السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أسأل الله أن يوفقنا لقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا .
نحن والحمد الله في المختارة ( 37 ) من عام ( 1437 هـ ) وقبل ألف عام وتحديدا في الثاني من شهر محرم عام ( 437 ه ) توفي عَلَمٌ من أعلام المسلمين ودفن في قرطبة ، ولد في القيروان مدينة العلماء والفقهاء والأدباء ( مدينة عقبة بن نافع ) في الثالث والعشرين من شعبان عام ( 355 هـ) بدأ بطلب العلم بتونس ورحل لمصر للاستزادة ، كان أولها وله من العمر ثلاثة عشر عاما ، ورحل إلى مكة وبقي فيها أربع سنوات يطلب العلم على يد مشايخها والوافدين إليها ، ثم عاد إلى بلده عام ( 392 هـ ) وانتقل منها إلى الأندلس عام ( 393 هـ ) وأقام في قرطبة ، وكانت له المكانة العظمى عند العلماء والعامة ( مدرسا وخطيبا وواعظا )، إنه أيها السادة ( أبو محمد مكي بن أبي طالب – محمد، حموش بن محمد بن مختار القيسي ) ، وبما أننا في شهر القرآن ومختارات هذا الشهر تتعلق بعلوم القرآن فمكي – رحمه الله – له ما ينوف على مائة مؤلف استقصاها (الدكتور حاتم الضامن) في مقدمته لكتاب( مشكل إعراب القرآن ) لمؤلفه مكي بن أبي طالب – رحمه الله – ونسب إليه كتاب ( العمدة في غريب القرآن ) ولعله ليس له . وإنما له كتاب ( غريب القرآن ) .
الشيخ عبدالعزيز بن عزالدين السيروان أخرج لنا كتاب ( المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن الكريم ، ابن عباس ، ابن قتيبة ، مكي بن أبي طالب ، أبو حيان ) طبعته دار العلم للملايين الطبعة الأولى ( 1986 م ) ويقع في ( 480 ) صفحة بالفهارس، قال في مقدمته لهذا الكتاب : ( من ضرورات الدعوة والتبليغ أن أسهم في رفد المكتبة الإسلامية بهذا الكتاب الجامع لغريب مفردات القرآن … ؛ وانتقيت أهم المراجع في هذا الموضوع ، وأكثرها تداولاً بين الناس، واعتبرت الأساس فيها كتاب «تفسير غريب القرآن» لابن قتيبة، ثم كتاب «تحفة الأديب بما في القرآن من الغريب» لابن حيان الغرناطي، ثم كتاب «معجم غريب القرآن» لابن عباس وقد استخلصه الأستاذ الكبير فؤاد عبدالباقي من «صحيح البخاري»، كما اعتمدت كتاب «العمدة في غريب القرآن» المنسوب لمكي بن أبي طالب، ومن ثم أضفت «غريب القرآن» المعروف يقينا بنسبته لمكي بن أبي طالب . ثم رتَّبت ذلك حسب المعجم، بإعادة كل كلمة إلى مادتها اللغوية؛ فمثلاً: كلمة (منزلاً) مادتها اللغوية (ن ز ل). ولكن وقفت أمام كلمات قد يصعب على القارئ الكريم معرفتها وقد لا يستطيع إعادتها إلى مادتها اللغوية الأولى وضعتها في المكانَين: مكانها في الترتيب المعجمي كمادة لغوية ، والمكان الثاني حسب لفظها دون إعادتها إلى أصلها).
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .