من مختارات أبي حكيم في الجمعة المئتين وتسع وعشرين (229) في تعداد الجمع ، والسادسة والعشرين(26 ) في عام ( 1438هـ ) وتوافق ( 3 / 7 / 1438 هـ ) بحسب التقويم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : 28 من ربيع الآخر 1394هـ = 20 من مايو 1974م: انضمام جمهورية الصومال إلى جامعة الدول العربية، وقد استقلت أرض الصومال عن الإدارة الإيطالية في 1 يوليو 1960م، واتحدت المنطقتان في 26 يونيو 1960، وشكلتا الجمهورية الصومالية، وحصلت على عضوية الأمم المتحدة في 20-9-1960م
( الصومال ) احتلها (البريطانيون ) عام ( 1302هـ، 1884م ) ، وأنشأوا في الجزء الشمالي منها محمية عرفت باسم ( الصومال البريطاني ). كما احتلها (الإيطاليون) عام( 1307هـ، 1889م ) ، وأنشأوا على ساحلها الشرقي محمية عرفت باسم (الصومال الإيطالي ). وفي عام (1360هـ،1941م ) احتل ( البريطانيون ) الصومال الإيطالي إلا أن (الإيطاليين) استعادوا سيطرتهم مرة أخرى على محميتهم عام (1370هـ،1950م ). استقلت الصومال من الاحتلال الأجنبي عام ( 1960 م ) ولكن كعادة البريطانيين لا يتركون بلداً بدون زرع مشكلة فيه ، والصومال بلد عربي انضم لجامعة الدول العربية كما يقول الدكتور (راغب السرجاني ) في قصة الإسلام : (28 من ربيع الآخر 1394هـ = 20 من مايو 1974م: انضمام جمهورية الصومال إلى جامعة الدول العربية، وقد استقلت أرض الصومال عن الإدارة الإيطالية في 1 يوليو 1960م، واتحدت المنطقتان في 26 يونيو 1960، وشكلتا الجمهورية الصومالية، وحصلت على عضوية الأمم المتحدة في 20-9-1960م )
قال أبو حكيم : ضربها الله -بحكمته – بمجاعة هائلة في أيامنا هذه والأخبار تتوالى عن تفاقم المشكلة وتشعبها وزديادها – نسأل الله تعالى أن يحفظ إخوتنا وأن يسهل عليهم أمرهم بعد الشدة ، فالصومال من عام ( 1991 )بعد سقوط الحكومة دخلت في دوامة صراع مرير نسأل الله تعالى أن يعجل الفرج لهم ، وكنت أبحث عن الصومال فخطر السؤال على بالي : متى دخل الإسلام للصومال ؟ : فرجعت رجعة عجلى إلى (أطلس الفتح الإسلامي ) للمغلوث فلم أجد شيئا عنها ، ثم استعنت بشوقي أبو خليل في ( أطلس التاريخ العربي الإسلامي ) فوجدته قد تكلم عن الصومال في ص ( 5 ) في خريطة الهجرات العربية القديمة وقال ( هجرات هيكسوس إلى مصر وعرب إلى الصومال والحبشة ) . ثم في ص ( 6 ) ( خريطة تجارة مصر القديمة فقال : ( تجار مصر مع بونت ( بلاد الصومال ) ، ثم جاء ذكرها في ص ( 27 ) في (خريطة التجارة عند الدول العربية القديمة في اليمن ) ثم في ص ( 65 ) في خريطة ( المماليك والصفويون والدولة العثمانية ) ثم في ص ( 69 ) في خريطة الدولة العثمانية في أقصى اتساعها ) . ثم في ص ( 81 ) في خريطة ( سلطنة البوسعيد ) قال أبو حكيم : أجداد السلطان قابوس في عُمان اليوم ، ثم في ص ( 87 ) في (خريطة الاستعمار الأوربي للدول العربية وجزء من الصومال كان محتلا من قبل إيطاليا والآخر من قبل بريطانيا ) . ثم في ص ( 89 ) في خريطة طريق التجار المسلمين والدعاة ، ثم في ص ( 90 ) ظهرت أسفل خريطة الدول العربية في شبه الجزيرة العربية ، ثم في ص ( 92 ) رسم تخيلي للحاج ( فرح عمر ) وكتب تحتها : تذكره الصومال بالفخر والاعتزاز . ( ولم أجد الجواب على سؤالي !! ) .
وكتب ( بن علمي ) في مدونته على الشبكة ما نصه (القارئ والباحث عن المواضيع التاريخيه المتعلقة بالصومال يلاحظ تباين وجهات النظر فيما يتعلق بالتوثيق التاريخي ، حتى مسألة دخول الإسلام في الصومال ، فالمؤرخين اختلفوا في تحديد الزمن الذي دخل الإسلام في الصومال .
ولكن في موضوعي هذا أخذت من بعض الكتب التي قرأتها والبحوث التي وجدتها ، من الكتب مثل كتاب ” الإسلام في الصومال ” للأستاذ عبدالرحمن النجار ، أيضا هناك مقالات منشوره في مواقع كثيرة تتحدث عن الإسلام في الصومال مثل مقال ” تاريخ دخول الإسلام الى الصومال ” للكاتب حسن البصري .
” متى وصل الإسلام الى الصومال ؟ ” هذا السؤال رغم تشعب الجواب إلى أنه يجب التطرق للموضوع بطريقة مختصرة كي يستفيد القارئ ، أما الجواب عن السؤال كالتالي :
يقول المؤلف الأستاذ عبدالرحمن النجار في كتابة : ” الإسلام في الصومال ” تعددت أقوال الباحثين والمؤرخين في تحديد الزمن الذي وصل فيه الإسلام إلى الصومال، ويورد الباحثون ثلاثة آراء :
الرأي الأول :
أن الصومال عرفت الإسلام منذ حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، حينما هاجر الصحابة إلى أرض الحبشة بقيادة جعفر بن أبى طالب رضي الله عنه، بناء على أن الهجرة كانت عن طريق باب المندب .
الرأي الثاني :
وصل الإسلام الى الصومال في القرن الأول الهجري ، أبان حكم الخليفة عبدا لملك بن مروان ، حيث توجهت جيوشه الى تلك المنطقة بقيادة الأمير موسى بن جعشم .
الرأي الثالث :
دخل الإسلام الى الصومال في النصف الأول من القرن الثاني الهجري ، عندما هاجرت مجموعات من الطوائف الإسلامية هاربةً من الاستبداد والجور والظلم السياسي من الخلافة الأموية مثل هجرة جماعة زيديه من اليمن الى ساحل بنادر بالقرب من مقديشو بعد مقتل الإمام زيد بن علي .
دروس وفوائد :
بعد قراءتي وبحثي عن تاريخ دخول الإسلام الى الصومال وجدت بعض الملاحظات التي سميتها ب ” دروس وفوائد ” وهي كالتالي :
1- دخل الصوماليون في الدين الإسلامي دون حرب أو قتال .
2- الصوماليون عرفوا الإسلام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم عند هجرة الصحابة الى الحبشة ، وهذا الرأي هو الارجح .
3- الرأيين الثاني والثالث يؤكد ان الإسلام وصل الى الصومال في وقت مبكرا ، وفي القرون الأولى ، وتلك القرون هي أفضل القرون أخيرهم ، وقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ” .
4- نستشف من الرأي الثاني أن الصومال كانت مهمة بالنسبة للخلافة الأموية ، حيث وجه الخليفة عبدالله بن مروان جيوشه الى الشاطئ الإفريقي وبقيادة الأمير موسى بن جعشم ، وذلك الاهتمام يؤكد مكانة الصومال عند الخلافة والمركز في الرقعة الإسلامية الكبيرة .
5- هجرة المجموعات من الطوائف الإسلامية في القرن الثاني الهجرة الى الصومال هربا من الاضطهاد والاستبداد نفهم منه أن الصومال كانت ملجئ لكل خائف وطارئ ، وأن الأمة الصومالية تحمي من يلجا إليها ، ولا تسلمها الى أعدائها مهما كان ذلك العدو .
6- اليمن وبالتحديد باب المندب كان بوابة العبور الأهم الى الصومال ، وتلك البوابة لم تكن مجرد بوابة وإنما كانت جسر تواصل بين الشعبين ، حتى إنها كانت السبب في الاندماج الذي حصل بين اليمنيين المهاجرين والسكان الصومالي .
7- احتضنت الصومال جماعات من المذهب الزيدي بعد مقتل الإمام زيد بن علي ، وهذا نستشف منه أن المذهب الزيدي لم ينجح في الصومال.
8- ساحل مدينة بنادر بالقرب من مقديشو كان ميناء مشهورا ، وإلا لما كانت تلك الجماعات الإسلامية دخلت منها ، فالإنسان بطبعه يبحث أن أفضل الطرق الآمنة لهجرته ، وهذا يدل على مكانة المدينة التاريخية .
ولمزيد معرفة عن حال الصومال وقبائلها راجع هذه المدونة لابن علمي
وهذا مقال جيد وشامل في موقع صيد الفوائد بعنوان ( الصومال الجرح المنسي ) د. خالد سعد النجار. يحكي فيه واقع الصومال في سنواته الأخيرة ( والمحاكم الشرعية وما قصتها ومن أنشأها … الخ