –  ، وإنما ظهر لها قرن في وقتنا لدعم النصارى لها  وتبني قادة سياسيين لآرائهم ودعمهم ،  فثلا مؤتمر الشيشان قبل سنة من الآن يوم الخميس( ٢٢/ ١١/ ١٤٣٧هـ ) الموافق ( 25 أغسطس 2016م ) تحت عنوان”من هم أهل السنة؟”  الذي عقد في الشيشان، تحت رعاية الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف ، وقد حضر هذا المؤتمر شيخ الأزهر في وقته  وجمع من المفتين وأكثر من ( 200 ) شخص ( عالم )  وكان من أبرز توصياته :

( أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية، ومنهم أهل الحديث المفوضة في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في الفقه ( في كلمة شيخ الأزهر المعتدلون من الحنابلة !!! ) ، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقاً وتزكية على طريقة سيد الطائفة الإمام الجنيد ومن سار على نهجه من أئمة الهدى ).

وفي كلمات بعض المؤتمرين بعد المؤتمر ، قد أخرجونا ( السعودية )  من أهل السنة والجماعة صراحة …

كتب الدكتور محمد بن إبراهيم بن حسن السعيدي* مقالا حول هذا المؤتمر منشور في موقعه الرسمي ومن المهم الرجوع لكامل المقال  :   (http://www.mohamadalsaidi.com/?p=5290 ) ومما قال …

والحقيقة :أن المؤشرات عديدة ومتضافرة على أن الهدف من هذا المؤتمر عكس ذلك ، بل هو مؤتمر تآمري على العالم الإسلامي وعلى المملكة العربية السعودية بشكل خاص ، يقع ضمن العديد من التحركات الغربية لقتل كل مظاهر يقظة الشعوب الإسلامية إلى حقيقة دينها ، وإعادة العقل المسلم إلى حضيرة الخرافة وتسلط الأولياء [المزعومين] وسدنة القبور وعقيدة الجبر على حياة الناس وعباداتهم . وفي هذا المقال سوف أشير إلى هذه المؤشرات ، أما الجواب عن سؤال المؤتمر الذي دُعِي من أجل الإجابة عنه عشرات العلماء من مختلف دول العالم الإسلامي ، فإن كتاب الله وسنة رسوله قد بينا هذا الأمر بما هو أشد وضوحاً من الشمس في رائعة النهار ، ولو سَلِمَت القلوبُ من الأهواء ، واستسلمت للوحيين لوجدوا فيهما ما يغني عن كل هذه الضوضاء ، وصدق الله:(ما فرطنا في الكتاب من شيء).
من المؤشرات على فقدان هذا المؤتمر للنزاهة ، أو إرادة تحقيق ما أعلنوا عنه من أهداف : عدمُ دعوةِ أيٍ من المؤسسات العلمية الشرعية في المملكة العربية السعودية للمشاركة في هذا المؤتمر ، الأمر الذي يُنبئ بطريقة غير مباشرة : بأن من أهداف المؤتمر الحقيقية عزل السلفية عن أهل السنة ، أو بمعنى أصرح وأوضح إخراج السلفية من دائرة أهل السنة والجماعة ، وهو مَطلَبُ سعت إليه الدعاية الصفوية التي طالما ردَّدَت :أنها ليس لها موقف من أهل السُّنَّة والجماعة وإنما خلافها مع السلفية التي تُسَمِّيها الدعاية المعادية لمنهج السلف: [الوهابية] وما ذلك إلا سعياً وراء عزل السلفية عن أهل السنة ، وللأسف فإن ما فشلت فيه إيران يُحاول أن ينجح فيه الآن عشرات من أبناء الفرق المنتسبة إلى أهل السنة الذين جاء البيان المنسوب إليهم في المؤتمر والمتداول في مواقع التواصل بحصر أهل السنة في العقيدة بأتباع أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي صريحاً في استبعاد أتباع السلف رضي الله عنهم من دائرة أهل السنة والجماعة .
ولذلك فإن منظمي المؤتمر لم يَدْعُو من علماء السعودية إلا نفراً يسيراً من طلبة العلم الذين عُرِفوا بنقدهم للمنهج السلفي الذي بُنِيَت عليه الدولة السعودية ، أو ممن لهم انتماءات صوفية أو أشعرية ، أما علماء ودعاة المنهج السلفي في السعودية فحسب علمي لم تُوَجَه الدعوة لأحد منهم .
وكذلك لم أر حاضراً في المؤتمر أي من السلفيين المصريين بمختلف توجهاتهم ، ولا السلفيين في بلاد المغرب العربي ، ولا السلفيين في اليمن ولا السلفيين من الدول غير العربية ممن ينتشر فيها حَمَلَةُ منهج السلف كنيجيريا ومالي والسنغال والهند وباكستان .

إذاً فاستبعاد السلفيين من المؤتمر أمرٌ مقصود ، وليس خطأ عفوياً غير متعمد . … الخ )

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

اترك تعليقاً