من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين وأربعين (240) في تعداد الجمع ، والسابعة والثلاثين (37 ) في عام ( 1438هـ ) وتوافق ( 21 / 9 / 1438 هـ ) بحسب الرؤية و التقويم
الحمد الله على نعمه ، بلغنا العشر من رمضان اللهم وفقنا لليلة القدر واجعلنا من المقبولين
رمضان شهر القرآن فهذه معلومات سريعة عن بعض ما نسمع مما يتعلق بالقرآن الكريم
مثلا يقسم القرآن أربعة أقسام : الطوال والمئين والمثاني والمفصل ، فالطوال سبع :البقرة ، وآل عمران، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف والسابعة ، قيل هي الأنفال وبراءة معا لعدم الفصل بالبسملة ، وقيل هي يونس .
أما المئون فهي : ما زادت آياتها عن مائة أو قاربتها .
والمثاني هي : التي تليها في عدد الآيات ، وسميت بذلك لأنها تثنى وتكرر في القراءة أكثر من الطوال والمئين .
والمفصل قيل : من أول ” ق ” وقيل من أول ” الحجرات ” وقيل غير ذلك ، وأقسامه ثلاثة : طواله وأوساطه وقصاره ، فطواله من ” ق ” أو ” الحجرات ” إلى ” عم ” أو البروج . وأوساطه من ” عم ” ، أو ” البروج ” إلى ” الضحى ” . أو إلى ” لم يكن البينة “
وقصاره من ” الضحى ” أو ” لم يكن ” إلى آخر المصحف ، على خلاف في ذلك . وسمي بالمفصل لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة . قال أبو حكيم : ففي الأجزاء الثلاثة الأخيرة ( سبع وخمسون سورة ) نصف تعداد سور المصحف .
ومما يحسن معرفته، معنى نزول القرآن على ” سبعة أحرف ” للعرب لهجات مختلفة وأفصحها قريش فنزل بلغتهم على الرسول القرشي صلى الله عليه وسلم ، وكان صلى الله عليه وسلم ربما قرأ السورة على صحابي بحرف وقرأها على آخر بحرف آخر ومن ذلك ما حصل مع عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما في المتفق عليه وكان من خبره كما في صحيح البخاري بسنده (حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَقُلْتُ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ قَالَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ كَذَبْتَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسِلْهُ اقْرَأْ يَا هِشَامُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ اقْرَأْ يَا عُمَرُ فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) . والأحاديث في ذلك مستفيضة استقرأ معظمها ابن جرير في مقدمة تفسيره وذكر السيوطي أنها رويت عن واحد وعشرين صحابيا .
أما معنى ( سبعة أحرف ) فقد اختلف في تفسيرها العلماء قال ابن حيان صاحب البحر المحيط : ” اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ” وقال السيوطي صاحب الاتقان : اختلف في معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولا “
وكثير من هذه الأقوال تتداخل . ومن المعاني :قول أبي عبيد : ” ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات بل اللغات السبع مفرقة فيه ، فبعضه بلغة قريش ، وبعضه بلغة هذيل ، وبعضه بلغة هوازن ، وبعضه بلغة اليمن . وغيرهم وبعض اللغات أسعد به من بعض وأكثر نصيبا ” وقيل معنى الأحرف السبعة غير ذلك والله أعلم .
ومن اللغات التي قيل إنه نزل فيها لغة ( قريش ، وثقيف ،وهوازن ، وكنانة ، وتميم ، واليمن ، وقيل الأزد ، وربيعة وسعد بن بكر ) وقيل غير ذلك .
وربما سمعنا من بعض القراء قراءة تختلف عما تعودنا عليه من قراءة حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي عن عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن حبيب السُّلَمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم .
والقراءات : مذهب من مذاهب النطق في القرآن يذهب به إمام من الأئمة القراء مذهبا يخالف غيره .
وفي طبقات القراء ذكر الذهبي أن المشهورين بإقراء القرآن من الصحابة سبعة وهم : عثمان، وعلي ,وأبي، وزيد بن ثابت ، و أبو الدرداء ، وأبو موسى الأشعري . رضي الله عنهم . وأخذ عنهم خلق من الصحابة ومن التابعين ، حتى كان رأس المائة الأولى تجرد قوم واعتنوا بضبط القراءة عناية تامة ، حين دعت الحاجة لذلك وجعلوها علما كما فعلوا بعلوم الشريعة الأخرى حتى صاروا أئمة يقتدى بهم .
والأئمة السبعة الذين اشتهروا من هؤلاء في الآفاق ( أبو عمرو ، ونافع ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وابن عامر وابن كثير ) . وبقية العشرة هم : ( أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني ، ويعقوب بن اسحاق الحضرمي ، وخلف بن هشام )
اختيار القراء السبع كان من علماء المائة الثالثة وإلا فأهل الضبط والإتقان والثقة كثير .
على رأس المائتين كان الناس بالبصرة على قراءة ابن عمرو ويعقوب ، وبالكوفة على قراءة حمزة وعاصم ( وهو ما نحن عليه في الجزيرة حرسها الله وطبع على عد آيها مصحف مجمع الملك فهد رحمه الله حيث عدهم ( 6236 ) آية . ، وبالشام على قراءة ابن عامر ، وبمكة على قراءة ابن كثير وبالمدينة على قراءة نافع . فلما كان على رأس المائة الثالثة أثبت أبو بكر بن مجاهد ( مقرئ أهل العراق ، وممن ألفوا في هذا الفن وكان من المتقنين وتوفي سنة 324 هـ رحمه الله ) أثبت اسم الكسائي وحذف منهم اسم يعقوب .
وسبب الاقتصار على هؤلاء السبعة مع وجود غيرهم ممن هو أجل قدرا منهم أو مثلهم ، هو أن الرواة عن الأئمة كانوا كثيرا جدا فلما تقاصرت الهمم اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به ، فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة ، وطول العمر في ملازمة القراءة والإتقان على الأخذ عنه فأفردوا من كل مصر إماما واحدا ، ولم يتركوا مع ذلك نقل ما كان عليه الأئمة غير هؤلاء من القراءات ولا القراءة بها كقراءة يعقوب الحضرمي ، وأبي جعفر المدني ، وشيبة بن نصاع وغيرهم .
قال أبو حيان الأندلسي الغرناطي صاحب البحر المحيط : ( …..واشتهر عن اليزيدي عشرة أنفس فكيف يقتصر على السوسي والدوري وليس لهما مزية على غيرهما لأن الجميع مشركون في الضبط والإتقان والاشتراك في الأخذ . قال : ولا أعرف لهذا سببا إلا ما قضى من نقص العلم ) .
ما سبق مأخوذ ملخصا من كتاب مباحث في علوم القرآن لمناع القطان رحمه الله