الجمعة العاشرة / السابع من ربيع الاول لعام 1437هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثانية والستين بعد المائة (162) في تعداد الجمع ، وهي العاشرة ( 10) في عام ( 1437هـ ) وتوافق (1437 / ربيع الأول /7 ) بحسب التقويم .

الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد

أيها الأكارم   قرأت تغريدة من شيخنا الشيخ محمد بن صالح المنجد – حفظه الله – وأعدت تدويرها  وكان نصها ( كانوا يوصون في تنمية مهارات اللغة العربية بقراءة : نثر الجاحظ وشعر المتنبي ( مع الانتباه للانحرافات العقدية ) ) ا.هـ

ومنها أقول مستعينا بالله تعالى ( عارف الشيخ عبدالله الحسن ) – هكذا رقم اسمه على طرة الكتاب – ، ألف كتابا أسماه ( بُلغة المربي من حكم وأمثال المتنبي ) الطبعة الأولى ( عام 1417 هـ)الإمارات العربية  المتحدة ، دبي   .  في الكتاب ما يزهو على ( 670 ) بيتا من غرر حكمه وأمثاله  ، ومفتاح البحث في الكتاب كما قال مؤلفه : ( الفهرس الهجائي لرؤس الأبيات أو فهرس القوافي فافتح على أحد الفهرسين ثم ابحث عن الحرف الذي يبدأ به البيت ، أو ينتهي به لتجد ضالتك المنشودة تحت ذلك الحرف ) .

سُبق المؤلف في موضوعه ، ومن قوله : إنني اطلعت على كتيب يسمى ( الأدب المربي في حياة المتنبي)  ، واطلعت على (الأمثال السائرة من شعر المتنبي )للصاحب بن عباد ، واطلعت على (أمثال المتنبي) ليوسف أحمد ، فوجدته غير الذي أريد ، الأول يذكر (200 ) بيت في نهاية الكتيب ، من غير أن يكون مرتبا ترتيبا هجائيا ،

وأما الثاني والثالث فرأيتهما يذكران مجموعة أكبر  من تلك ، إلا أنها غير مرتبة ترتيبا هجائيا أيضا ، بل ذكرت أحيانا مجموعات مجموعات ، ولم تذكر بيتا بيتا  ، فانتقائي كان أشمل ، وترتيبي -والله أعلم – جاء أوضح وأجمل .

وهاكم أبياتا مختارة :

1 . شغلتْ قلبه حسان المعالي           عن حسان الوجوه والأعجاز

2 . إن ترمِني نكبات الدهر عن كثب           ترم امرءا غير رعديد ولا نكس

( النكس : الساقط الفاشل ) .

3 .  نعد المشرُفية والعوالي      وتقتلنا المنون بلا قتال .

وانظر اعتزاره بنفسه  وأين يضعها

وما الدهر إلا من رواة قصائدي    …   إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
فسار به من لا يسير مشمرا   ….     وغنى به من لا يغني مغردا
فدع كل صوت غير صوتي فإنني   … أنا الطائر المحكي والآخر صدى

هذا الأول  أما الثاني فعبدالسلام بن محمد هارون رحمه الله -وسبق أن تكلمت عنه في مختارة سابقة – قد حقق وشرح  ( رسائل الجاحظ ) – في أربعة مجلدات    ، طباعة دار الخانجي بمصر( 1399 – 1979 ) وهذه الرسائل هي في المجلد الأول عشر رسائل  ( مناقب الترك ،  المعاش والمعاد ، كتمان السر وحفظ اللسان ، فخر السودان على البيضان ، في الجد والهزل ، في نفي التشبيه ، في كتاب الفتيا ، إلى أبي الفرج بن نجاح الكاتب ، فصل ما بين العداوة والحسد ، صناعة القواد )  في المجلد  الثاني سبع رسائل : ( في النابتة إلى أبي الوليد ، كتاب الحجاب ، مفاخرة الجواري والغلمان ، كتاب القيان ، ذم أخلاق الكتاب ، كتاب البغال ، الحنين إلى الأوطان ) وفي المجلد الثالث والرابع   ( القسم الأول والثاني من الفصول المختارة من كتب الجاحظ اختيار الإمام عبيدالله بن حسان )  وفيها إعادة لبعض الرسائل المذكورة في المجلد الأول والثاني .

قال أبو حكيم  : ولا تنسوا وصية شيخنا المنجد ، بالانتباه من الانحرافات العقدية  فأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ علم في العربية وجودة النثر والسبك ولا تُمل كتبا كتابها   ولكنه في العقيدة معتزلي  بل هو منظر المعتزلة وكبيرهم.

 والمعتزلة باختصار هي : فرقة إسلامية تنتسب إلى واصل بن عطاء الغزال، تميزت بتقديم العقل على النقل، من أسمائها القدرية والوعيدية والعدلية، سموا معتزلة لاعتزال مؤسسها واصل مجلس الحسن البصري –رحمه الله –  بعد خلافه معه حول حكم الفاسق ( وأنه في منزلة بين المنزلتين ) ومعه  عمرو بن عبيد الزاهد العابد القدري .

     والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

اترك تعليقاً