الجمعة الخامسة عشر / الخامسة عشر من ربيع ثاني لعام 1438هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة المئتين وثماني عشرة (218) في تعداد الجمع ، والخامسة عشرة (15 ) في عام ( 1438هـ ) وتوافق ( 15 / 4 / 1438 هـ ) بحسب التقويم .

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

بمناسبة قرب اختبارات نهاية المستويات ( الأول والثالث والخامس ) في النظام الفصلي بثانويات المملكة  ، ومزامنة معه انتشر هذا الأسبوع خبر مضمونه أن ( 85 % ) من طلاب (أبو ظبي) قد رسبوا في الامتحان ، وداخل على قناة أبو ظبي  الدكتور  (علي بن راشد النعيمي ) مدير عام مجلس أبو ظبي للتعليم  ، وذكر أن النتائج ” حقيقية ”  وأن على كلٍ ( المجلس والمدرسة بهيأتيها والطالب وولي الأمر ) أن يتحمل النتيجة ويصحح المسار ، ورفض الدعوة إلى تسهيل الأسئلة من أجل النجاح وأنه لا بد أن يخرج الطالب  من التعليم العام  متمكنا ، ليحقق الهدف من الدراسة الجامعية …  ، سدد الله خطاكم ونفع بكم .

قال أبو حكيم  : فكيف بك يا دكتور لو رأيت بلدا بحجم السعودية المباركة  – حرسها الله وصانها – وبحجم التحديات الداخلية والخارجية  التي تواجهها والحاجة الماسة إلى التشمير عن ساعد الجد والاجتهاد وأخذ الأمر بالعزم  ، أقول : كيف بك لو رأيت  الرسائل التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عن الرحمة بالطلاب  ، وتسهيل الأسئلة  ، ( وكأننا نعاني من صعوبة في الأسئلة  … !! ،  وليس رآءٍ كمن سمعا .. ، فإننا نعاني في لجان الاختبارات وفي فترة اختبار يفترضُ أن تمتد لساعتين أو ثلاث  أن الطالب ينتهي من الحل في وقت  قصير ولا أبالغ إن قلت إن بعضها لا يجاوز العشرين دقيقة !!  ( والأثر يدل على المسير )   ، وأرجو أن لا  أكون ممن يحبُ الحمد بما لم يفعل  ، فإنني أجاري التيار في وضع الأسئلة  وإن كان عددها كبيرا  ، ولكن كيف بك لو خرجت نتائجك  ، أقل من المتوقع ( ممتاز وممتاز مرتفع لمعظم الطلاب ) ؟؟  لأصبحتَ غرضا يرمى ( ولن يراعوا فيك  حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدم جعل ذي روح غرضا )  ، وأخشى ما أخشى أن يكون وصف المتنبي قد انطبق عليك

رَماني الدّهرُ بالأرزاءِ حتى    … فُؤادي في غِشاءٍ مِنْ نِبالِ 

فَصِرْتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ … تكَسّرَتِ النّصالُ على النّصالِ

وياليت أن يكون لسان بعضنا :

وهانَ فَما أُبالي بالرّزايا … لأنّي ما انْتَفَعتُ بأنْ أُبالي

قبل أسبوعين أو ثلاثة ، قرأت تغريدة للأستاذ  : عمر المحمود ( ولا أعرفه شخصياً ) – وفقه الله – إنما أعجبني ما غرد ونصها : (الأستاذ الذي يتعمد وضع أسئلة “تافهة” لطلابه ؛ تسهيلا عليهم ، ورغبة في كسب محبتهم وثنائهم ودعواتهم !! غدا سيدعون عليك حين يكتشفون إفلاسهم! )  فاقتبستها وكتبت عليها : (شكرا لك عمر … كلمة رائعة موفقة مسددة ، ومؤيد لك بكل كلمة فيها ،وخذها من مجرب في مجالات التعليم من عشرين سنة )  ، ومن قدر الله المبارك أن  ثَمَّةَ اختبار لمادة أدرسها قريبا أجله ،  فقال لي أحد الطلاب  : حينما قرأت ما أعدت تغريده  وتعليقك عليها عرفتُ أن الأمر  جدٌ  ، وأنك ستأتي بأسئلة ( صعبة ) !! .

وما دام الشيء بالشيء يذكر  والهمة تبعث  الهمة والنجاح عادة يولد النجاح ، فكنت أقرأ في ( جامع المسانيد والسُنن الهادي لأقوم سَنن ) للإمام الحافظ المحدث المؤرخ الثقة ابن كثير الشافعي الدمشقي من علماء القرن الثامن صاحب  التفسير العظيم تفسير القرآن العظيم الذي يعتبر من أوائل كتب التفسير لأهل السنة منزلة ، وصاحب البداية والنهاية في التاريخ ،  فلعل ما كان عليه – رحمه الله –  يشعل فتيل همةٍ لطلابنا ،  فقد قال الدكتور عبدالقادر قلعجي  المعلق وضابط الكتاب  ومخرج أحاديثه  في أول المقدمة لجامع المسانيد  : قال ابن كثير لابن الجزري  : لا زلت أكبُ فيه الليل والسراج ينونص حتى ذهب بصري معه ، ولعل الله يقيض من يكمله مع أنه سهل ، فإن معجم الطبراني الكبير لم يكن فيه شيء من مسند أبي هريرة رضي الله عنه .) قال أبو حكيم : قد ذهب بصره حقيقة لا مجازا 

وهذا الجامع رتبه على الأبواب  جمع فيه -رحمه الله تعالى – الكتب  العشرة في أصول الإسلام وهي :    ( صحيح البخاري وصحيح مسلم  والسنن الأربع ( لأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة )  ومسند الإمام أحمد والبزار وأبي يعلى ، ومصنف ابن أبي شيبة ) .

طبعته دار الكتب العلمية في ( 37 جزاء ، في 18 مجلدا ) بالمقدمة  ،  ومن العجيب قال ابن حجر رحمه الله –  كتب من جامع المسانيد عدة نسخ !!  ذُكر ذلك في المقدمة ويرجعه إلى إنباء الغمر ) .

رحمهم الله ما أعلى هممهم ،   اللهم ارزقنا العزيمة على الرشد ورزقنا الهمة وقنا شر أنفسنا والسين وسوف . 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد  .

اترك تعليقاً