الجمعة السابعة والعشرين / الثاني عشر من رجب لعام 1436هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة التاسعة والعشرين بعد المائة (129) في تعداد الجمع ، والجمعة السابعة و العشرين (27 ) من عام 1436 هـ وتوافق ( 12 / 7/ 1436 هـ ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يا سادة يا كرام -أكرمكم الله بطاعته- مسيرنا اليوم مع ( جمال الدين أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي البغدادي المتوفى سنة 597 هـ  – رحمه الله -) ونقلب طرفا من كتابه الرائق ( تلبيس إبليس ) طبعة درا القلم  الطبعة الأولى عام 1403 هـ ) قال في ( ص 99  ) وما بعدها مما نذكره موجزا إيجازا  غير مخل إنما يحصل به المقصود – إن شاء الله – فسر معي – غير مأمور – إنما تفضلا  وذلك بمناسبة الحرب على الحوثيين الرافضة الاثني عشرية في اليمن السعيد  : 

( الباطنية قوم تستروا بالإسلام   إلى الرفض وعقائدهم وأعمالهم تباين الإسلام بالمرة ، فمحصول قولهم : تعطيل الصانع وإبطال النبوة والعبادات وإنكار البعث ،  لكنهم لا يظهرون هذا في أول أمرهم  بل يزعمون أن الله حق وأن محمدا رسول الله والدين صحيح ، لكنهم يقولون ذلك سرا غير ظاهر وقد تلاعب بهم إبليس فبالغ وحسن لهم مذاهب مختلفة ولهم ( ثمانية أسماء ) :

  • الاسم الأول ( الباطنية ) وسموا بذلك لأنهم يدعون أن لظواهر القرآن والحديث بواطن تجري من الظواهر مجرى اللب من القشر … ومن ارتقى إلى علم الباطن انحط عنه التكاليف واستراح من أعبائه قالوا وهم المرادون بقوله تعالى : ( ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ) ، ومرادهم أن ينزعوا من العقائد موجب الظواهر ليقدروا بالتحكم بدعوى الباطل على إبطال الشرائع .

  • الاسم الثاني ( الإسماعيلية ) ، نسبوا إلى رجل منهم يقال له ( محمد بن إسماعيل بن جعفر ) ويزعمون أن دور الإمامة انتهى إليه ، لأنه سابع !! ، واحتجوا بأن السموات سبع والأراضين سبع ، وأيام الأسبوع سبعة ، فدل على أن دور الأئمة  يتم بسبعة ، وعلى هذا فيما يتعلق (بالمنصور الخليفة العباسي  الثاني)  فيقولون ( العباس وابنه عبدالله رضي الله عنهما ثم ابنه علي ثم ابنه محمد بن علي ثم إبراهيم ثم السفاح ثم المنصور  . ، ولذلك الراوندية  –مستحلي الحرمات -كان الرجل منهم يدعو الجماعة فيطعمهم ويسقيهم ثم يحملهم على امرأته ، فبلغ ذلك الأمير (أسد بن عبدالله)  فقتلهم وصلبهم  ، فلم يزل ذلك فيهم إلي اليوم  (قال أبو حكيم :  أيام ابن الجوزي في القرن السادس )  وعبدوا أبا جعفر المنصور  ،  وصعدوا الخضراء ( قال أبو حكيم : قبة عالية في بغداد ) وألقوا أنفسهم كأنهم يطيرون فلا يبلغوا ألأرض إلا وقد هلكوا !!! ،  وخرج جماعتهم على الناس بالسلاح وأقبلوا يصيحون ( يا أبا جعفر أنت أنت ) .

  • الاسم الثالث ( السبعية ) لقبوا بذلك لأمرين : الأول : اعتقادهم أن دور الأئمة سبعة سبعة  كما الإسماعيلية وأن الانتهاء إلى السابع هو آخر  الأدوار  وهو المراد بالقيامة وأن تعاقب هذه الأدوار لا آخر له ،     والثاني : اعتقادهم أن تدبير العالم السفلي  منوط بالكواكب السبعة ( زحل ثم المشتري ثم المريخ ثم الزهرة ثم الشمس ثم عطارد ثم القمر ) !!!.

  • الاسم الرابع ( البابكية ) قال المصنف وهو اسم لطائفة منهم اتبعوا رجلا منهم يقال له ( بابك الخرمي ) وقيل إن أصله ولد زنا فظهر  في بعض الجبال ناحية أذربيجان سنة ( 201 هـ ) واستفحل أمره  وله منكرات لا حد لها حيث أحل المحظورات  وإذا سمع ببنت رجل أو أخت  جميلة طلبها فإن أتي بها وإلا قتله وأخذها ومكث على هذا عشرين سنة ،  وقتل خلقا كثيرا ما بين ( 55 إلى 80 ) ألف إنسان ، وصبر لجيوش الخلافة العباسية حتى تمكن منه ( الأفشين قائد المعتصم ، وصبر للقتل صبرا عجيبا  حتى أنه لطخ وجهه بدمه لما قطعت يده حتى لا يقال اصفر جزعا من الموت  !!  ذكر قصة قتله  أهل السير والتاريخ فجيد أن تطالع ، ( وليلة الطفية التي يرمى بها الرافضة يقال أنها في أتباعه حيث يجتمعون في ليلة من السنة -رجلا ونساء- ويطفئون السراج و من احتوى على امرأة فهي حلال له بالاصطياد( بزعمهم الفاسد )  وعللوا ذلك بقولهم :إن الصيد مباح  !!!  .

  • الاسم الخامس ( … ) لم يكتب في الكتاب اسم إنما ذكر السبب ( سموا بذلك لأنهم صبغوا ثيابهم بالحمرة في أيام بابك ولبسوها .

  • الاسم السادس ( القرامطة ) وسموا بذلك نسبة لأمرين : قيل أن أول من دعى لمذهبهم الفاسد رجل جاء من ناحية خوزستان  لسواد الكوفة وأظهر الزهد  ودعا إلى إمامة أهل البيت  ونزل على رجل يقال له ( كرميتة ) لحمرة عينية وهي كلمة نبطية تعني ( حاد البصر ) فحبسه الأمير ووضع مفتاح الحبس تحت وساده ونام ، فرقت له جارية فأخذت المفتاح وأخرجته وأعادت المفتاح فطُلب فلم يوجد  فافتتن الناس به ، فخرج إلى الشام فسمي باسم من نزل عنده ( كرميتة ) ثم خفف فقيل ( قرمط ) .      والثاني : قيل : بل نسبة إلى حمدان قرمط  وكان في الكوفة ويظهر الزهد فلقيه أحد دعاة الباطنية في طريق بين قرى وبين يديه بقر يسوقها فدخل في دعوته  ثم قوي أمره وما زال أبناؤه يتوارثون دعوته حتى كانت في قوي منهم يقال له (أبو سعيد ) ( 286 هـ ) حيث قتل وخرب المساجد وأحرق المصاحف  وقتل الحاج في طريقهم لمكة ، ولما مات بنوا على قبره قبة  وخلفه ابنه (أبو طاهر القرمطي ) المشهور الذي قتل الحجاج بالمشاعر المقدسة وأخذ الحجر الأسود  وأوهم الناس أنه الله تعالى ( أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا )  نعوذ بالله من الضلال .

  • الاسم السابع ( الخُرَّمية ) لفظ أعجمي ينبي عن الشيء المستلذ المستطاب  الذي يرتاح له الناس  ، ومقصود هذا الاسم تسليط الناس على اتباع اللذات وطلب الشهوات كيف كانت مع طي بساط  التكاليف وحط أعباء الشرع ، وقد كان هذا الاسم لقبا للمزدكية  وهم أهل الإباحة من المجوس الذين تبعوا ( مزدك ) في أيام ( قباذوا ) أباحوا النساء المحرمات وأحلوا كل محظور فسموا هؤلاء  بهذا الاسم لمشابهتهم إياهم في نهاية مذهبهم وإن خالفوهم في مقدماته .

  • الاسم الثامن ( التعليمية ) سموا بذلك أن مبدأ مذهبهم إبطال الرأي وإبطال تصرف العقول ودعاء الخلق إلى التعليم من الإمام المعصوم ، وأنه لا يدرك العلوم إلا بالتعليم .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً