الجمعة الثانية والاربعين / التاسع والعشرين من شوال لعام 1436هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الرابعة والأربعين بعد المائة (144 ) في تعداد الجمع ، وهي الثانية والأربعين ( 42 ) من عام 1436 هـ وتوافق ( 1436/10 /29 هـ ) بحسب الرؤية والتقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الفضلاء ،  اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه

اليوم نسير وإياكم مصحوبين بعون الله وتوفيقه  بمعية المشايخ ( واحذر من همز جمع الشيخ ، فالمشايخ لا يهمزون )   ( الشيخ يوسف بن محمد بن إبراهيم العتيق ( الرياض )  والشيخ أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان ( عمان – الأردن ) والشيخ أبو مصعب   سليمان بن صالح الخراشي ( الرياض ) )

حيث عزم الشيخ المحقق ( أبو عبيدة ) – حفظه الله ونفع به – على إصدار كتاب في مجلد كبير يضم ( قصصا لا تثبت ) ثم قضى الله للشيخ الحج ( عام 1413 هـ )، ووقع قدرا على كتاب  ( قصص لا تثبت ) ( للشيخ يوسف العتيق )  ، وبقدر الله التقيا في الحج ذلك العام  واتفقا على إصدار سلسلة  بعنوان ( قصص  لا تثبت ) في كل جزء ( 10 قصص ) فكان كتاب ( العتيق) الجزء الأول أما الجزء الثاني والثالث فصارا من نصيب (أبي عبيدة) ،  ثم عاد الجزء الرابع مع الشيخ (العتيق) ، وطلب (العتيق) من الشيخ (الخراشي) مشاركتهم فأصدر (الخراشي) الجزء الخامس والسادس ، ( أما السابع فلا أدري لأيهم – بارك الله فيهم وستعرف السبب قريبا إن شاء الله- ) والثامن كان من نصيب (أبي عبيدة)   وطبع عام 1424 هـ ) ولدي في خزانتي – بحمد الله  ( الأجزاء) عدا السابع ( منّ الله بضمه لإخوته ) . وتولت دار الصميعي للنشر والتوزيع ، نشر السلسة بدأ من عام ( 1413هـ ) أو قبلها ، فلدي الطبعة الثالثة من الجزء الأول عام 1418 هـ وكما ذكرنا سلفا كانت البداية منذ عام 1413 هـ  ) .

في كل جزء عشر قصص – عدا الجزء الأول ففيه تسع – ،  فمجموع القصص ( 79 قصة )، تبدأ القصص بالقصة المشهورة عن : (  المرأة التي يُزعم أنها ردت على عمر – رضي الله عنه – لما حدد مهور النساء وهو على المنبر)  ،  والثانية : (  قصة بلال رضي الله عنه وزُعم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه في المنام فقال له ما هذا الجفاء وطلب زيارته … ) ، والثالثة :  قصة ( المنافق ) 

الذي دعى الله أن يؤتيه مالا وسوف يتصدق ويقوم بحق الله منه ، فلما رُزق بخل !،  وأن هذا الرجل اسمه (ثعلبة بن حاطب الأنصاري – رضي الله عنه- ،  وهو ليس بذاك ف( ثعلبة) صحابي جليل – رضي الله عنه – ) ، ( قال أبو حكيم : وأفرد الشيخ محمود بن عداب الحمش – من أهل سورية آمن الله أركانها – رسالة في بيان طرق هذه القصة وعنونها ب : ثعلبة بن حاطب الصحابي المفترى عليه ) . أما القصة الرابعة :  فكانت من نصيب ( سعيد بن المسيب – رحمه الله – )  وأنه لما سمع غناء بأبيات في زُقاق من أزقة مكة بصوت المغني الأخضر  في دار العاص بن وائل  ، فضرب برجله الأرض وطرب … وقد كتب في الكتاب 

 تضوع ممسكا بطن نعمان أن مشت  …    به زينب في نسوة عطرات .

والصواب : ( تضوع مسكا …)  ،   والخامسة  : عن ( حماد بن سلمة ) التابعي الجليل – رحمه الله – وقد أتهم بأن الشيطان ألقى إليه بأحاديث الصفات ( قال الإمام أحمد رحمه الله : إذا رأيت الرجل يغمز بحماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام ، فإنه كان شديدا على أهل البدع ) . والسادسة :  قصة كذب الرحالة (ابن بطوطة ) على ( ابن تيمية ) – رحمه الله – حيث قال عنه : إنه من أجل علماء الحنابلة عندهم ،وأن بعقله شيئا ، وأنه  يمثل صفة نزول الله تعالى بنزوله على درج المنبر .

 وأحد أوجه كذب قصته: أن تاريخ دخول (ابن بطوطة) لدمشق كان في ( 9 / 9 / 726 هـ ) كما ذكر  عن نفسه ،  وكان وقتها (ابن تيمية)  بسجن القلعة حيث دخله في ( عصر الاثنين 6 / 8 /  726 هـ )  ولم يخرج منه إلا على نعشه – رحمه الله – ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة من سنة (728هـ) ( ذكر هذا ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية نقلا عن البرزالي ) ،  فكيف رآه هذا المفتري على المنبر ؟! . والسابعة :  قصة أوردها (المجرم الأثيم)  كما وصفة ( ابن باز – رحمه الله ) في تقديمه لكتاب براءة أهل السنة ،  والمقصود بالمجرم ( محمد زاهد الكوثري )  لما افترى على (ابن حجر) – رحمه الله – أنه كان يتبع النساء في الطريق ويتغزل فيهن … ) ، أما الثامنة :  فقصة (العلمين والصاحبين الرفيقين في الطلب  ابن حنبل وابن معين – رحمهما الله -)   وأنهما صلينا مرة في مسجد الرصافة فقام قاص وحدث بحديث زعم أنه رواه عن ابن حنبل وابن معين ، فسأل أحدهما الآخر عن تحديثه إياه فأنكره ، فلما انتهى طلباه ، فجاء طمعا في النوال ، فسألاه من حدثك هذا ؟ فقال : ابن حنبل وابن معين ،  فقال له ابن معين : أنا ابن معين وهذا ابن حنبل وما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم !  ، فإن كان ولا بد من الكذب فعلى غيرنا ، فقال له :  أنت ابن معين ؟  قال :  نعم ، قال : ما زلت أسمع أن (ابن معين) أحمق وما تحققته إلا الساعة !،  فقال ابن معين :  كيف علمت أني أحمق ؟ ،قال : كأن ليس في الدنيا (يحي بن معين وأحمد بن حنبل) غيركما ، لقد كتب عن سبعة عشر (أحمد بن حنبل ويحي بن معين) غيركما ، فوضع (أحمد) كمه على وجهه ، وقال  : دعه يقوم ، فقام كالمستهزئ بهما .  ومع أن هذه القصة يستشهد بها على وضع الحديث ، إلا أنها هي نفسها موضوعة ومردودة سندا ومتنا . أما قصتنا الأخيرة فهي مشهورة ومع ذلك هي ضعيفة سندا ومنكرة متنا وهي قصة (غياث ابن إبراهيم ) لما دخل على ( المهدي الخليفة العباسي الثالث – رحمه الله – ) فوجده يلعب بالحمام ، فأخبره حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر )  والحديث إلى هنا صحيح ولكنه زاد فيه ( أو جناح ) ، فأمر له المهدي بعشرة آلف درهم فلما انصرف ، قال المهدي : أشهد أن قفاك قفا كذاب ، وأمر بالحمام فذبح ، فلما رُوجع في أمر الحمام ، علل ذبحها بأنها كانت سببا في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( وقال أبو حكيم : عُرف المهدي وهو (محمد ( المهدي ) بن عبدالله الثاني ( المنصور ) ( أخ للسفاح  عَبْد الله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس رضي الله عنهم  )  بالجد وعدم اللهو قال الذهبي رحمه الله : ( كان غارقا كنحوه من – الملوك – في بحر اللذات واللهو والصيد ، ولكنه خائف من الله تعالى ، معادٍ لأولي الضلالة حنِق عليهم )  وقال أيضا : (كان جوادا ممداحا معطاء، محببا إلى الرعية، قصابا في الزنادقة، باحثا عنهم )وقال ابن كثير – رحمه الله – : (وبالجملة فان للمهدي مآثر ومحاسن كثيرة )  .

ومجموع صفحات الكتب السبعة ( 1309 ) صفحات بالفهارس ، والصفحات من القطع المتوسط .

ومن قرأ الكتاب سيجد العجب العجاب ، مما اشتهر به الخطاب وإذا وضعت على باب الصنعة الحديثية ستجدها ضعيفة ولو خُرّجت في كتب العلماء الأجلاء ، فهم – رحمهم الله – على قاعدة  ( من أسند فقد برئت ذمته ) . 

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً