الجمعة الثانية والعشرين / الثاني من جمادي الثاني 1434هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثانية والعشرين من عام 1434 هـ الجمعة ( 2 / 6 / 1434 هـ )

قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله  ولعل شهرته تغني عن التعريف به في كتابه ( فكر ومباحث ) جمع فيه ( 25 ) مقالة نشرها في مجلة الرسالة الشهيرة  انتقيت لكم منه هذه المقالة ملخصة وقد نشرها في عام 1947 م

شواهد الشوارد

سألني سائل عن بيت :

فما كان قيس هلكه هلك واحد      ولكنه بنيان قوم تهدما

لمن هو ؟فقلت : لعبدة بن الطبيب واسم الطبيب : يزيد بن عمرو وهو شاعر مخضرم عرف بقصيدة رثى بها قيس بن عاصم المنقري

قال الطنطاوي : وكنت واليت البحث عن أمثاله من الأبيات الشاردة حتى اجتمع لي طائفة صالحة تملأ مجلدة لطيفة فرأيت أن أنسب بعضها في الرسالة  من ذلك :

1 – لا تنه عن خلق وتأتي مثله   عار عليك إذا فعلت عظيم

للمتوكل الليثي وهو شاعر إسلامي كان يمدح معاوية رضي الله عنه وابنه يزيد ·

2 – أخاك أخاك إن من لا أخا له       كساع إلى الهيجاء بغير سلاح

لمسكين الدارمي وهو : ربيعة بن عامر بن أنيف قدم على معاوية رضي الله عنه وسأله أن يفرض له فأبي فخرج من عنده وهو يقول هذا البيت · 

3 – العبد يقرع بالعصا   والحر تكفيه الإشارة

لأبي الأسود الدؤلي  وقبله

أعصيت أمر أولى النهى    وأطعت أمر ذوي الجهالة

أخطأت حين حرمتني      والمرء يعجز لا محالة

4 – فعين الرضا عن كل عيب كليلة   كم أن عين السخط تبدي المساويا

لعبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب وفي القصيدة البيت

كلانا غني عن أخيه حياته      ونحن إذا متنا أشد تغانيا

ونسب أبو علي القالي في أماليه هذا البيت لغيره    والله أعلم

 

5 – فإن كنت مأكولا فكن خير آكل     وإلا فأدركني ولما أمزق

لشاس بن نهار من قصيدة قالها لعمرو بن المنذر  بن امرئ القيس بن النعمان وهو عمرو بن هند وهند أمه وهي عمة لامرئ القيس الشاعر   وذكر أن عثمان  رضي الله عنه تمثل بهذا البيت  وبه سمي الممزق ( بفتح الزاي )

6 – كناطح صخرة يوما ليوهنها    فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل 

  ( يضرها ) بفتح الياء وكسر الضاد وسكون الراء

للأعشى الكبير   وفي كتاب (  المؤتلف والمختلف ) للآمدي ذكر ( 17 )  شاعرا يعرفون بالأعشى وإذا أطلق انصرف إلى أكبرهم صاحب ( ودع هريرة إن الركب مرتحل      وهل تطيق وداعا أيها الرجل )

  ومنها :

ألست منتهيا عن نحت أثلتنا     ولست ضائرها ما أطت الإبل

( أثلتنا ) أصل النسب

ومنها :

قالوا : الطراد!  فقلنا : تلك عادتنا   أو تنزلون فإنا معشر نُزُل ( بضم النون والزاي )

7 – عقم النساء فلم يلدن شبيهه      إن النساء بمثله عقم 

لأبي دهبل ( وهب بن زمعة الجمحي  مدح معاوية وابن الزبير رضي الله عنهما وولاه ابن الزبير عملا في اليمن

ومن قصيدته :

نزر الكلام من الحياء تخاله    ضمنا وليس بجسمه سقم

نزر : بفتح النون وسكون الزاي : قليل

ضمنا : بفتح الضاد وكسر الميم مثل :  زمن وزنا ومعنى  وهو : المرض أي مريضا

 

8 – وكنا كندماني جذيمة حقبة     من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

لمتم بن نويرة  في رثاء أخيه مالك  وقد تمثلت عائشة رضي الله عنها بهذا البيت لما وقفت على قبر أخيها عبدالرحمن رضي الله عنه

9 – وما طلب العيشة بالتمنى      ولكن ألق دلوك في الدلاء

لأبي الأسودالدؤلي قاله لابنه أبي حرب لما قعد عن التكسب وقال رزقي يأتيني

10 – عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه    فكل قرين بالمقارن يقتدي

لعدي بن زيد العبادي

11 – إذا لم تستطع أمرا فدعه    وجاوزه إلى ما تستطيع

لعمرو بن معدي كرب

12 – تمتع من شميم عرار نجد    فما بعد العشية من عرار

للصمة بن عبيد القشيري شاعر إسلامي غزلي مجيد

13 – إن القلوب  إذا تنافر ودها     مثل الزجاح كسرها لا يشعب

لصالح عبدالقدوس   من قصيدة فيها :

فدع الصبا فلقد عداك زمانه     واجهد فعمرك مر منه الأطيب

ذهب الشباب فما له من عودة    وأتى المشيب فأين منه المهرب

14 – تمسك إن ظفرت بذيل حر      فإن الحر في الدنيا قليل

 لأبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفيروز أبادي وقبل هذا البيت :

سألت الناس عن خل وفي    فقالوا : ما لهذا سبيل

15 – حسن قول (نعم ) من بعد (لا )     وقبيح قول ( لا ) من بعد ( نعم )

للمثقب العبدي  وهو عائذ بن محصن بن ثعلبة  شاعر جاهلي  و قيل اسمه شاس بن عائذ وقيل غير ذلك

16 – من ذا الذي ما أساء قط    ومن له الحسنى فقط

للحريري من المقامة الشعرية  ومنها

سامح أخاك إذا خلط       منه الإصابة بالغلط

وتجاف عن تعنيفه      إن زاغ يوما أوسقط

وأعلم بأنك إن طلبت    مهذبا رمت الشطط

17 – أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته    ومدن القرع للأبواب أن يلجا

لمحمد بن بشير الرياشي شاعر عباسي  ما جن  ظريف هجاء

وقبل هذا البيت

لا تيأسن وإن طالت مطالبة    إن استعنت بصبر أن ترى الفرجا

إن الأمور إذا انسدت مسالكها  فالصبر يفتح منها كل ما ارتتجا

18 – من راقب الناس مات غما     وفاز باللذة الجسور

لسلم الخاسر بن عمرو بن حماد وسمى الخاسر لما قيل إنه  باع مصحفا كان له واشترى بقيمته ( طنبورا ) طبلا

19 – فلا وأبيك ما في العيش خير     ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

ذكره أبو تمام في الحماسة ولم ينسبه

20 – أضاعوا وأي فتى أضاعوا     ليوم كريهة وسداد ثغر

لعبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان رضي الله عنه  شاعر اسلامي حجازي

21 – وإنما أولادنا بيننا     أكبادنا تمشي على الأرض

لحطان بن المعلى شاعر إسلامي من شعراء الحماسة

 

22 – ومن لم يمت بالسف مات بغيره     تعددت الأسباب والموت واحد

لابن نباته ( بضم النون ) السعدي عاصر المتنبي

23 – ما لي سوى قرعي لبابك حيلة    فلئن رددت فأي باب أقرع

لأبي القاسم عبدالرحمن الخطيب الأندلسي  توفي أواخره القرن السادس الهجري بمراكش

قال أبو حكيم عفى الله عنه : وقد أورد الشيخ ( 64 ) من الأبيات مع ما يناسبها وما يتممها  ذكرت منها قريبا من الثلث والثلث كثير   

والله تعالى أجل وأعلم وصلى إلهي على حبيبي وسلم تسليما ومن سلك الدرب واتبع حتى يلقى ربه وهو على المنهج متبع

اترك تعليقاً