الجمعة الثانية والثلاثين / الرابعة عشرة من شعبان لعام 1440هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة السادسة و الثلاثين بعد الثلاثمائة ( 336) في تعداد الجمع ، والثانية والثلاثين ( 32 ) في عام ( 1440هـ ) وتوافق ( 14 / 8 / 1440 هـ ) بحسب التقويم

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

( أحمد عوفان )  طبع كتابا عنوانه ( 100 عادة سيئة  ، كيف تتخلص من أسر عاداتك المزعجة ؟ )*. ومما جاء فيه :

في المقدمة : إذا كنت في حوارك الداخلي مع نفسك تردد مثل هذه العبارات أو تشعر بتلك المشاعر :

تأسرك المرآة  ، وتجد أنك لا تستطيع تجاوزها ، وتقف أمامها طويلا ، وأنت تتأمل صورتك وتشعر بعدم الرضا عن مظهرك .

تسارع إلى تشغيل التلفاز أو المذياع ليس مهما أن تشاهد أو تسمع إنما المهم أن تخترق جدار الصمت وتهدئ من روعك وتخمد البركان المتأجج في داخلك .

تبذل مجهودا مضاعفا لاتخاذ  قرارات صغيرة  ، وتنفق وقتك في التردد ثم قد لا تتخذ قرارا .

لا تستطيع أن تسير قدما في أي مشروع بانضباط على الرغم من أن كل الخطى ممكنة والطريق واضح .

تحس بمسافة بينك وبين الآخرين ! رغم مشاركتك المتعددة اليومية معهم ، تحس أنك وحيد …

تجد أنك تستغرق في تفاصيل التفاصيل حتى عندما يكون العمل الذي تنوي إنجازه بسيطا ولا يتطلب تخطيطا ، وتهدر الوقت في ابتكار طرق ووسائل لا داعي للجوء إليها ..

تربط نفسك دائما بآلية زمنية لا تحيد عنها ، تجد مثلا أن الساعة قد بلغت الثالثة ، فتقول مثلا : لا بد أني جائع جدا . ..

تشعر دائما أن أحد أحبابك أو أفراد أسرتك سيموت فجأة وقد يتملكك هذا الإحساس حتى يصير كابوسا مزعجا ..

تجد نفسك مهتما بالأخبار بطريقة مزعجة جدا سواء أكانت أخبارا صغيرة أو أحداثا في حياتك أو أخبارا عن الآخرين  ، وقد يصل بك الأمر إلى قراءة الأخبار المثيرة في الصحف الصفراء أو الإنترنت  لتجعلها مادة لثرثرتك .

تشعر أنك غير قادر على التمتع بلحظات السعادة لأنك مشغول بما سيعقبها من لحظات خيبة أمل ، لأجل ذلك فأنت دائما في انتظار خيبات الأمل التي لا بد أنها آتية إليك في الطريق .

قال أبو حكيم : وخير مثال على ذلك قرب نهاية الأسبوع أو نهاية الإجازات كيف تدور عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مع تفنن في إخراجها ( بكرة دوام ) ، إنهم يعبرون عما في نفوسهم من خيبات الأمل المرتقبة ويتركون الاستمتاع باللحظة …

وعودٌ على بدء من قول المؤلف : ترى في السلطة وحشا مخيفا ، سواء على مستوى رئيسك في العمل أو الجهاز الداخلي للعمل انتهاء بممثلي الدولة الرسميين .

إذا كنت تردد ذلك ، وتشعر به فعليك أولا أن تتابع قراءة هذا الكتاب حتى تتعرف أكثر على الأسباب والدوافع ، وحتى تضع يديك على الداء ليسهل العلاج .

وفي الختام يجب علينا أن نركز على مشاعرنا الإيجابية ، ومواهبنا وأعمالنا الإنسانية وتقديمها على وظائفنا المعتادة ، فإن الإنسان كتلة من المشاعر يؤدي إهمالها إلى الانفجار .

والحياة رغم ما بها من قسوة وعقبات – أحيانا – إلا أنها تمثل تحديات ومجالات للتفوق ومضمار تنافس في الخير والعطاء .

قال أبو حكيم : ( ولهذا مثلا استمتعت به ليلة البارحة   أعني تحديات الحياة والوصول للقمة رغم المشاق بل وربما حتى النهايات غير السعيدة  ،حيث سهرت مع  قصة مستكشف القطب الشمالي ( روبرت بيري ) الأمريكي ، وهو أول من عُرف أنه وقف في القطب الشمالي في قمة الكرة الأرضية عام ( 1909 م ) ، واستمرت محاولاته الخمس قريبا من ثلاث وعشرين سنة ، قصته مفصلة  في كتاب ( في غياهب المجهول  قصة حياة ثلاثة من المستكشفين  روبرت بري و كارل إيكلي مستكشف أفريقيا والمؤلف روي تشايمان  مستكشف صحراء جوبي  في وسط أسيا ” الصين ” ) مترجم للعربية من قبل سعد الجبلاوي وعايدة أبادير ،  طبع طبعته العربية عام 1961 م  ، حكاية بيري في القسم الأول منه في ( 115 ) صفحة )  .  

ونعود لأحمد عوفان  قال في العادة ( 2 ) :  ( عادة سيئة : تضييع الوقت )  : تسابق الزمن ، تتوتر ، تغضب ، تكاد تفقد حياتك بسبب السرعة الزائدة ، ما الداعي إلى ذلك ؟

كل ذلك يحدث لأنك تريد أن تصل في الوقت المحدد .

تستطيع انتظار الآخرين ، لكن تعجز عن تصور أن تجعل أحد ينتظرك ، راع أوقات الآخرين ، دون مجاملة ودون الشعور بالدونية واعلم أنك ذو قيمة .

ثم قال ( مُلَخَّصَا ) : هذه الحالة نحسها دائما ، لها أسباب عدة ، وإن كان أهمها إحساسك بعدم أهمية وقتك قياسا إلى أوقات الآخرين  ، لذلك فإنك لن تمانع في ضياع ساعة في انتظار أحدهم ، ، في حين لن تسمح في جعله ينتظرك دقائق ، فإذا نظرت إلى الأمر بصدق مع نفسك تجد أنه شعور بالنقص والدونية يجعلك تحس أن أوقات الآخرين أكثر قيمة من وقتك .

قد تدهش إن قلت لك :  إن وقتك ذو قيمة كبيرة … ويمكن إثبات هذا بالتحقق من الفوائد التي تحصلها في وقتك …

تجلس في عملك ثماني ساعات وهذا يعود بالفائدة على نفسك ومن تعول ومجتمعك  … من وقتك ما يذهب في إيصال الأولاد إلى المدارس  …ومساعدتهم في دروسهم  … تمارس هواية محببة تنتشي فيعود ذلك بالصحة عليك  ، وكل هذه أشياء إيجابية فوقتك قيم جدا فلماذا تضيعه ؟!.

من يخشون التأخر عادة يفكرون في أن شيئا ما يمكن أن يفوتهم ، ولا يمكن تعويضه ، وهذا مرتبط  في اللاوعي بالشعور بعدم الحاجة إلى الآخرين … وهذه عقبة بسيطة يمكن تجاوزها بالتعود على تقبل المساعدة من الآخرين وتقديمها بكل بساطة فهذا أقل كلفة من معاناة الركض للوصول المبكر .

وقد يكون السبب سيطرة مخاوف قديمة من تجارب سابقة  لك أو لقريب منك  ، وهذه  يمكن تجاوزها بالرجوع إلى خبراتك وستجد أن الأمر أسهل بكثير مما تتصور …

سأهمس في أذنك همسة أخيرة ، وأقول لك : تأخر قليلا ولن تجد الدنيا قد انقلبت كما يقولون .

قال أبو حكيم : هذه الأخيرة عهدتها على المؤلف  ، ولكن رأيت في واقع الحياة نماذج من هؤلاء وحياتهم طبيعية جدا ، بل ربما  أفضل بكثير ممن يعاني ضغط ضبط الوقت …

*( أحمد عوفان ) ،( 100 عادة سيئة  ، كيف تتخلص من أسر عاداتك المزعجة ؟ ) ، دار وجوه للنشر والتوزيع الرياض ( 1438 هـ ، يقع الكتاب في ( 208 صفحات ) .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

اترك تعليقاً