الجمعة الثانية والعشرين / الرابع من جمادي ثاني 1435هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثالثة و السبعين ( 73 ) في تعداد الجمع ، والجمعة الثانية والعشرين ( 22 ) من عام 1435 هـ وتوافق (1435 / 6 / 4 ) بحسب التقويم

الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده  وبعد خذ جملة أخبار غريبة وأرقام عجيبة  :

قال خليل الدين الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات :

صاحب ميافارقين   :

قال أبو حكيم : ميافارفين مدينة قديمة ملكها الروم ثم الفرس ثم الروم وافتتحها المسلمون بقيادة خالد بن الوليد والأشتر النخعي رضي الله عنهما قيل عنوة وقيل صلحا على ( 50,000 ) خمسين ألف دينار وحاصرها التتار بعد سقوط بغداد بأربعة أشهر وقاومت لمدة عامين ولم تسقط حتى نفدت المؤنة والذخائر وهي اليوم في ديار بكر في دولة تركيا وتسمى سيلوان  أو سليفان بالتركية ويسكنها زهاء ثلاثين ألف نسمة .

قال الصفدي : أحمد بن مروان بن دوستك الكردي الحميدي نصر الدولة صاحب ميافارقين ودياربكر.

ملك البلاد بعد قتل أخيه أبي سعيد منصور في قلعة الهتاخ، قيل إنه الذي قتل أخاه،

وكان رجلا مسعودا عالي الهمة حسن السياسة كثير الحزم،

قضى من اللذات وبلغ من السعادة ما يقصر عنه الوصف

ونقل ابن الأزرق في تاريخه : أنه لم يصادر أحدا في أيامه غير شخص واحد، وقص قصة لا حاجة إليها،

وأنه لم تفته صلاة الصبح مع انهماكه في اللذات.

وكان له ثلاثمائة وستون جارية يخلو كل ليلة من السنة مع واحدة منهن ولا تعود النوبة إليها إلا بعد سنة.

وقسم أوقاته في مصالح دولته ولذاته والاجتماع بأهله وألزمه، وخلف أولادا كثيرين وقصده شعراء عصره ومدحوه .

ووزر له الوزير أبو القاسم المغربي مرتين وفخر الدولة ابن جهير وهما وزيرا خليفتين،

وتوفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، قتل في قصره بالسدلي وعاش سبعا وسبعين سنة،

وكانت إمارته اثنتين وخمسين سنة،

قال سبط ابن الجوزي ( قال أبو حكيم :  هو يوسف بن عبدالله ( سبط ) أي ابن بنت أبي الفرج بن الجوزي العالم الحنبلي الكبير صاحب زاد المسير في التفسير وصيد الخاطر وغيرها الكثير ) ولسبط ابن الجوزي كتاب ( مرآة الزمان ) قيل أنه يقع في أربعين جزءا وطبع بمجلد ومجلدين وذكر موقع ملتقى أهل الحديث بشرى طبع الکتاب کاملا في 24 مجلدا في دار الرسالة العالمية في لبنان و سوريا ( ولمن أراد الكتاب هذا رابطه

اضغط هنا 

قال سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان  : وكان عنده الحبل الياقوت الأحمر الذي كان لبني بويه وأنفذه إلى طغرلبك مع هدايا كثيرة تساوي ثلاثمائة ألف دينار ومع مائة ألف دينار عينا.

وكان مُدَارِيا، إذا قصده عدو يقول: كم مقدار ما ينفق لرده? فإذا قيل: مائة ألف دينار مثلا بعث بها إلى العدو فيدفع شره ويأمن على عسكره من المخاطرة.

وتزوج عدة من بنات الملوك،

وكان في قصره ثلاثة آلاف جارية عاملات يبلغ شرى الجارية الواحدة من ألف دينار إلى خمسة عشر ألف دينار.

وملك خمسمائة سرية سوى توابعهن وخمسمائة خادم،

وكان في مجلسه من الأواني والآلات والجواهر ما يزيد على مائتي ألف دينار.

ورخصت الأسعار في زمانه وتظاهر الناس بالأموال، ووفد إليه الشعراء وسكن عنده العباد،

 

وبلغه أن الطيور تخرج من الجبال إلى القرى في الشتاء فتصاد فأمر بفتح الأهراء ( قال أبو حكيم : جمع هور وهي مخازن الحبوب ) وأن يحمل إليها من الأهراء ما يشبعها، وكانت الطيور في ضيافته طول عمره ولا يتجاسر أحد أن يصيد طيرا.

وقيل لبعض أصحابه: إن أيام نصر الدولة كانت ثلاثا وخمسين سنة فقال: لا بل مائة وست سنين ! فقيل له: وكيف? قال: لأن لياليه كانت أحسن من أيامه.

 

  ووفد عليه منجم حاذق من الهند فأكرمه، فقال له يوما: أيها الأمير يخرج على دولتك بعدك رجل قد أحسنت إليه وأكرمته فيأخذ الملك من ولدك ويقلع البيت ولا يلبث إلا مدة يسيرة وتؤخذ منه؛ ففكر ساعة، وكان الوزير ابن جهير واقفا على رأسه، فرفع رأسه إليه وقال: إن كان صحيحا فهو هذا الشيخ فقبل ابن جهير الأرض وقال: الله الله يا مولانا ومن أنا؛ قال: بلى إن ملكت فأحسن إلى ولدي. وكان ابن جهير قد اطلع على الخزائن والذخائر وارتفاع البلاد. قال ابن جهير لبعض أصحابه: من يوم قال المنجم ما قال وقع في قلبي صحة كلامه، وكان الأمر كما قال.

قال أبو حكيم : كذب المنجمون ولو صدقوا  ( بالقاف ) ولو صدفوا ( بالفاء )

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

اترك تعليقاً