من مختارات أبي حكيم في الجمعة السادسة والثمانين بعد المائة (186) في تعداد الجمع ، والرابعة و الثلاثين ( 34) في عام ( 1437هـ ) وتوافق (1437 / 8 / 27 ) بحسب التقويم
. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : اللهم بلغنا رمضان وتقبله منا.
أولا : هذه البشارة العامة لأمة الإسلام ثبتنا الله على الحق حتى نلقاه ، وهي أنه تعالى وعدَ نبيَه r أنه سيرضِيَه في أمتهِ ففي صحيحِ مسلمٍ من كتابِ الإيمانِ : بابُ دعاءِ النبيِ r لأمتِه وبكائِه شفقةً عليهم : حدثني يونسُ بنُ عبدِ الأعلى الصدفي ، أخبرنا ابنُ وهبٍ قال : أخبرني عمروُ بنُ الحارثِ ، أن بكرَ بنَ سَوَادةَ حدثهُ عن عبدِ الرحمنِ بنِ جُبيرٍ عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ – رضي الله عنهما – أن النبيَ r تلا قولَ اللهِ عزَ وجلَ في إبراهيمَ 36 ( رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني … ) الآيةَ ، وقالَ عيسى عليهِ السلامُ ) إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )” المائدة 118 ” فرفعَ يديِهِ وقالَ : اللهمَّ أمتي أمتي وبكى ، فقالَ اللهُ عزَ وجلَ : يا جبريلُ اذهبْ إلى محمدٍ -وربكَ أعلمُ – فسلهُ ما يُبكيكَ ؟ فأتاهُ جبريلُ عليهِ الصلاةُ السلامُ فسألَه فأخبرَهُ رسولُ اللهِ r بما قالَ وهو أعلمُ ، فقال اللهُ : يا جبريلُ اذهبْ إلى محمدٍ فقل : إنّا سنرضِيكَ في أمتِكَ ولا نسُوءُكَ ) . قال النووي في شرح صحيحِ مسلمٍ ” ص 438 المجلد الأول ” ( هذا الحديثُ مشتملٌ على أنواعٍ من الفوائدِ وذكر منها : البشارةُ العظيمةُ لهذهِ الأمةِ ، زادها اللهُ شرفاً بما وعدها الله تعالى بقوله : ” إنّا سنرضِيكَ في أمتِكَ ولا نسُوءُكَ ” ، وهذا من أرجى الأحاديثِ لهذه الأمةِ ، أو أرجاها .
وثانيا : من مبشرات الصوم خاصة وهي كثيرة مشهورة ومنها :
عن سهلِ بنِ سعدٍ t عن النبي r قال : ( إن في الجنةِ بابا يقالُ له الريانُ يدخلُ منه الصائمونَ يومَ القيامةِ لا يدخلُ منه أحدٌ غيرُهم فإذا دخلوا أُغلقَ فلم يدخلْ منه أحدٌ ) رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وزاد : ( ومن دخلَه لم يظمأ أبدا ) ورواه ابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال ( حسن صحيح ) وزاد : ( فإذا دخلَ أحدُهم أُغلقَ ، منْ دخلَ شَرِبَ ، ومنْ شَرِبَ لم يظمأ أبدا ) .
وعن أبي هريرة t عن نبيِ اللهِ r قالَ : ( الصيامُ جُنَّةٌ وحِصنٌ حصينٌ من النارِ ) رواه أحمدُ بإسنادٍ حسنٍ والبيهقي .
وعن معاذِ بنِ جبلٍ t أن النبيَ r قالَ له : ( ألا أدلُكَ على أبوابِ الخيرِ ؟) ، قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : ( الصومُ جُنّةٌ ، والصدقةُ تُطفىءُ الخطِيئةَ كما يُطفىءُ الماءُ النارَ ) رواه الترمذي وصححه ( جُنّة : وقاية ) .
وفي القيامة شفاعات ومن بركةِ الصيامِ ورمضانَ وهو شهرُ القرآنِ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسولَ اللهِ r قالَ : ( الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ ، يقولُ الصيامُ : أي ربِ منعتُه الطعامَ والشهوةَ ، فشفِّعنِي فيه ، ويقولُ القرآنُ : منعتُه النومَ بالليلِ فشفِّعني فيه ، قال : فيُشَفَّعَان ) رواه أحمدُ والطبرانيُ في الكبير ورجالُه محتجٌ بهم في الصحيحِ ، ورواه ابنُ أبي الدنيا في كتابِ الجوعِ وغيرِه بإسنادٍ حسنٍ والحاكمُ ، وقالَ : صحيحٌ على شرطِ مسلمٍ .
وعن حذيفةَ t قالَ أسندتُ النبيَ r إلى صدري فقالَ : ( مَنْ قالَ لا إله إلا الله خُتمَ له بها دخلَ الجنةَ ، ومن صامَ يوما ابتغاءَ وجهِ اللهِ خُتمَ له به دخلَ الجنةَ ومن تصدّقَ بصدقةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ خُتمَ له بها دخلَ الجنة َ )رواه أحمدُ بإسنادٍ لا بأسَ بهِ والأصبهانيُ ولفظُه : ( يا حذيفةُ من خُتمَ له بصيامِ يومٍ يُريدُ به وجهَ اللهِ عزَ و جلَ أدخلَهُ اللهُ الجنةَ ) ( صحيحٌ لغيره ) .
وعن أبي هريرةَ t كان رسولُ اللهِ r يُرَغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غيرِ أن يأمرَهم بعزيمةٍ ثم يقولُ : ( من قامَ رمضانَ إيمانا واحتسابا غُفرَ له ما تقدمَ من ذنبِه ) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي .
وعن كعبِ بنِ عُجْرَةَ t قال قال رسول الله r : احضروا المنبرَ فحضرنا فلما ارتقى درجةً قالَ : آمينَ ! ، فلما ارتقى الدرجةَ الثانيةَ ، قالَ : آمينَ ! ، فلما ارتقى الدرجةَ الثالثةَ ، قالَ : آمينَ ! ، فلما نزلَ ، قلنا يا رسولَ اللهِ : لقد سمعنَا منك اليومَ شيئاً ما كنا نسمعُه ؟! قال : ( إنَّ جبريلَ عليه السلام عرضَ لي فقالَ : بَعُدَ من أدركَ رمضانَ فلم يُغفرْ له ، قلت : آمينَ ، فلما رقيتُ الثانيةَ ، قالَ : بَعُدَ من ذُكِرتَ عندَه فلمْ يصلِ عليكَ ، فقلت : آمينَ ، فلما رقيت الثالثة ، قال : بَعُدَ مَنْ أدْرَكَ أبويِه الكِبَرَ عِنْدَه أو أحدِهِما فلمْ يُدْخِلاهُ الجنةَ، قلتُ : آمينَ ) . رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد .
عن أبي هريرةَ tقالَ قالَ رسولُ اللهِ r : قالَ اللهُ عز و جل : ( كلُ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصومَ فإنه لي وأنا أجزي به والصيامُ جُنّةٌ ، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفثْ ولا يصخبْ فإن سابَّه أحدٌ أو قاتلَه فليقلْ إني صائمٌ إني صائمٌ ، والذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ لخَلُوف فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِ المسكِ ، للصائمِ فرحتانِ يفْرَحْهُما إذا أفطرَ فَرِحَ بفطرِه وإذا لقي ربَّه فرحَ بصومِهِ ) ، رواه البخاري