من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين وثمان و أربعين ( 248 ) في تعداد الجمع ، والخامسة والأربعين ( 45) في عام ( 1438هـ ) وتوافق ( 19/ 11 / 1438 هـ ) بحسب التقويم .
ولد ثوماس إدوارد المعروف لدى أسرته باسم ” نيد ” في الساعات الأولى من يوم السادس عشر من ” آب 1888 م ” في بيت مستأجر من قبل والديه يقع في ضواحي مدينة ثلامادوك بمقاطعة كارنارفونشير ” (الإيرلندية)” وانتقلت به أسرته إلى كيركودبرانت في اسكُتلندا عندما كان عمره ثلاثة عشر شهرا فقط ، وكان شقيقه مونتاغو روبرت الملقب ب ” بوب ” يكبره بثلاث سنوات ، وولد للأسرة طفل آخر سمته ويليام جورج بعد استقرارها في اسكتلندا بوقت قصير . ( فالأولاد الأكبر بوب طبيب ، وويل “ويليام” وفرانك قتلا في الحرب العالمية الأولى والأصغر أرنولد أستاذ جامعي للآثار في جامعة كمبريدج وثوماس هذا من نتحدث عنه اليوم أبوه مات عام 1919 وأمه ماتت 1959 م عن عمر 98 سنة . ))
وقبل أن يبلغ ” نيد ” الثالثة من عمره عرض المنزل الذي كانت تسكنه الأسرة في كيركودنرايت للبيع من قبل صاحبه ولذلك كان على الأسرة الانتقال ثانية فمكتث الأسرة وقتا قصيرا في جزيرة “الإنسان ” ,( قال غيره جزيرة ” مان ” الرجل )” ثم رحلت إلى جيرسي في مقاطعة بريتاني ( وقال غيره مقاطعة جوسي ، ثم لفرنسا ثم لبريطانيا مرة ثانية ) وفي عام ” 1891 م” استأجرت منزلا منعزلا دعي باسم ” شاليه دو فالون ” في بلدة دينارد ” وهناك بدأ ثوماس إدوارد لورنس أول استطلاع له للعالم الخارجي خارج وطنه . ” جيرمي ولسون” لورنس العرب السيرة الذاتية ” . ترجمه محمد نجار . ما بين ( ) ليس من قوله ” .
في كتاب ” لورنس لغز الجزيرة العربية ” ذكر أن الطلاب كانوا يتجنبونه لما في حياة أسرته الخاصة من العلاقة غير الشرعية بين الأب والأم ( وكانت العلاقة الشرعية مقدسة في ذلك الوقت ” لأن لأب لم يطلق الزوجة الشرعية لرفضها الطلاق !! فكان على علاقة مع مربية بناته الأربع من زواجه الشرعي ! وهجر زوجته ووطنه مع المربية وأنجب منها خمسة ذكور …)
إنها بداية حياة ما عرف بعد باسم : ” لورنس العرب ” وفي خزانتي كتب عنه :
” جيرمي ولسون له : ” لورنس العرب السيرة الذاتية ” . ترجمه محمد نجار وطبعته الأهلية للنشر والتوزيع الأردن الطبعة الأولى 2000 م .
“آنتوني ناتنغ و لويل ثوماس لهما” : “لورنس لغز الجزيرة العربية ” مكتبة المعارف بيروت بدون ذكر المترجم ( 1407 – 1987 ) . وذكر في هذا الكتاب أن لورنس هذا ابن ثان ٍغير شرعي للسير توماس روبرت تشابمان الذي غير اسم أسرته إلى لورنس بدل تشابمان . وكنت قرأته قديما ووضعت عليه عدة تعليقات في أشياء لم تعجبني من المترجم ” الذي لا أعرفه ” وكان رأيي مستنداً إلى ما كتبه الشيخ علي الطنطاوي -عليه رحمات الله – في مذكراته التي قرأتها مزامنة مع قراءة هذا الكتاب في عام ( 1416 هـ ) -والحمد الله- وكتبت على غلاف هذا الكتاب اقرأ مذكرات الطنطاوي الجزء الثالث من ص 99 وما بعدها قبل قراءة هذا الكتاب حين تكلم عن خط الحجاز الحديدي ).
” زهدي الفاتح ” له : لورنس العرب على خطى هرتزل تقارير لورنس السرية .
وللورنس كتب أهمها من وجهة نظري ” أعمدة الحكمة السبعة ” ترجمة محمد نجار ، وطبعته الأهلية للنشر والتوزيع الأردن الطبعة الأولى 1998 م .
في الغلاف الخارجي لكتاب أعمدة الحكمة السبعة : كان أول ظهور لهذه الكلمة في الإنجيل ، وقد اقتبسها المؤلف لأنه كتب أو نشر أجزاء من هذا الكتاب في سبع مدن منها عمَّان وجدة ولندن ونيويورك ، وطبع كاملا بعد وفاته عام ( 1935 ) قال عنه : إنه ليس بمذكرات أو يوميات إنما عبارة عن ” تذكرات” .
أثير حوله الكثير من الجدل بل حتى الهجوم الحاد عليه أحيانا … ا.هـ
قال الطنطاوي في مذكراته في الجزء الثالث ص ( 100) طبعة دار المنارة :
( … وكلما قرأت في مذكراته التي سماها “أعمدة الحكمة السبعة” ، وقبحها الله من حكمة ، أعمدتها سبعة بعدد أبواب جهنم ، كلما قرأت أخبار نسف الخط ، وقتل “الوليد ” الجميل الذي لم يتجاوز عمره عشر سنين وحراسه وموظفيه من الأتراك المسلمين ، إخواننا في الدين ، كلما قرأتها أو ذكرتها أحس بالألم يحز في قلبي، وأرى الدمع يقطر من عيني .
خاطرة قال أبو حكيم : ” لو كان الأمر إليّ لألزمت كل شاب في الثانوية بقراءة مذكرات الطنطاوي ”
قال الكاتب الروسي : ” إلكسي فاسيلييف ” في كتابه : تاريخ العربية السعودية : أما لورانس فإنه يشغل مكانة خاصة، لقد كان ضابطا للاتصال عند شريف مكة إبان انتفاضة عرب الحجاز ضد الأتراك. وبعد الحرب العالمية الأولى احتاجت الدعاية البريطانية الرسمية إلى أبطال فجعلت من لورانس واحدا منهم. وزادت من أمجاده مؤلفاته التي كتبها بومضات أدبية لا جدال في قيمتها. ولكن تلك لم تكن مؤلفات عن جزيرة العرب والانتفاضة العربية ضد الأتراك بقدر ما كانت مؤلفات بقلم لورنس عن دوره شخصيا في هذه الانتفاضة ، وليس دوره الفعلي طبعا، بل الصورة التي تخيلها عبر منظار الغرور الذي كان يعاني منه. لذا، لم تكن لمؤلفاته أهمية علمية كبرى.
مات أو قتل لورنس بحادث سير دراجة بخارية عام ( 1935 م ) .