من مختارات أبي حكيم في الجمعة السابعة و الخمسين بعد المائة (157) في تعداد الجمع ، وهي الخامسة ( 5 ) في عام ( 1437هـ ) وتوافق (1437 / صفر /1 ) بحسب التقويم
من عجائب التاريخ :
ابن عساكر رحمه الله تعالى ( 499 هـ – 571 م ) ألّف كتابه الكبير ( تاريخ مدينة دمشق وذِكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها ) ويقع في واحد وثمانين ( 81 ) مجلدا، طبعته دار الفكر في بيروت بتحقيق ودراسة ( محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي ) و في خزانتي – بحمدِ مُولِي النعم – طبعة عام ( 1416 هـ )
قال رحمه الله في الجزء الرابع والثلاثين (ص 301 ) : في ترجمة (عبدالرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام النجاري الخزرجي الأنصاري المدني) – رضي الله عنهم – : عن سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه قال : ( عاش حسان بن ثابت مائة سنة وأربع سنين ، وعاش أبوه ثابت مائة سنة وأربع سنين ، وعاش المنذر جده مائة سنة وأربع سنين وعاش حرام جد أبيه مائة سنة وأربع سنين ، وكان عبدالرحمن بن حسان إذا حدثنا بهذا الحديث اشرأب لها وثنى رجليه على مثلها ، فمات وهو ابن ثمان وأربعين سنة ، وقد تقدم قول خليفة أنه مات سنة ( 104 ) مائة وأربع ، ولا أراه محفوظا والله أعلم .
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى في تاريخه الشهير (البداية والنهاية ) الجزء الثالث عشر ( ص 291 ) طبعة دار ابن رجب الطبعة الأولى 1425 هـ و(ص 219 ) في نفس المجلد طبعة دار الكتب العلمية و في الجزء التاسع (ص 147 ) طبعة المكتبة العصرية ، والخبر مذكور في آخر ترجمة آخر خلفاء بني العباس في العراق – رحمهم الله – سنة ( 656 هـ ) قبل النظم الذي حوى أسماء خلفاء الإسلام : ( والعجب أن خلافة النبوة التالية لزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ثلاثين سنة كما نطق بها الحديث الصحيح ، فكان فيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم ابنه الحسن بن علي رضي الله عنهم لمدة ستة أشهر حتى كملت به الثلاثون سنة ، ثم كانت ملكا فكان أول ملوك الإسلام من بني أبي سفيان معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ، ثم ابنه يزيد ، ثم ابن ابنه معاوية بن يزيد بن معاوية ، ، وانقرض هذا البطن المفتتح بمعاوية والمختتم بمعاوية ، ثم ملك مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، ثم ابنه عبدالملك ، ثم الوليد بن عبدالملك ، ثم أخوه سليمان ، ثم ابن عمه عمر بن عبدالعزيز ، ثم يزيد بن عبدالملك ، ثم هشام بن عبدالملك ، ثم الوليد بن يزيد ، ثم يزيد بن الوليد ، ثم أخوه إبراهيم الناقص ، وهو ابن الوليد أيضا ، ثم مروان بن محمد الملقب بالحمار ، وكان آخرهم ، فكان أولهم اسمه مروان وآخرهم اسمه مروان ، وكان أول خلفاء بني العباس السفاح واسمه عبدالله ، وكان آخرهم المستعصم واسمه عبدالله ، كذلك أول خلفاء الفاطميين اسمه عبدالله المهدي ، وآخرهم عبدالله العاضد ، وهذا اتفاق غريب جدا قل أن يتنبه له ، والله سبحانه أعلم . انتهى .
