الجمعة الثامنة والعشرين / الخامس عشر من رجب لعام 1437هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثمانين بعد المائة (180) في تعداد الجمع ، و الثامنة والعشرين ( 28) في عام ( 1437هـ ) وتوافق (1437 / 7 /15) بحسب التقويم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

عودا على بدء وما أسرع جري الأيام فسبحان مسيرها ، وهأنا بحمد الله أفي بما وعدت به في الأسبوع الفارط  وأكمل من حيث انتهيت وأسأل الله تعالى القبول ….   وأخبرنا الأستاذ الشتيوي  أنها  المزارع التي حصلت فيها القصة المشهورة   وهي في الحديث في صحيح مسلم  وفي مصنف ابن أبي شيبة وعند غيرهما رحمهم الله تعالى جميعا ونصه في مصنف ابن أبي شيبة :  (حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قَبْلَ أُحُدٍ وَالْجُوَّانِيَّةِ ، فَأَطْلَعْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ وَإِذَا ذِئْبٌ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا , قَالَ : وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً ، فَأَتَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا أُعْتِقُهَا ؟ قَالَ : ” ائْتِنِي بِهَا ” ، فَقَالَ لَهَا : ” أَيْنَ اللَّهُ ؟ ” ، قَالَتْ : فِي السَّمَاءِ ، قَالَ : ” مَنْ أَنَا ؟ ” ، قَالَتْ : أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : ” فَأَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ ” . وهذه المزارع كانت داخلة ضمن ملك الزبير بن العوام رضي الله عنه  وبعد موته باعها ابنه عبدالله -رضي الله عنه لمعاوية – رضي الله عنه –  ، وأجرى لها معاوية  -رضي الله عنه – الماء من عيون شمال المدينة  تبعد حوالي الثلاثين كيلا ( قرب المطار اليوم )  ، فمرت قناة الماء جنوبي أحد بينه وبين جبل الرماة  فكان ذلك سبب في انكشاف  بعض قبور الشهداء – شهداء أحد –  فنقلوا  مرة أو اثنتين حتى استقرت قبورهم بالمقبرة المسورة الآن على يسار جبل الرماة قليلا ووجهك تجاه أحد ( وبحسب ما قرأت أن إجراء العين كان لمنفعة المسلمين عامة )- رحم الله معاوية ورضي عنه وعن جميع أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم – .

في ذلك الوقت أي عام ( 1416 هـ )  كان طريق يتفرع من الطريق الرئيس طريق المدينة القصيم ( القديم ) يأخذ شمالا تجاه أحد يسمى ( طريق العيون ) فإذا أخذته كان جبل أحد على يمينك والجوانية  على يسارك ثم تأتيك إشارة ضوئية فإذا أخذت معها جهة اليسار صار وجهك غربا  وجنوب غربي بحسب مسار الطريق  تصل ( للسبخة ) وهي بعد وادي العقيق  الذي ذكر بعض أهل المعرفة أنه حد الحرم فجرفه الشرقي حرم وجرفه الغربي خارج الحرم المدني ( والله أعلم ) ، و( السبخة، سبخة الجرف  ) مكان نزول الدجال – أعاذنا الله من فتنته –  عند جبل (الظريب الأحمر )   فيأتي أي الدجال  من الشمال ويأخذ ذات اليمين ،  ثم ينزل بمعسكره في السبخة ( سبخة الجرف ) وينظر والله أعلم للمسجد النبوي أو ( القصر الأبيض ) ويقول هذا مسجد أحمد ، قال الحاكم في المستدرك (4/543) عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الأَدْرَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: ” يَوْمُ الْخَلاصِ، وَمَا يَوْمُ الْخَلاصِ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ “، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَوْمُ الْخَلاصِ؟ فَقَالَ: ” يَجِيءُ الدَّجَّالُ، فَيَصْعَدُ أُحُدًا، فَيَطَّلِعُ، فَيَنْظُرُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ: أَلا تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْقَصْرِ الأَبْيَضِ، هَذَا مَسْجِدُ أَحْمَدَ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَدِينَةَ، فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مَنْ نِقَابِهَا مَلَكًا مُصْلِتًا، فَيَأْتِي سُبْحَةَ الْجُرُفِ، فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ، ثُمَّ تَرْتَجِفُ الْمَدِينَةُ ثَلاثَ رَجَفَاتٍ، فَلا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلا مُنَافِقَةٌ، وَلا فَاسِقٌ وَلا فَاسِقَةٌ، إِلا خَرَجَ إِلَيْهِ، فَتَخْلُصُ الْمَدِينَةُ، وَذَلِكَ يَوْمُ الْخَلاصِ “.هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ( الحديث منقول من موقع ملتقى أهل الحديث )    ، وفيها أي السبخة (ىخرج للدجال الشاب المؤمن ، الذي ينكر عليه فيقتله الدجال ثم يحييه – بقدر الله –  ويحاول قتله أخرى فلا يسلط عليه .

وكان جبل ( الظريب الأحمر) في ذلك الوقت ( 1416 هـ ) بجوار محطة للتزود بالوقود تسمى  ( محطة الغامدي )

أما المساجد : فمن أشهرها ( المسجد النبوي ) على صاحبه أفضل الصلاة والسلام وشهرته تغني عن التعريف به  ومن أراد التوسع  فعند زيارتك للمدينة ستجد  كتبا تتحدث عن مواضيع شتى فيما يتعلق بالمسجد وما حوله  ،

( مسجد القبلتين ) في حرة الوبرة في الجانب الغربي من المدينة ،  وهو على طريق تبوك على يمين الداخل للمدينة وهو مسجد معاذ – رضي الله عنه – الذي كان يصلى به في قومه ( بني سلمة ) وفيه الحديث المشهور (أفتان يا معاذ … )  لما كان يصلى مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم –  العشاء ، ثم يخرج لقومه فيصلي بهم فيطيل بهم الصلاة … وسبب تسميته بذلك كما يقال أنه تحول – صلى الله عليه وسلم – من قبلة الشام لقبلة الكعبة وهو يصلى الظهر فيه وقد صلى ركعتين من الظهر  (وقال لنا الشيخ الشتيوي :  إنه المشهور وهو غير صحيح )

وإليك هذا النقل تأييدا لكلامه – جزاه الله خيرا –  من موقع ملتقى أهل الحديث عن إمام المسجد : ( يقوم الشيخ الدكتور سليم مسعد الأحمدي وهو من مواليد حي القبلتين بالمدينة المنورة والمسمى بحي بني سلمة بإمامة المسجد والخطابة فيه ما يزيد على أربعين سنة ،  أما عن تسميته بمسجد القبلتين فهذه التسمية جاءت متأخرة ولم نعثر على نص صحيح بأن النبي – صلى الله عليه وسلم – نزلت عليه آية تحويل القبلة في هذا المسجد ، والصحيح هو الذي جاء في صحيح البخاري أنها نزلت عليه في مسجده (المسجد النبوي). فبعض الناس يعتقد أن تسمية المسجد بهذا الاسم إنما جاءت لأن الآية نزلت في هذا المسجد وهذا لم يثبت لأن المدينة كانت كلها قبلتين وتحويل القبلة حدث مفاجأة والنبي – صلى الله عليه وسلم- كان في غير صلاة ، ثم بعد ذلك صلى معه الصحابة في مسجده فوجدوه اتجه إلى الكعبة فأخبرهم بعد الصلاة بنزول التحويل فذهب أحد من -صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم- إلى مسجد قباء فوجد الناس متجهين نحو الأقصى (القبلة الأولى) فقال لهم: أشهد أن رسول الله توجه إلى الكعبة فانحرفوا وهم يصلون وأكملوها جهة الكعبة ،  وتحولت القبلة في السنة الثانية من الهجرة ، قال تعالى: (فول وجهك شطر المسجد الحرام). وهذا ما كان يريده ويتمناه النبي -صلى الله عليه وسلم- لقوله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها). ومسجد القبلتين أيضًا وردت تسميته في طبقات ابن سعد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- زار بعض أصحابه في المسجد ونزلت الآية هناك ولكن هذا لا يقاوم الموجود في صحيح البخاري لأن الصحيح في هذه الرواية أنها ضعيفة فقد نقلها ابن سعد. ويذكر الشيخ الأحمدي عن نفسه فيقول: «كنت إماما للناس في هذا الجامع وأنا في المرحلة الابتدائية في عام 1376هـ، تطوعا وقد تواتر على المسجد عدة أئمة من قبلي ومنهم الشيخ محمد عكاشة وأصله تركي، ثم جاء بعده الشيخ محمد ناصر القايدي، ثم جاء بعده الشيخ عبد الله الملة، وكنت أنا مساعدًا له وكان معي شهادة الماجستير عام 1383هـ ( قال أبو حكيم : هكذا جاء النص ولا أدري فعدد السنوات بين الابتدائية وحصوله على الماجستير لا تكفي ) ، ثم جاء بعدي أئمة منهم محمد محي الدين والدكتور محمد ربيع المدخلي، ثم تركوا المسجد ، وأنا لازلت مستمرا ولله الحمد في إمامة وخطابة المصلين. ويعرف عن (مسجد القبلتين) أنه خضع لعدة توسعات حيث كان المسجد صغيرًا وعلى (تل مرتفع)، ثم وسُع قليلا وكان له ساحتان منها ساحة لها محراب متجه للمسجد الأقصى وكان بعض الجهلة يصلي فيه، فهدم بعد ذلك وأصبح المحراب على جهة المسجد الحرام. ثم وسُع بعد ذلك في عهد الملك فهد-رحمه الله- وهي التوسعة الأخيرة والموجودة حاليًا.

أما مسجد الضرار الوارد ذكره في القرآن (التوبة 107 )  فهو بين الحرم وقباء  ، وليس له أثر الآن والحمد الله .

 وماذا عن المساجد السبعة ؟   … تابعونا في الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى

 والله  أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد  

اترك تعليقاً