السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإصدار الثاني والثلاثون من مركز التفكير الإبداعي ، و مركز التفكير الإبداعي هو مركز متخصص في الاستشارات والتدريب الإداري والتربوي والاجتماعي والفني  في الإمارات العربية المتحدة ،  بعنوان ( لافتات .. للمبصرين )  لمريم بنت عبدالله بن عبدالرحمن النعيمي  ، قالت في التعريف في الكتاب  : في طريق الدعوة إلى الله ، يحتاج الداعية إلى لافتات تربوية ، ومحطات إيمانية ، يتوقف عندها ليتأملها وليتعلم منها ، وليجعلها معلما من معالم دربه المبارك .

وهذه اللافتات ليست فضولا من القول ، ولا سردا في الخطاب ، وإنما هي منارات وأنوار  ، وفي هذا الكتاب ذكر لبعض هذه اللافتات ، إذ يقصر البيان عن سردها مجتمعة ، فهو غيض من فيض ، وقبس من نور لا يزال يتلألأ أمام من يقصده ويرتجيه .

الكتاب من القطع الوسط وطبعته الأولى عام ( 1420 – 1999 ) في 133 صفحة .

في (مقدمة ، وتسع لافتات هي : ضرورة الدعوة إلى الله ،  وتوظيف الطاقات الجديدة دون إبطاء أوتسويف ، وثالثتها : لا للركون إلى الهوى  ، والرابعة ، تطوير الذات وتنمية المواهب والقدرات – قواعد تساعد على النجاح – ، والخامسة : التجرد للحق ونبذ الخصومة والجدل ، والسادسة : ملازمة الرفق ومجانبة الغلظة ، والسابعة : لا .. لتحجيم دور المرأة ، والثامنة : إتقان فنون التعامل مع الآخرين  ، والتاسعة طلب العلم وملازمة تحصيله ) ثم خاتمة   ، والمراجع والفهرس .

ومما ألخصه لكم وأضيف له من بنيات أفكاري – سائلا الله التوفيق والسداد –   ( قواعد تساعد على النجاح ) :

الأولى : عش حياة متوازنة  ( قال أبو حكيم : و خير مثال لذلك  قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي مع أخيه أبي الدرداء وهي : “زار سلمان الفارسي – رضي الله عنه – أخاه أبا الدرداء – رضي الله عنه – فما وجده, لكنه وجد أم الدرداء وهي متبذِّلة، فسألها عن شأنها, فقالت: أخوك أبو الدرداء ليس له بنا حاجة في الدنيا! فجاء أبو الدرداء، فصنع له طعامًا, فقال له: كُل, قال: فإني صائم, قال: ما أنا بآكل حتى تأكل, قال: فأكل, فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم قال: نَم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نَم فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نَم, فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قُم الآن، فَصَلَّيَا, فقال له سلمان: إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كل ذي حق حقّه، فأتى أبو الدرداء النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق سلمان. رواه البخاري” ومن فقه هذا الحديث ملخصا من موقع إسلام ويب  : قال البغا في شرحه لصحيح البخاري: “وكانت هذه الزيارة وهذا الحوار قبل أن يُفرض الحجاب على المسلمات” .    قال المباركفوري في شرح الترمذي: “وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ – حديث سلمان المسؤول عنه – من الفوائد: مشروعية المؤاخاة فِي اللَّهِ, وَزِيَارَةُ الْإِخْوَانِ, وَالْمَبِيتُ عِنْدَهُمْ, وَجَوَازُ مُخَاطَبَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ لِلْحَاجَةِ, وَالسُّؤَالِ عَمَّا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الْمَصْلَحَةُ” اهـ .

الثانية : اختر المكان المناسب والعمل المناسب  . قال أبو حكيم : وتأمل إن شئت حَدِيثَ أنسٍ رضي الله عنه ، الذي رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي «جَامعه» وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه فِي «سنَنه» ، وَالْحَاكِم فِي «مُسْتَدْركه» من حَدِيثه مَرْفُوعا : «أرحمُ أُمَّتي بِأُمَّتي أَبُو بكر ، وأشدُّها حَيَاء عُثْمَان ، وأعلَمُهَا بالحلال وَالْحرَام معَاذ بن جبل ، وأقرؤها لكتاب الله – تَعَالَى – أُبِيّ ، وأعلَمُهَا بالفرائض زيد ، وَلكُل أُمَّةٍ أمينٌ ، وأمينُ هَذِه الأُمّة أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح» . قَالَ التِّرْمِذِيّ : هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح . وَقَالَ الْحَاكِم : إِسْنَاده صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ .

الثالثة  : التدرب الذهني على كل عمل يتطلب تحديا : قال أبو حكيم: فإن رمت نجاحا  – بتوفيق الله  ثم بالأخذ بالأسباب – في محاضرة مثلا ، فأعدَّ لها جيدا وتصور  أسئلة الجمهور -المؤيد والمعارض – وكيف سترد وتقنع  ، وتوكل على الله أولا وآخر وأخلص النية وأبشر بالفوز .

الرابعة : اطلب النتيجة عبر المقدمات الصحيحة  ولا تنشد الكمال ، فتحرك للخير ولا تنتظر أن تتأكد من أن النتيجة كاملة  .

الخامسة : كن مستعدا للمجازفة ، قال أبو حكيم :  فالأمر بيد الله فقد يوفقك الله وتنجح وتحصل على ما تريد وقد يمنع الله عنك لسبب ما  ، -وهو الخير ولا شك – فقدره كله خير  ، فعد إلى نفسك وابحث عن الأسباب وعالج الخلل والقصور  ، ولا تغفل عن جانب نفسك ومدى استمساكها بالعروة الوثقى  وسيرها على الطريق المستقيم .

السادسة : لا تستخف بقدراتك قال أبو حكيم : وما أنعم الله به عليك  فقم بشكر نعمة الله وأد  واجب الأعضاء التي وُهِبْتَها .

  والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .