السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أيها الأكارم صبحتم بالخير من رب رحيم ، أسأله سبحانه لنفسي ولكم الخير حيث يعلمه سبحانه ، ويكفينا كل شر هو تحت قدرته جل وعز ، في هذا الأسبوع سوف أسيح معكم في مذكراتي وذكرياتي ، ( وأرى لي دالة عليكم لطول العهد معكم ، فلعله يكون عذرا لأشرككم في صوري الذهنية ، فأقول والله الموفق مع دعائي لكم بأن يرزقكم الصبر :
مذ كنت طالبا في الثانوية – ثانوية المفرق بالخبراء – وحاليا ثانوية الخبراء – – بل قبلها ولكنها متفرقة – حرصت على تدوين أحداث كثيرة عاصرتها مما له تعلق أو مساس أو تقاطع مع طرق حياتي ، وصارت عادة لدي حتى أني دونت في فترة الجامعة يوميات ثم أصبحت أسبوعية – بعد كل جمعة أسجل خطبة الجمعة التي حضرتها زمانا ومكانا وموضوعا ورأيي فيها ، ثم بعدها أسجل أهم أحداث الأسبوع ، واستمريت على هذا المنوال لسنوات – ثم زادت المدة وتباعدت الكتابة فصرت أكتب بحسب ما يطرأ من حوادث أو إذا عنَّ لي وأَقْبَلتْ النفس على الكتابة ، فألفيتني – الآن – وقد تجمع لدي عدد كبير من الكراريس والدفاتر قد حُبِّرت على مدار سنوات ، ومن ذلك ما كان قبل واحد وعشرين سنة وبالتحديد في أواخر جمادى الأولى وأوائل الآخرة من عام( 1416 هـ ) نظمت كليتي ( كلية الدعوة والإعلام – قسم الدعوة والاحتساب -) ضمن أنشطة النشاط الطلابي في الكلية رحلة طلابية للمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، وكنتُ إبَّانها في الفصل قبل الأخير في الكلية أو ما يسمى قديما المستوى رابع أول : ( 4 / 1 ) والرحلة بإشراف طالب الماجستير في حينها والآن د . أحمد بن علي الخليفي -حفظه الله – وبما أن صاحبكم كان مع العاملين في نشاط الكلية في جانب الطلاب ، فقد شاركت في هذه الرحلة إعداد وتجهيزا وإشرافا وتنفيذا وتنسيقا … الخ ، فاقترحت على المجموعة السير عن طريق البر بحافلات جامعة الإمام الفخمة ، والتوقف في القصيم ليوم أو يومين ، ثم نغذ السير لوجهتنا المدينة النبوية ، ولكن رُفض الاقتراح لداعي ضيق الوقت وبعد المسافة – وكان هذا قبل افتتاح الطريق السريع- من القصيم للمدينة – فكان الانطلاق عن طريق الجو من مطار الملك خالد بالرياض إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الإقليمي بالمدينة في حينه ، ونزلنا ضيوفا على كلية الدعوة التابعة لجامعة الإمام في المدينة الحبيبة المنورة بنور صاحبها عليه الصلاة والسلام ، ومن ضمن النشاط الذي رتبْتُه للزملاء الكرام زيارة ميدانية لمعالم المدينة المنورة معية الشيخ ( سليمان الشتيوي ، الأستاذ في المعهد العلمي بالمدينة حينها ) ، وقد عرفته عن طريق بعض الأصدقاء من أهل بلدتي الخبراء ممن سبقني للمدينة وقابل الشيخ وتعرف عليه عن طريق أحد أساتذة الجامعة الإسلامية – أعلى الله مقامها – وهو الدكتور الثنيان – حفظه الله -، و( الشيخ الشتيوي ) له اهتمام بآثار المدينة دراسة وتحقيقا – جزاه الله خيرا ووفقه – وقد اقتطع من وقته أكثر من نصف يوم الخميس ( 2 / 6 / 1416 هـ ) من أجلنا ، – من التاسعة صباحا حتى الثالثة بعد الظهر – لمصاحبتنا في حافلتنا وتعريفنا على معالم المدينة النبوية قبل أن تحصل هذه التغيرات الكبيرة في معالم المدينة من افتتاح الطرق الدائرية أو توسعة الحرم المدني وخلافه ، ومما استفدته منه وكنت أقيد كلامه حرفا بحرف – قدر المستطاع – ، حتى إذا عدت للسكن الجامعي في الرياض بَيَّضْتُ مسودة المعالم وأهديتها لزملاء الرحلة .
ومن تلك الفوائد في معالم المدينة و التي قيدت شواردها من قوله في كناشتي – قدر جهدي واستطاعتي وبحسب قوله واجتهاده : (جبل أحد) أشهر معالم المدينة المنورة يطل عليها بل يحتضها من شمالها ، وهو جبل حبيب إلى قلوبنا لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه جبل ( يحبنا ونحبه ) وعند جبل أحد ( أخبرنا عن حدود الحرم المدني شمال جبل أحد ( يبدأ الحد بجبل صغير يسمى جبل ثور ) وهو حد الحرم المدني الشمالي ، إلى حد الحرم من الجنوب قرب الميقات ( جبل عير) ( وإذا خرجت الآن من الميقات متجها مع الطريق السريع لمكة تجد علامات حدود الحرم ( أو ما يسمى بالأميال ) على يسارك صاعدة في الجبل متجه شرقا ثم شمالا ) وهو يبعد عن الحرم أي ( جبل عير ) قريبا من السبعة أكيال ، ( قال أبو حكيم : وذكر الخياري أنهما جبلان يقال للقريب عير الوارد وهو حد الحرم ، ولما بعده جنوبا عير الصادر ) . وعند جبل أحد وقفنا على جبل ( عِينين ) أو ما يُعرف الآن ب (جبل الرماة ) حيث اكتسب هذا الاسم بعد معركة( أحد) الشهيرة ، ورأينا موضع قبور شهداء أحد وعلى رأسهم سيد الشهداء حمزة – رضي الله عنه – أول ما دفنوا قبل أن ينقلوا مرة أو مرتين لأسباب عدة حتى استقر بهم المقام في المقبرة الحالية ،حيث كانوا أولا على يمين جبل الرماة إذا كان وجهك تجاه جبل أحد ، عند وادي يسمى وادي ( القناة ) ( وللمزيد يراجع كتاب تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا للأستاذ : أحمد بن ياسين بن أحمد الخياري ص 206 الطبعة الرابعة ( 1414 هـ ) ، ووقفنا معيته على مزارع ( الجوّانية ) إلى الغرب والجنوب الغربي من جبل أحد وهي في ملك الزبير بن العوام – رضي الله عنه – قبل ان يبيعها ابنه عبدالله على معاوية بعد وفاة الزبير رضي الله عنهم ، وتأتي هذه المزارع على يسار طريق العيون الصاعد إلى الغرب من أحد ( حين زرناه وقتها وربما تغيرت معالم الطريق الآن ) ، وأخبرنا الأستاذ الشتيوي أنها المزارع التي حصلت فيها القصة المشهورة …. ولخبر القصة بقية إن أمد الله في العمر في الجمعة القادمة . والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد