من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثامنة والستين ( 68 ) في تعداد الجمع والجمعة السابعة عشرة ( 17 ) من عام 1435 هـ وتوافق (1435 / 4 / 28 ) بحسب التقويم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أيها السعداء بالإسلام ، أبشروا فأنتم من أهل الاصطفاء حيث كنتم على دين الإسلام (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ …) آل عمران 19 – وسماكم بهذا الاسم أبو الأنبياء وخليل الرحمن وأبونا إبراهيم صلى الله عليه وسلم ففي الحج: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) (78) ( سمعنا وطاعة ربنا ) وقد وفقتم لدين حُرمه كثير من الناس – وهذا وربي من فضل ربي – اللهم لا حور بعد الكور ، وثبتنا حتى نلقاك على توفيق ورضى منك .
حول هذا سندندن اليوم بإذن المولى :
هذا الدين محفوظ بحفظ مصدره ففي الحجر آية ( 9 ) (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) وباق ببقاء ما يفسره من حديث رسول الله صلى الله عله وسلم ، وللشيخ سلمان بن فهد العودة محاضرة عام ( 1412 هـ ) بعنوان التفسير النبوي للقرآن وهذا رابطها :
وقام المكتب العلمي بموقع الإسلام اليوم بإعدادها في كتيب لمن أراد الزيادة منها .
هذا الدين ما اتصل به من شيء ( فقبله ) إلا رفعه الله فتأملوا معي : (غار حراء وغار ثور ) أين سمعتهما قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن يعرف ( بدر ) بين تلك الأجبل في نأي من الأرض قبل المعركة المشهورة ، ومن كان يحب جبل أحدٍ كما نحبه الآن لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم له كما جاء في الصحيحين ( أحد جبل يحبنا ونحبه ) ومن يعرف جبيل (عينين ) – بكسر العين – قبل أن يتسمى في الإسلام ( بجبل الرماة ) وأين ( تبوك ) وهي عين تبض ماءا قليلا حتى وقعت عليها بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت ثرة الماء وفي الحديث (يوشك يا معاذ إن طال بك عمر أن ترى ما هاهنا قد ملئ جناناً ) فسبحان من علمك ، وكذا في البشر ففي المستدرك على الصحيحين للنيسابوري : عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : ” السَّبَّاقُ أَرْبَعَةٌ : أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسَ ، وَبِلَالٌ سَابِقُ الْحَبَشِ .( والصحابة الثلاثة كانوا مملوكين .
قال صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي في كتابه ( الوافي بالوفيات ) ويقع في ( أربعة وعشرين مجلدا ) طبعة دار الكتب العلمية قال في الجزء ( 19 ) ص ( 251 ) وما بعدها : ( بتصرف يقتضيه الحال ) ( 12210 ) الأنصاري الصحابي : مُحيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي أبو سعد الخزرجي : يعد في أهل المدينة ، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل فدك ( قلت فدك واحة قرب خيبر ، وزعموا أنها تتبع لحائل إداريا اليوم – والله أعلم – ) يدعوهم إلى الإسلام ، وشهد أحدا ، والخندق وما بعدها من المشاهد وهو أخو (حويصه) وعلى يد ( مُحيصة ) أسلم (حويصة) وهو أكبر من ( محيصة) و( محيصة) أفضل وأنجب رضي الله عنهم .
ولما كان من خبر (كعب الأشراف اليهودي ) وأذيته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بشعره وسعيه قال صلى الله عليه وسلم : (من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه ) فوثب (محيصة) على ( ابن سنينة ) تاجر من تجار اليهود فقتله مع ما كان بينهم من التجارة ، فجعل (حويصة الأكبر ) قبل إسلامه : يضرب أخاه و يقول: أي عدو الله ، قتلته ؟! أما والله لرب شحم في بطنك من ماله .
فقال محيصة : أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك ، قال : آلله ، لو أمرك بقتلتي لقتلتني ؟! فقال : نعم ، والله لو أمرني بقتلك لقتلتك ، فقال حويصة : إن دينا بلغ بك هذا لعجب !! فأسلم حويصة على يد أخيه .
وإذن أيها الكرام : هديتم لدين والمنة لله وحده فاسألوه التثبيت عليه ومن وسائل الثبات العمل له فهي من الباقيات الصالحات المدخرات ( ومن عرف الله في الرخاء عرفه في الشدة ) -اللهم اجعلنا منهم – الرابح في الأخير أنتم وفي محكم التنزيل من سورة محمد : (هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ) (38)
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .