الجمعة الرابعة عشر / الخامس من ربيع ثاني لعام 1437هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة السادسة والستين بعد المائة (166) في تعداد الجمع ، وهي الرابعة عشرة (14 ) في عام (1437 ) وتوافق ( 1437 - 4 - 5 ) بحسب التقويم .

الحمد الله  والصلاة والسلام على رسول لله : 
ذكر ابن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد في المجلد الخامس طبعة دار احياء التراث ص 92  وما بعدها باب :

ذكر خلفاء بني العباس وصفاتهم ووزرائهم وحجابهم
 ثم ذكر الأسماء وهاكموها ملخصة  دون ذكر الوزراء والحجاب فمن أرادها فليطابها حيث رقمنا موضعها أعلاه :  وسسب الكتابة أني قرأت في ذات الكتاب أخبارا  عن تنبؤات بتوليهم الخلافة في زمن خلفاء بني  أمية الأقوياء والله أعلم بحالها :

1- أبو العباس السفاح ( عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس رضي الله عنهم  بن عبد المطلب  ولد في مستهل رجب عام 104   تولى الخلافة سنة 132  

2-المنصور  أبو جعفر  (عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس (  نفس اسم أخيه !! ) بويع بالخلافة في يوم وفاة أخيه  13-12_136     ولد عام 95

3- المهدي ابن المنصور   أبو عبدالله محمد

4-ثم ابنه الهادي بن المهدي   أبو محمد موسى

–  ثم هارون الرشيد أخو المهدي  أبو محمد   بويع في ليلة وفاة أخيه يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة 170 ومولده سنة 148  وفي ليلة مبايعته ولد له عبدالله المأمون

فكانت هذه الموافقة : في 14 -3 -170  مات خليفة وتولى خليفة وولد خليفة

6- ثم الأمين أبو عبدالله  ابن الرشيد   بويع سنة  193  ومولده سنة 171 وخلافته أربع سنين وستة أشهر وأياما ( على تباين بين المؤرخين ) صفا له منها سنتين وشهرا وكانت الفتنة بينه وبين أخيه المأمون سنتين مات مقتولا  من قبل جيش أخيه المأمون

7- أبو العباس  عبدالله المأمون بويع له بالخلافة بعد قتل أخيه الأمين يوم الخميس لخمس خلون من صفر سنة 198       5-2-198

وتقدم أن ولادته كانت في ليلة موت عمه الخليفة المهدي وتولي أبوه الرشيد الخلافة 

وتوفي في البذندون سنة 218  في  8 رجب وخلافته  20 سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوما .
قال أبو حكيم : وذكر أهل التاريخ واﻷدب في زواجه من بوران بنت الحسن بن سهل سنة  210 ما يجل وصفه وتعجب من بذخه ، ويكفي أن تعلم أنه وهب ﻷبيها عشة آلاف ألف درهم أي عشرة ملايين ولكل ولد من أولاده مائة ألف وكانوا عدة  ، والمأمون هذا هو صاحب بيت الحكمة الذي اهتم بالترجمة  وفي عهد برزت المعتزلة وفيه بدأ امتحان الناس في فتنة خلق القرآن

–  ثم بويع المعتصم بالله  أبو إسحاق  ابن الرشيد
في 12–7 -218
وخلافته ثمان سنين وثمانية أشهر وذكر الصولي  أنه يسمى المثمن
وإليك السبب العجيب  والتوافق  الغريب  إن لم يكن من نسج المؤرخين والقصاصين وقد ذكره أكثر من مؤرخ مع ابن عبد ربه :
خلافته ثمان سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام وهو ثامن الخلفاء العباسيين وولد سنة 187  وتولى الخلافة سنة  218 ومات وله 48 سنة وله 8 أبناء و 8 بنات 
ووقف ببابه 8 ملوك وخلف 8000000 دينار ذهب ومن الدراهم 18000000 درهم 
و 80000 فرس ومثلها من الجمال والبغال ومن المماليك 18000 مملوك و8000 جارية و8000 عبد وغزا ثمان غزوات

قال أبو حكيم  : وكان عسكريا من طراز فريد وله قصص حكاها أهل التاريخ في قوته الجسديه  وأشهر معاركه فتح عمورية  ومن قرأ في فتحها  وجد العجب فقد درسنا فتحها ومدحها بالسيف أصدق إنباء ( قصيدة أبي تمام )  ولم نعلم ما فيها من حبك خيانة لإسقاطه ولكن الملك لله يؤتيه من يشاء . ومن منا من لم يردد يوما بيتا من قول عمر أبو ريشة :

أمتي هل لك بين الأمم *** منبر للسيف أو للقلم 
أتلقاك وطرفي مطرق *** خجلاً من أمسك المنصرم 
أين دنياك التي أوحت إلى *** وترى كل يتيم النغم ؟ 
كم تخطيت على أصدائه *** ملعب العز ومغنى الشمم 
وتهاديت كأني ساحب *** مئزري فوق جباه الأنجم 
أمتي كم غصة دامية *** خنقت نجوى علاك في فمي 
ألإسرائيل تعلو راية *** في حمى المهد وظل الحرم ؟
كيف أغضيت على الذل ولم *** ولم تنفضي عنك غبار التهم ؟ 
أو ما كنت إذا البغي اعتدى *** موجة من لهب أو دم ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي *** وانظري دم اليتامى وابسمي 
ودعي القادة في أهوائها *** تتفانى في خسيس المغنم 
رب وامعتصماه انطلقت *** ملء أفواه الصبايا اليتّم 
لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم 
أمتي كم صنم مجدته *** لم يكن يحمل طهر الصنم 
لا يلام الذئب في عدوانه *** إن يك الراعي عدو الغنم 
فاحبسي الشكوى فلولاك لما *** كان في الحكم عبيد الدرهم 

 

9-  ثم بويع ابنه  أبو جعفر هارون الواثق صبيحة اليوم الذي توفي فيه أبوه الخميس ﻹحدى عشرة ليلة بقيت من شهر بيع الأول سنة 227

19-3-227  للهجرة


10- ثم المتوكل ابن المعتصم  بويع  يوم الأربعاء  24 -12 -232 للهجرة 

11- ثم ابنه المنتصر  محمد بن المتوكل بويع سنة 247   ثم ابنه المستعين أبو العباس أحمد بن محمد بن المعتصم سنة 248  ثم ولي المعتز أبو عبدالله محمد المعتز بن المتوكل سنة 252 للهجرة  ثم بويع المهتدي أبو عبدالله محمد بن الواثق سنة 255 للهجرة ثم المعتمد أبو العباس  أحمد المعتمد بن المتوكل  وتولى 23 سنة ثم المعتضد أبو العباس أحمد بن الموفق   ثم المكتفي أبو محمد علي بن المعتضد  سنة 289 للهجرة ثم تولى أخوه المقتدر  يوم الأحد 13-11- 295 للهجرة

وخلع في خلافته دفعتين الأولى بابن المعتز بعد أربعة أشهر من توليه ولمدة يوم واحد وعاد لخلافته والأخرى بعد واحد وعشرين عاما  ومدة خلافته بعد قتله بالشماسية في أعلى مدينة بغداد خمسا وعشرين سنة إلا نصف شهر

ثم القاهر 320  ثم الراضي ثم المتقي ثم المستكفي ثم المطيع سنة 334 وخلع نفسه ببغداد سنة 363 للهجرة وتوفي سنة 364 ومدة خلافته  تسعا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوما .

وبذا انتهى كلام ابن عبد ربه الأندلسي والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد

اترك تعليقاً