الجمعة الثالثة والثلاثين / العشرون من شعبان لعام 1437هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الخامسة والثمانين بعد المائة (185) في تعداد الجمع ، والثالثة و الثلاثين ( 33) في عام ( 1437هـ ) وتوافق 20/8/1437 حسب التقويم

 . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : ( قد أطيل ولكن الأمر يستحق)

  العراق والفلوجة – حمى الله أهل السنة فيها – هي أخبار هذا الأسبوع ؟ كنت أتصفح كتاب عن شخصية عراقية هو ( وهو نفسه عنوان الكتاب ) ( الشيخ ضاري آل محمود رئيس قبيلة زوبع قاتل الكولونيل لجمن في خان النقطة ) تأليف عبدالحميد العلوجي وعزيز جاسم الحجية وطبع في دار الحكمة في لندن وهو كتاب من الحجم الوسط ويقع في ( 184 ) صفحة وحكى قصة قتل هذا القائد الإنجليزي في خان ضاري ( لأنه بانيه ) وأسماه الإنجليز بعد ( خان النقطة ) ومما استرعى انتباهي ورود اسم ( الفلوجة ) في سياقات الكتاب مثل ( وأخيرا وافق ضاري على مقابلة لجمن في خان النقطة وهو أحد الخانين المنعزلين في منتصف الطريق بين بغداد و ( الفلوجة ) … وقول المؤلف : على لسان سليمان بن الشيخ ضاري في قصة قتل لجمن : ( ولم أجد أنفع من الاتصال بحارسي لجمن الواقفين خارج باب المخفر لأقنعهما بالتزام الحياد وعدم التدخل ، فاقتربت منهما وأدخلت في روعهما أنهم من دم عربي وأنهما لا بد أن يكونا من أهل الرمادي أو ( الفلوجة ) وأن شيمتهما العربية لا ترضى بإذلال أبي وإهانته على مسمع منهما … ) … وفي ( 14 آب 1920 ) ذهب الملازم غورنغ معززا بقوة كبيرة إلى خان النقطة ، وهناك وجد سيارة لجمن الهارفستر ( الحاصدة ) مهجورة وفيها مسدسه فقط ، ثم اقتحم المخفر حيث عثر على جثة لجمن ، وبعد أن غطاها أمر جنوده بحملها إلى (الفلوجة) … وهناك دفن في اليوم التالي في معسكر الجيش الإنجليزي في ( الفلوجة ) . وبعد سنة أخرج الإنجليز جثة لجمن وقال المؤلف : … واجتاز لجمن طريق (الفلوجة) إلى بغداد في رحلته الأخيرة وعبرت به الهارفستر جسر بغداد العائم إلى كنيسة الجاريسون ، وهناك بات ) ثم دفن في مقبرة جعلها الإنجليز خاصة لهم يدفن فيها الذين قتلوا في معاركهم لا يدفن معهم غيرهم فيها … (قال أبو حكيم : وقد تطرق لذكر هذه المقبرة وأشباهها القاص والكاتب العراقي( نجم والي ) في كتابه سيرة مدينة ( وهو عن بغداد ) . ثم تكرر ذكر الفلوجة في طيات الكتاب فجد أنها نقطة ارتكاز في الثورة ضد المحتل الإنجليزي فسبحان من يقدر الأقدار وهل يزول بعضُ العجب من الهجمة الشرسة عليها اليوم . فما هي الفلوجة ؟ ( هذه المعلومات مستقاة من موقع الجزيرة نت ) :بحسب لسان العرب، فالفَلُّوجَةُ هي الأَرض المُصْلَحَةُ لِلزَّرْع، والجمع فَلالِيجُ. تقع مدينة الفلوجة ضمن محافظة الأنبار على بعد نحو (60 ) كيلومترا شمال غرب العاصمة بغداد ، وشرقي الرمادي بمسافة( 45 كيلومترا) .وهي مدينة سهلية منبسطة، يحدها من الشمال طريق المرور السريع المتجه من بغداد إلى الحدود مع الأردن ، ومن الجنوب نهر الفرات الذي يفصلها عن مناطق تابعة لها إداريا وخدميا. تقع أبرز أحياء الفلوجة في جانبيها الشرقي والغربي، ففي الشرق توجد أحياء الصناعي ونزال والشهداء، أما في الجانب الغربي فهناك حي العسكري، وحي الجولان الذي تكرر اسمه كثيرا كأبرز مواقع القتال إبان الغزو الأميركي للعراق. وهو حي فقير يمتد بمحاذاة الفرات وتقع على أطرافه الغربية عدد من القرى الزراعية. بلغ عدد سكان المدينة عام( 2004 ) نحو ( 473 ألف ) نسمة، حسب تقديرات الأمم المتحدة، أما الإحصاء الرسمي الذي كان نظام الرئيس الراحل صدام حسين يتبناه فيقارب فيه العدد سبعمئة ألف. وبعد الغزو الأميركي للعراق، انخفض عدد السكان -بحسب تقارير إعلامية- إلى أقل من الربع، حيث اضطر الآلاف للهجرة والنزوح بسبب المعارك التي عصفت بالمدينة والتي لا تكاد تنتهي. كما هدمت جل المنازل وتغيرت ملامح المدينة بشكل كلي. لفت الموقع الإستراتيجي للمدينة أنظار القوى العالمية قديما من فرس وروم، فكانت مسرحا لحروب استمرت طويلا بين إمبراطوريات مختلفة. وفي الإسلام كانت في عهد الأمويين محطة رئيسية للجيوش، وقد جعل العباسيون منطقة الأنبار كلها قاعدة رئيسية لدولتهم الوليدة قبل أن تُبنى بغداد وتصبح عاصمة للخلافة. وفي عهد الإمبراطورية العثمانية كانت الفلوجة محطة رئيسية للجيش العثماني المتجه إلى بغداد، وظل الأمر على ما هو عليه حتى مرحلة الاحتلال البريطاني. وبعد سيطرة حزب البعث على الحكم أواخر ستينيات القرن الماضي، احتفظت الفلوجة بأهميتها العسكرية بالنسبة للنظام الجديد، وذلك حتى سقوط بغداد في يد القوات الأميركية في( 9 أبريل/نيسان 2003) . وبعد الغزو الأميركي بأشهر قليلة عاشت الفلوجة واحدا من أكثر المشاهد الدرامية في التاريخ، حيث تعرضت لقصف أميركي بريطاني مكثف وبأسلحة مختلفة بعضها محرم دوليا. وقد حدث ذلك بعد اندلاع معركة الفلوجة الأولى عام ( 2003 ) على إثر قيام مسلحين بقتل أربعة من عناصر شركة “بلاك ووتر” الأميركية، وسحل جثثهم وتعليقها. وقد فشل الأميركيون في اقتحام المدينة في تلك السنة، ما جعل المعركة الموالية عام( 2004 ) أشرس، حيث استخدم الأميركيون فيها أسلحة محرمة ـ بحسب تقارير دوليةـ سعيا منهم لإسكات صوت المقاومة. وذكرت صحيفة الإندبندت البريطانية عام( 2005 ) أن دليلا قويا أثبت أن الولايات المتحدة أسقطت كميات كبيرة من الفوسفور الأبيض على الفلوجة عام (2004) . كما بثت قناة إيطالية حكومية وقتها فلما وثائقيا ظهر فيه جندي أميركي سابق يوضح أنه سمع عن استخدام الفوسفور الأبيض في الفلوجة. ونشرت الإندبندت عام( 2010) مقالا لأستاذ السموم البيئية في جامعة ( ليدز البريطانية )طالب فيه قوات الحلفاء بكشف طبيعة الأسلحة التي استخدمت في الفلوجة والتي تسببت في حدوث تشوهات للمواليد الجدد بالمدينة. وبرغم دخول القوات الأميركية المدينة، إلا أن المعارك لم تنته، حيث استمرت المقاومة المسلحة في مواجهة الأميركيين. وكان الاحتلال الأميركي للعراق إيذانا بدخول الفلوجة نفقا مظلما من الحروب والمعارك، استمرت بين السلطات الحكومية المدعومة أميركيا، والقوات التي تسيطر على المدينة وكان من بينها تنظيم الدولة، حيث تعرضت المدينة وخاصة خلال عام( 2015) لقصف مستمر من طرف القوات الحكومية في معاركها مع تنظيم الدولة سقط على إثرها كثير من المدنيين، ما تسبب مجددا في نزوح الأهالي إلى مناطق أخرى. وقد عرفت الفلوجة بأنها مدينة المساجد، إذ تتجاوز مساجدها 250 مسجدا، حسب تقارير إعلامية، هدم جلها في المعارك . المصدر : الجزيرة- مواقع إلكتروني . ولابد أن جلكم يتابع أخبارها اليوم وذريعة قتل الناس لوجود ( داعش ) وهي صنيعتهم وحجتهم لضرب من يريدون تحت غطاء ( محاربة داعش ) والمصيبة أن المعميين الروافض وحشودهم داخلون في المعركة ( ولكن : ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) يوسف ، و ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) آل عمران  .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

اترك تعليقاً