السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
رحم الله شيخنا ابن عثيمين المولود في السابع والعشرين من رمضان عام ( 1347 هـ ) بعنيزة ، ورزئت الأمة الإسلامية جميعها قبل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة ( 1421هـ ) بإعلان وفاته بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية و صلى على الشيخ في المسجد الحرام بعد صلاة العصر من يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال سنة( 1421هـ ) ودفن بمكةَ – رحمه الله تعالى- وجميع علمائنا وجزاهم الله عنا خير الجزاء .
مما تميز به الشيخ رحمه الله تبسيط الشرح للمعلومة وإيصالها للمتلقى بأيسر طريق – وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم – ولعل من اطلع على ( الشرح الممتع على زاد المستقنع ) ( في الفقه ) عرف قولي ، ومن رأى كتيب ( مصطلح الحديث ) ، شهد معي ، ومن قرأ ( شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ) ، سلّم لي ورأي تحقق قولي كفلق الصبح – فالحمد الله – واللهم يسر له الفردوس الأعلى كما يسر العلم لنا – اللهم آمين .
( شرح ثلاثة الأصول ) من كتب الشيخ اللطيفة والتي ( يجب ) على المسلم أن يعتني بها غاية العناية لما لها من تعلق بأعظم ما خُلقنا له ، وهو توحيد الله تعالى . وياليت لنا منه ورد يومي أو أسبوعي مع عوائلنا أو في مجالسنا الافتراضية في وسائل التواصل الاجتماعية المتنوعة .
مؤلف الكتاب (الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالى – وجعل الجنة منزله ) يقول أبو عبدالله الذهبي في ترجمة الشيخ في صيد الفوائد ( مختصرا مختزلا من قبلي ) : المولود عام ( 1115 هـ ) في العيينة على الصحيح ، والمتوفى عام ( 1206 هـ ) . قال ابن غنام في الروضة (2/154 ) : كان ابتداء المرض به في شوال ، ثم كان وفاته في يوم الاثنين من آخر الشهر . وكذا قال عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (12/20 ) ، أما ابن بشر فيقول : كانت وفاته آخر ذي القعدة من السنة المذكورة . عنوان المجد (1/95 ) . وقول ابن غنام أرجح ؛ لتقدمه في الزمن على ابن بشر ومعاصرته للشيخ وشهوده زمن وفاته وتدوينه لتاريخه . وكان للشيخ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة ، وتوفي ولم يخلف ديناراً ولا درهماً ، فلم يوزع بين ورثته مال ولم يقسم . انظر : روضة ابن غنام (2/155)
ومما جاء في المتن مما اخترته لكم : (بسم الله الرحمن الرحيم أعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ؛ الأولى: العلم ( 1 ) وهو : معرفة الله ، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام، بالأدلة، الثانية : العمل به ، الثالثة: الدعوة إليه ، الرابعة : الصبر على الأذى فيه ، والدليل على قوله تعالى: ( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) …
( فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها ؟ فقل : معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم …)
قال الشارح ابن عثيمن رحمه الله تعالى : (1 ) العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.
ومراتب الإدراك ست :
الأولى: العلم وهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.
الثانية: الجهل البسيط وهو عدم الإدراك بالكلية.
الثالثة: الجهل المركب وهو إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه.
الرابعة: الوهم وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح.
الخامسة: الشك وهو إدراك الشيء مع احتمال مساو.
السادسة: الظن وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح.
والعلم ينقسم إلى قسمين: ضروري ونظري.
هذه المسائل التي ذكرها المؤلف رحمه الله تعالى تشمل الدين كله فهي جديرة بالعناية لعظم نفعها.
فالضروري ما يكون إدراك المعلوم فيه ضرورياً بحيث يضطر إليه من غير نظر ولا استدلال كالعلم بأن النار حارة مثلاً ، والنظري ما يحتاج إلى نظر واستدلال كالعلم بوجوب النية في الوضوء.
الكتاب مطبوع متداول فقد أعده فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان ، ولدي الطبعة الأولى عام ( 1414 ) وقد أذن له الشيخ بطباعه رسائله وفتاويه وأن يعتني بالتصحيح وأن لا يحفظ بحقوق الطبع وصورة رساة الشيخ موجودة في أول الكتاب ومؤرخة ب ( 11 / 10 / 1411 هـ ) ، وهو بالتأكيد من ضمن مطبوعات مؤسسة الشيخ – رحمه الله – ولا أعرف رقمه بالضبط في سلسلة المطبوعات .
والكتاب متوافر بعدة صيغ مطبوعة ومسموعة على الشبكة العنكبوتية ( وقد وضع أحدهم ملاحظة أن بعض الشروح الموجودة في النت بصيغة ( الوورد ) فيها بعض السقط فليتنبه لذلك ) .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .