من مختارات أبي حكيم في الجمعة المئتين وسبع وعشرين (227) في تعداد الجمع ، والرابعة والعشرين(24 ) في عام ( 1438هـ ) وتوافق ( 18 / 6 / 1438 هـ ) بحسب التقويم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
( هذا هو هروبي إلى الحرية ، وللأسف ، بالطبع ، لم يكن هروباً حقيقيا ، ولكن كنت أتمنى لو كان كذلك ، . كان هذا هو الهروب الوحيد المتاح من سجن فوتشا بجدرانه العالية وقضبانه الحديدية ، هروب الروح والفكر . ولو كان بإمكاني أن أهرب ، لاخترت الهروب الحقيقي ، الهروب الجسدي .
هذه أفكار عن الحرية .. عن الحرية الجسدية أو الجوَّانية ، عن الحياة والمصير ، عن الناس والأحداث ، عن الكتب التي قرأتها ومؤلفيها ، عن الرسائل المتخيلة التي لم تكتب لأبنائي ، وبتعبير آخر ، عن كل ما كان يخطر ببال سجين خلال تلك الأيام والليالي الألفية الطويلة ، في ذلك الوقت كنت أنتظر ثلاثة عشر عاما تقريبا في السجن ، وبدا أن الموت هو أملي الوحيد ، إلا أنني أبقيت هذا الأمل مخبوءا تماما كسر كبير لم يكن يعرفه أحد سواي ، سر لم يكن بإمكانهم أن ينتزعوه مني ) .علي عزت بيجوفيتش .
هذا على طرة كتاب علي عزت بيجوفيتش ( هروبي إلى الحرية أوراق السجين 1983 / 1988 م ) الخلفية نقله للعربية محمد عبدالرءوف ( هكذا كتب اسمه ) . الطبعة الثانية يناير 2016 / ربيع الآخر 1437 مدارات للنشر والأبحاث مصر العربية .
الفصل الأول : خواطر عن الحياة والناس والحرية ، والفصل الثاني : خواطر عن الدين والأخلاق ، والفصل الثالث : خواطر سياسية ، والفصل الرابع : على هامش كتاب الإسلام بين الشرق والغرب ، الفصل الخامس : الشيوعية والنازية : بعض الحقائق التي لا ينبغي نسيانها ، الفصل السادس : أفكار حول الإسلام : ملاحظات تاريخية وغيرها ، ثم ملحق : رسائل من أبنائي
كتب علي عزت هذه الخواطر في السجن وكان يودع ما يكتب عند صديق بحيث أنه لا يكتب إلا في دفتر واحد فلو صودر لم تكن الخسارة كبيرة وكان يضع الدفاتر المكتوبة عند مجرم مدان بقضية قتل وبما أنه فلاح فلم تكن السلطات تدقق في خزانته كثيرا ، وقبيل نهاية سجنه قام صديق له مسجون بتهمة تزوير بتهريب عشرة دفاتر خارج السجن بصندوق شطرنج ، يقول علي : ” وعندما سلم الرزمة لأبنائي رفض أن يأخذ أية نقود ، أحيانا يتمتع هؤلاء الذين نسميهم مجرمين بشعبية مؤكدة بل وبالحب ، ويرجع هذا إلى أنهم يعرفون عادة ما الذي تعنيه الرفقة الحقيقية وهم على استعداد للقيام بالمخاطرات وغالباً يفتقد من يطلق عليهم ” أناس متأنقون ” هذه الصفات .
في آخر خاطرة : 25 / نوفمبر / 1988
كان ذلك في يوم الخامس والعشرين من نوفمبر لعام 1988 م ، ما بين الساعة الثالثة والرابعة بعد الظهر ، استدعوني إلى مكتب الإدارة حيث قرأ عليّ قائد الحرس ” مالكو كورومان ” مرتديا زيه الرسمي وبصوته المهيب ، قرار الرئاسة اليوغسلافية بإطلاق سراحي وعدم إكمال فترة العقوبة كان ذلك هو اليوم الخامس والسبعين بعد الألفين منذ اعتقالي .
خواطر جميلة وفيها إضافات جيدة ،، ولكن يبقى له فكره ولنا فكرنا وقد عانى كثيرا في سبيل تحقيق ما يريد
ذكر موقع قصة الإسلام تحت إشراف الدكتور راغب السرجاني (حصل على الشهادة العليا في القانون عام 1950، ثم نال شهادة الدكتوراه عام 1962، وعلى شهادة عليا في الاقتصاد عام 1964، ويقرأ ويتحدث ويكتب باللغات الأجنبية: الألمانية، والفرنسية، والإنكليزية، مع إلمام جيد بالعربية. ، في آب/ أغسطس 1983 حكموا عليه في محكمة سراييفو، مع أحد عشر شاباً من زملائه- بينهم شاعرة مسلمة – حكموا عليهم بالسجن أربعة عشر عاماً، بتهمة الانحراف نحو الأصولية،