السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الصحفي والمدرب ( منصور بن عبدالجليل القطري * ) كتب مقالات في الصحف السعودية وجمع بعضا منها( 32 مقالا ) في سفر واحد وسماه ( فضل السكوت ولزوم البيوت ، أوراق جريئة لتفعيل المجتمع ) ، ومع أني لا أوافقه في بعض طرحه إلا أنه استوقفتني ( لغة الأرقام الواردة في ثنايا بعض مقالات الكتاب فأحببت أن تشاركوني هذه الوقفة :
فمثلا في مقال : الرسوم المتحركة … الثقافة الغائبة ، قال فيه : ونورد هنا مثلا على صعوبة إنتاج برامج الأطفال وهو برنامج ( افتح يا سمسم ) كدليل على صعوبة برامج الأطفال وتكلفتها المادية واحتياجاتها من الكادر البشري ، فقد قام الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في دولة الكويت بمشروع ” افتح يا سمسم ” بتكلفة ( 5 . 7 ) سبعة ونصف مليون دولار وقد تضمن ( 170 ) هدفا سلوكيا ، وقامت المؤسسة بمجموعة من الاختبارات اللغوية قسمت خلالها الوطن العربي إلى أربعة أقسام لتطبيق الاختبارات حيث تم اخيار ( 4 ) مدن مختلفة كما حاول البرنامج الجمع بين البحوث الأكاديمية والتجربة الميدانية وبين الانتاج الفني ، كما وجهت الدعوة إلى ( 50 ) من رجال الفكر والتربية والإعلام العربي لحضور ومشاهدة حلقتين من هذا البرنامج ، هكذا يبدو المشهد والجهد لإنتاج مادة واحدة فقط من مشروع ثقافي ضخم .
ثم قال : ( إذا علمنا أن هذه البرامج قد أخذت مهمة الجد والجدة ( المنزل ) في عصر ما قبل التلفزيون ووضعتها في إطار تلفزيوني ، بمعنى وجود مدرس أجنبي داخل المنزل ويعزز كلامنا ما قام به فريق من الباحثين في المركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر الذين أعلنوا أن الطفل المصري يمكث أمام شاشة التلفزيون ( 2000 ) ساعة في العام أي ( 83 ) يوما أي خُمْس سنة أو خمسُ عمره!! . ..
نعم لقد قامت بعض الدول العربية بمحاولات في مجال صنع لعبة تعبر عن الشخصية العربية بعيدا عن باربي والبوكيمون ومكي ماوس كما هو الحال في محاولة مصر انتاج مسلسلات كرتونية للأطفال مثل : ( سندباد ، وبكار) ( بكار شخصية مصرية نوبية من جنوب مصر حيث المعابد الفرعونية ) وقد بدأ هذه الانتاج ينتشر منذ عام( 1998 م ) حتى أن دولة كبيرة مثل الصين قامت بشراء حلقاته ووضعتها على ( CD ) لتسويقها ، ودخل المنافسة في مهرجان ( برجنيث ) للأطفال في برلين ووصل إلى المراكز النهائية في المنافسة ، المال عامل مهم في الانتشار العالمي للمشروعات الثقافية فتكلفة الدقيقة في مسلسل ( بكار ) لا تتعدى (6000 ) جنيه مصري ( 1500 ) دولار ، في حين تصل التكلفة في فيلم كرتوني أجنبي مثل ( أحدب نوتردام ) إلى مليون ونصف المليون دولار شاملة التصوير والتأليف والمونتاج والإخراج ، ويشكر الأخوة في مصر على هذه المحاولة والتي شارك فيها ( 75 ) رسام كاريكاتير و ( 7 ) مخرجين للرسوم المتحركة ، لكن أين رجال الأعمال العرب من المشروعات الثقافية ؟! .
وفي مقال : أمة لا تستيقظ إلا بسفك الدم ، قال :
الذي قمنا به في هذه السطور هو مطالعة تقرير يزيد عن ( 500 ) صفحة ونقدم زبدة أو حصيلة التقرير الذي لا يخلو من انتقائية مقصودة لبعض الأرقام في تقرير التنمية البشرية العربية لعام ( 2002 م ) الصادر عن وكالة الأمم المتحدة للتنمية بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي …
8 – رؤوس الأموال المستمثرة في الغرب من ثلاث دول خليجية فقط تصل إلى ( 1000 ) مليار دولار أمريكي .
12 – الدول العربية لم تحقق إنجازا واحدا يذكر على الصعيد العالمي خلال نصف قرن .
13 – سيكون عدد سكان العالم العربي ( 459 ) مليون نسمة في عام ( 2020 م) وهو اليوم أي عام ( 2002 ) (280 ) مليون نسمة .
17- يذهب التقرير فيما يخص الجانب الفكري للمشهد العربي أن العرب يترجمون سنويا ( 330 ) كتابا وهو خمس ما تترجمه دولة واحدة ( اليونان ) .
قال في مقال ( أمراض القلوب أخطر من معاصي الجوارح ) :
وقد أثار فينا روح المرح تصرف ( ما وتسي تونغ ) الزعيم الشيوعي الصيني الذي دعا جمعا من المثقفين الصينيين وشجعهم على الجهر بآرائهم في عام ( 1975 م) خلال حملة ( دع مائة زهرة تتفتح ) فصدقه المواطن المسكين المدعو ( داي هوانغ ) فعبر عن رأيه وجاهر به ! وجاءت مكافأته سريعة : ( 21 ) سنة سجنا لإعادة تعليمه وتثقيفه عن طريق العمل !!! .
*32 مقالا للمؤلف مجموعة في هذا الكتاب ( فضل السكوت ولزوم البيوت ) الطبعة الأولى عام 1426هـ نشرته الدار العربية للعلوم في ( 264 صفحة بالفهرس ) وللمؤلف مقال أسبوعي في جريدة اليوم ،ونبذة عن سيرته في الغلاف الداخلي للكتاب .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .