علي الطنطاوي أشهر من نار على علم – وقد عشت ليالي من أجمل أيام القراءة مع كتبه وأخص مذكراته ذات السبعة أجزاء فهو محمد بن مصطفى، الطنطاوي نسباً ، الدمشقي موطناً، الشافعي مذهبا ً، لقبهُ “علي الطنطاوي”. ولد الشيخ علي الطنطاوي في دمشق بسوريا في 23 جمادى الأولى 1327هـ (12 يونيو 1909م) ، أسرته أصلها من طنطا عاصمة إقليم الغربية في مصر ، سافر جده وعمه منها سنة ( 1255هـ ). أبوه مصطفى الطنطاوي كان واحداً من العلماء المعدودين آنذاك في الشام ووصفه علي الطنطاوي بأنه : ( من صدور الفقهاء ومن الطبقة الأولى من المعلمين والمربين (وقال عنه أيضاً : ( (كنت منذ وعيت أجد – إذا أصبحت – مشايخ بعمائم ولحي يقرؤون على أبي).
وقد توفي والده في عام 1925م ، و كان عمره آنذاك ست عشرة سنة وثلاثة أشهر . كانت أسرة أمه أيضاً من الأسر العلمية الكبيرة في الشام فمثلاً : خاله ، أخو أمه ، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتي الفتح و الزهراء ، وكان له أثر كبير في الدعوة هنالك ، إذاً فلا عجب أن يكون علي الطنطاوي عالماً من العلماء.
خاض غمار حياة طويلة مليئة بالأحداث والآراء والحكم وقد سجلها في كتبه التي تزيد عن ثلاثين كتابا
ثم بات الشيخ في آخر أيامه ينسى بعضاَ من شؤون يومه ، فكان يصلي الفريضة مرتين خشية أن يكون قد نسيها ، وتوقف عن الفتوى مخافة الزلل والنسيان ، ولكن الواقع أنه كان قادراً على استرجاع المسائل والأحكام بأحسن مما يستطيعه كثير من الرجال والشبان . ومضى على هذه الحال حتى تعب قلبه الكبير، فأُدخل المستشفى مرات عدة ، وكانت الأزمات متباعدة في أول الأمر ، ثم تقاربت حتى أصبح كثير التنقل بين البيت والمستشفى . ثم أتم الله قضاءه فمضى إلى حيث يمضي كل حي ، وفاضت روحه بعد عشاء يوم الجمعة ، الثامن عشر من حزيران ، عام( 1999م) ( الموافق 4 ربيع الأول 1420هـ )في قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجدة ، ودفن في مكة في اليوم التالي بعدما صُلّي عليه في الحرم المكي الشريف .